الأزهر يتبنى مبادرة حزب النور لتشكيل لجنة حكماء

جهود لإقناع قيادات الإخوان بالعودة للمشهد السياسي

TT

أعلن حزب النور، أكبر الأحزاب السلفية في مصر، عن تبني الأزهر لمبادرته بتشكيل لجنة للحكماء ترعى المصالحة الوطنية بين الفرقاء السياسيين في الوطن.

وقال الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إنه «أجري اتصالا بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب واتفقا على البدء في تشكيل لجنة الحكماء برعايته وتضم جميع الاتجاهات، وأن شيخ الأزهر وعد بوضع ثقله الشخصي وثقل الأزهر خلف هذه المبادرة، من أجل المصالحة الوطنية وحقن الدماء». فيما قال الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار، إن «الدكتور الطيب دعا فعلا لتشكيل لجنة للمصالحة مع التيار السلفي»، مؤكدا أن «شيخ الأزهر اشترط لبدء تشكيل اللجنة أن يجلس معه جميع أطياف المجتمع من أحزاب وقوي سياسية دون استثناء». وقال الدكتور عزب لـ«الشرق الأوسط»، إن «رأي الأزهر بأن تكون المصالحة يتفق عليها من الجميع وبحضور جميع القوى والتيارات السياسية بما فيهم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ولا عزل لأحد».. لكن عزب لم يحدد الوقت الذي سيتم فيه إعلان أسماء المشاركين في لجنة المصالحة.

يأتي هذا في وقت تواصل خلاله قوى دينية وسياسة الجهود لإقناع قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالعودة للمشهد السياسي من جديد ودعوتهم لحقن الدماء وفض اعتصام ميداني «رابعة العدوية» شرق القاهرة، و«نهضة مصر» غرب القاهرة. وتقوم مبادرة حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، على عاملين أساسيين: الأول عمل مصالحة وطنية حقيقية بين جميع القوى والمؤسسات لطي صفحة الماضي وإعادة اللحمة للشعب المصري دون إقصاء لأحد، والثاني وضع خطة جديدة يتوافق عليها جميع القوى السياسية والقوات المسلحة وبرعاية لجنة المصالحة.

فيما شن الشيخ حسن الشافعي، مستشار شيخ الأزهر، هجوما شديدا على من قال إنهم «قادة الانقلاب العسكري» والقوات المسلحة، في بيان له على قناة الجزيرة القطرية، أول من أمس، مؤكدا أن «المؤامرة الانقلابية على الرئيس المعزول مرسي مدبرة بدقة وإحكام، بل ومن بدء رئاسة الدكتور مرسى، وأنه عار على الثوار أن يضعوا أيديهم في يد الرموز الفاسدة وإلا فهو يقامر بمستقبله».

وتبرأت مشيخة الأزهر من كلام الشيخ الشافعي، وهو أكبر مستشاري شيخ الأزهر، وعضو بهيئة كبار العلماء بالأزهر، وأكدت المشيخة في بيان لها، أن أي بيانات أو تصريحات تصدر عن أي شخص ولا تصدر عبر المركز الإعلامي الرسمي للأزهر الشريف، هي رأي شخصي ولا تعبر عن مؤسسة الأزهر أو مشيخته، إنما هي مجرد آراء لأصحابها لا تحمل على المؤسسة ولا تمثل وجهة نظرها.

في السياق ذاته، قال الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «دعا قيادات حزب الحرية والعدالة، بالاستجابة لدعوات الحوار الوطني وعدم رفض الحوار». وكشفت مصادر قريبة الصلة بحزب الحرية والعدالة، «عن محاولات كثيرة من رموز سياسية ودينية في مصر لعودة الحزب للحالة السياسية من جديد ونبذ العنف»، ولم تؤكد المصادر التي تحدثت مع «الشرق الأوسط»، ما إذا كان الحزب سوف يستجيب لهذه الدعوات أم لا، بقولها: «المشهد الحالي غير واضح.. والمؤشرات تدل على احتمالية رفضها».