غموض حول تاريخ عودة بوتفليقة من رحلة العلاج في فرنسا

الحديث عن عودة الرئيس يثير جدلا قويا حول من سيخلفه في الحكم

TT

تضاربت الأنباء بالجزائر، أمس، حول موعد عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من فرنسا، حيث يعالج منذ شهرين ونصف الشهر بعد الإصابة بجلطة في الدماغ. ويرتقب أن يزداد الجدل حول الشخص الذي سيخلفه، بمجرد عودته التي يشاع أنها «ستكون في القريب العاجل».

واللافت أن الرئاسة الجزائر تحيط، بتكتم شديد، مسألة تاريخ عودته وما إذا كان سيستأنف نشاطه أم سيواصل النقاهة التي بدأها بفرنسا منذ نحو شهر. ويضفي الوضع الحالي غموضا كبيرا حول مصير الرجل في السلطة.

وأفاد مصدر من حزب الأغلبية بالجزائر (جبهة التحرير الوطني)، لـ«الشرق الأوسط» بأنه يتوقع عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من رحلة العلاج الطويلة بالخارج «في غضون الساعات القادمة». ولوحظ بالإقامة الرئاسية بمنتجع سيدي فرج بالضاحية الغربية للعاصمة، تحضيرات غير معهودة أشرفت عليها مصالح الرئاسة، تحسبا لالتحاق بوتفليقة بها. وقال المصدر، وهو قيادي بالحزب الذي ينتمي إليه الرئيس، أن أفرادا من عائلة الرئيس أكدوا أنه استكمل فحوصاته بمستشفى «المعطوبون» بباريس، الذي يتبع لوزارة الدفاع الفرنسية. وذكر قيادي من حزب «الحركة الشعبية الجزائرية»، المساند لسياسات الرئيس: «نترقب عودة الرئيس قريبا.. هذا ما قاله لنا رئيس الحزب»، وهو عمارة بن يونس وزير البيئة الذي يعد في نفس الوقت من أكثر المقربين من الرئيس وأشدهم ولاء له.

ونقلت «رويترز» أول من أمس عن مصدر مقرب من الرئاسة الجزائرية، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «سيغادر المستشفى في باريس، ويعود للجزائر خلال الساعات القادمة». وتوقعت مصادر محلية دخوله الليلة ما قبل الماضية، لكن ذلك لم يتم.

واللافت أن فترة علاج الرئيس بفرنسا، ومتى تنتهي يتحاشى الخوض فيها المسؤولون في الدولة. ولما سئل الوزير الأول عبد المالك سلال من طرف صحافيين، السبت الماضي، عما إذا كان الرئيس سيعود قريبا، قال: «لست طبيبه كي أعرف متى يعود». وكان سلال دعا الشهر الماضي إلى «الكف عن التركيز على صحة الرئيس». وتساءل عن سبب عدم الاهتمام برؤساء أجانب يعالجون في الخارج».

ونقل بوتفليقة إلى مستشفى «فال دو غراس» العسكري بباريس، يوم 27 أبريل (نيسان) الماضي، بسبب تعرضه لجلطة دماغية، قال أطباء جزائريون حينها إنها «عابرة ولم تترك آثارا جانبية عليه». ولكن طول فترة علاج الرئيس (أكثر من شهرين ونصف الشهر)، جعلت قطاعا واسعا من الجزائريين يشكك في صحة تطمينات المسؤولين الجزائريين الذين ما انفكوا يؤكدون أن «الرئيس بخير وسيعود قريبا، وسيصبح مرضه مجرد ذكرى سيئة».

وبسبب كثرة الضغط على الرئاسة وعلى عائلة الرئيس، اضطرت السلطة إلى إظهاره عبر شاشة التلفزيون الحكومي، وكان ذلك في 12 من الشهر الماضي، عندما صورته الكاميرا في المستشفى مع الوزير الأول سلال، وقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح. وبدا الرئيس متعبا للغاية، وكانت الصور صامتة إذ لم يبث التلفزيون صوت الرئيس، في حين نشرت وكالة الأنباء الجزائرية، أنه «أعطى تعليمات للوزير الأول لتحضير اجتماع لمجلس الوزراء».