سنودن يقبل عرض فنزويلا باللجوء إليها.. عبر كوبا

موسكو تريد انتهاء أزمة الشاب العالق في مطارها إنقاذا لقمة بويتن ـ أوباما

لوحة إعلانات الرحلات تظهر موعد رحلة 6150 على خطوط شركة «كوبانا» إلى هافانا في مطار موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

مع اقتراب موعد القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما في مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل على هامش قمة مجموعة العشرين في سوتشي تبدو موسكو أكثر ميلا نحو العثور على حل لقضية إدوارد سنودن، الشاب الأميركي الملاحق من قبل حكومة بلده بتهمة التجسس، والعالق في منطقة الترانزيت بمطار شيريميتيفو منذ مطلع يونيو (حزيران) الماضي.

وكانت موسكو أعلنت غير مرة أنها لا علاقة لها بقضية سنودن، المستشار السابق لدى وكالة الأمن القومي الأميركية، وأنها صارت أكثر حاجة إلى العثور على حل لقضيته. ومن هذا المنظور تلقت الأوساط الرسمية الروسية بكثير من الاهتمام تصريح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حول قرار بلاده منح اللجوء إلى سنودن. وقال مادورو في القصر الجمهوري بكاراكاس مساء أول من أمس: «تلقينا رسالة طلب لجوء. يجب أن يقرر سنودن متى سيستقل طائرة في حال قرر أخيرا أن يأتي إلى هنا». وأوضح: «قلنا لهذا الشاب: أنت مضطهد من قبل الإمبريالية، تعالَ إلى هنا».

وتعليقا على ذلك أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي ألكسي بوشكوف أمس أن سنودن «وافق» على عرض اللجوء السياسي من جانب الرئيس الفنزويلي. وأضاف هذا النائب القريب من السلطة على حسابه على موقع «تويتر»: «يبدو أن هذا الخيار هو الأكثر أمانا بالنسبة إلى سنودن»، لكن رسالة بوشكوف سحبت من موقع «تويتر» بعد وقت قصير.

وليس هناك رحلات مباشرة بين روسيا وفنزويلا، وعلى سنودن في هذه الحال أن يتوقف في كوبا. وقالت شبكة «نيوز رو» الروسية إن سنودن قد يتخذ قراره بالسفر إلى كوبا على ضوء ما قاله رئيسها راؤول كاسترو بأن بلاده ستضطلع بمسؤولية بلدان أميركا اللاتينية تجاه حماية حق بلدان أميركا اللاتينية في منح حق اللجوء إلى كل من تجرى ملاحقته بسبب معتقداته ودفاعه عن الديمقراطية.

وكان سنودن تلقى خلال الأسبوع الماضي ثلاث دعوات من جانب ثلاثة من الرؤساء هم الفنزويلي نيكولاس مادورو، والنيكاراغوي دانييل أورتيغا، والبوليفي إيفو موراليس. وإذا كان موقف رئيس نيكاراغوا يتسم بالكثير من التحفظ على غرار «إذا سمحت الظروف»، فقد كان رئيس فنزويلا أكثر وضوحا حيث قال صراحة: «إنني بوصفي رئيسا للدولة والحكومة في فنزويلا اتخذت قرار منح الشاب الأميركي إدوارد سنودن حق اللجوء الإنساني وبما يكفل له الوصول إلى موطن بوليفار وشافيز بعيدا عن الملاحقة من جانب الولايات المتحدة الأميركية».

وكانت المحكمة العليا في آيرلندا رفضت الاثنين في الشكل طلبا أميركيا لإصدار مذكرة توقيف ضد سنودن في حال وصوله إلى الأراضي الآيرلندية. وأعلن القاضي كولم ماك ايوشايد أنه «مجبر» على رفض الطلب الذي تقدمت به السفارة الأميركية في دبلن الجمعة، لأن مكان ارتكاب سنودن للمخالفات المفترضة غير محدد. وأوضح القاضي أن «معرفة أين ارتكبت المخالفة تفصيل بسيط لكن قد يكون له عواقب خطيرة جدا في مرحلة لاحقة من عملية التسليم». وأثارت المعلومات التي كشفها سنودن حول تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على حلفائها الأوروبيين استنكارا عارما في أوروبا.