السلطات المصرية تحقق مع 650 متهما في أحداث «الحرس الجمهوري»

الآلاف من أنصار الرئيس المعزول يشيعون الضحايا في «مليونية الشهيد»

أفراد من الشرطة ومواطنون في مدينة الإسكندرية خلال تشييع جنازة ضابط قتل خلال الاشتباكات التي وقعت في محيط دار الحرس الجمهوري أول من أمس (أ.ب)
TT

بدأت السلطات المصرية أمس التحقيق مع 650 متهما في أحداث «الحرس الجمهوري»، التي قتل فيها أكثر من 50 شخصا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بالإضافة إلى 3 عناصر من الجيش والشرطة، في تهم تشمل القتل وإحراز الأسلحة والمتفجرات. وبينما أبطلت الأجهزة الأمنية مفعول قنبلة ناسفة قبل انفجارها بمحافظة الجيزة، نظم الآلاف من أنصار التيار الإسلامي أمس مظاهرات ومسيرات بعنوان «مليونية الشهيد»، دعا إليها «التحالف الوطني لدعم شرعية مرسي»، نددوا فيها بمقتل أنصارهم وطالبوا بعودة مرسي.

واتهمت السلطات الأمنية من وصفتهم بـ«إرهابيين» من داخل اعتصام الإسلاميين في منطقة «رابعة العدوية» شرق القاهرة فجر أول من أمس، بمحاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري والاعتداء على القوات المسؤولة عن تأمينه من أجل إخراج مرسي، حيث يعتقدون أنه قيد الإقامة الجبرية بالدار.

وبدأت النيابة العامة برئاسة المستشار إبراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة، تحقيقات موسعة مع 650 متهما، يواجهون اتهامات عدة؛ في مقدمتها القتل، والشروع في القتل، والبلطجة، وحيازة أسلحة نارية وذخائر دون ترخيص، وحيازة وإحراز أسلحة بيضاء، وقطع الطريق، وتعطيل المواصلات العامة، وإحراز متفجرات، والمساس بالأمن العام تنفيذا لغرض إرهابي. وكانت النيابة قد انتهت من معاينة جثث القتلى في أحداث اشتباكات الحرس الجمهوري، وقالت في بيان لها أمس إن عدد القتلى بلغ 54، وإن سبب الوفاة في معظم الحالات هو طلق ناري، و4 جثث توفيت نتيجة طلق خرطوش في الظهر.

واقتحم عدد من الأهالي مشرحة «زينهم» بالقاهرة مساء أول من أمس أثناء قيام أعضاء النيابة بمعاينة الجثث لإعداد تقرير مفصل لبيان سبب الوفاة، وذلك اعتراضا على تشريح ذويهم مطالبين باستخراج تصريح بالدفن دون تشريحهم، فيما تعرف عدد من الأهالي على ذويهم من مجهولي الهوية.

وتداول عدد من النشطاء على الإنترنت أمس مقطع فيديو جديد لأحداث دار الحرس الجمهوري، يظهر خلاله شخص مندس وسط المتظاهرين المنتمين لجماعة «الإخوان»، يطلق النار عليهم.

في غضون ذلك، واصل مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي اعتصامهم أمس، بميدان «رابعة العدوية»، لليوم الحادي عشر على التوالي، حيث قاموا بأداء صلاة الجنازة على ضحايا أحداث دار الحرس الجمهوري، وسط هتافات: «ارحل يا سيسي مرسي رئيسي»، و«يسقط يسقط حكم العسكر».

وبينما نظم الإسلاميون حفل تأبين جماعي لقتلاهم عقب صلاة الظهر بمسجد «رابعة العدوية»، احتشد الآلاف منهم أمس في مسيرات تحت عنوان «مليونية الشهيد»، التي دعا لتنظيمها «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، من أجل المطالبة بعودة الرئيس السابق محمد مرسي.

وشهد محيط نادي ضباط الحرس الجمهوري أمس حالة من الهدوء، عقب قيام قوات الجيش المكلفة بتأمين المنطقة بعمل كردون أمني أعلى «نفق العروبة»، حيث وضعت الأسلاك الشائكة بالإضافة للمعدات العسكرية والجنود لمنع المتظاهرين من الوصول لنادي الحرس الجمهوري.

من جهة أخرى، نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة والإدارة العامة للحماية المدنية، في إبطال مفعول قنبلة ناسفة قبل انفجارها بالقرب من حديقة الحيوان. ووفقا لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية، فإن الأجهزة الأمنية كانت تلقت بلاغا من المواطنين بوجود جسم غريب بالجهة المقابلة لنهاية شارع الجيزة، وانتقل رجال الحماية المدنية وخبراء المفرقعات وتم التعامل الفوري مع الجسم وتبين إيجابيته ونجحوا في إبطال مفعوله، وقد كلفت إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة بالتحري عن الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم.