مأدبة إفطار في متنزه «جيزي» بإسطنبول بعد ليلة من المواجهات

السلطات تعيد فتحه غداة اعتقال 80 محتجا

محتج يلقي على الشرطة عبوة غاز مسيل للدموع قذفتها هي أصلا لتفريق متظاهرين حاولوا التجمع في متنزه «جيزي» بإسطنبول مساء أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

أعيد، أمس، فتح متنزه «جيزي» في إسطنبول، الذي كان محور احتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بعد ليلة من الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين، لكن الهدوء كان السمة الغالبة على مجموعة صغيرة من الزائرين.

وأطلقت الشرطة، الليلة الماضية، الغاز المسيل للدموع، واستخدمت مدافع المياه لمنع تجمع في المتنزه الذي تطوقه الشرطة منذ ثلاثة أسابيع، بعد أن طردت الشرطة المعتصمين هناك. وحسب وكالة «رويترز»، جلست مجموعة من الشباب والشابات، أمس، تحت لافتة في المتنزه مكتوب عليها «مرحبا بكم في متنزه شهداء تقسيم 1977 - 2013»، في إشارة إلى أكثر من 30 شخصا لقوا حتفهم في اشتباكات وقعت في مايو (أيار) في ميدان تقسيم عام 1977.

ووضعت مجموعة أخرى قطعا من الرخام على الحشائش عليها أسماء أربعة قتلوا خلال اشتباكات مرتبطة بأحداث متنزه «جيزي» الشهر الماضي، واسم شاب كردي قتل بالرصاص خلال احتجاج على نقطة عسكرية في جنوب شرقي تركيا. وكان أطفال يركبون الأرجوحات، وكان هناك بعض الزائرين يجلسون على الحشائش، ويقرأون الصحف. ولم يكن هناك سوى وجود محدود للشرطة على أطراف المتنزه.

وقال بيان من السلطات البلدية إن المتنزه كان سيستضيف، أمس، أول مأدبة «إفطار» مع احتفال تركيا بحلول شهر رمضان. وأضاف: «كل سكان إسطنبول مدعوون». كما كانت جماعتان يساريتان مسلمتان مؤيدتان للاحتجاجات، وهما المسلمون الثوريون، والمسلمون المناهضون للرأسمالية، تعتزمان إقامة مآدب إفطار في شارع مجاور، أمس.

وبعد قمع الشرطة لمظاهرة صغيرة يوم 31 مايو (أيار) ضد خطط لتطوير المتنزه، تحولت الاحتجاجات إلى حركة أوسع نطاقا ضد ما يعتبره البعض أسلوب أردوغان الاستبدادي بشكل متزايد في الحكم. وأعيد فتح المتنزه أمام الزائرين، مساء أول من أمس، ولكن بعد ساعات أجبرت الشرطة الناس على الخروج، بسبب مخاوف متعلقة باحتجاجات مزمعة. ووقعت اشتباكات في شوارع مجاورة، قبل أن تسمح الشرطة للناس بالعودة للمتنزه في منتصف الليل.

وقالت مجموعة «التضامن مع تقسيم» التي تتألف من أحزاب سياسية ومنظمات غير حكومية معارضة لخطط تطوير المتنزه إن الشرطة احتجزت أكثر من 80 شخصا في اشتباكات أول من أمس. وذكر مسؤول في نقابة الأطباء أن فتى عمره 17 عاما ضربته قنبلة غاز مسيل للدموع أصيب بنزيف في المخ، ويعالج في مستشفى مجاور.

وكانت الاحتجاجات الخاصة بالمتنزه غير مسبوقة طوال فترة حكم أردوغان، التي بدأت عام 2002 مع انتخاب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له. وأجرى إصلاحات في الاقتصاد، وقلص من سلطات الجيش الذي أطاح بأربع حكومات خلال 40 عاما. وألغت محكمة تركية مشروع تطوير ميدان تقسيم، لكن السلطات يمكن أن تستأنف الحكم.