اليابان تعزز دفاعاتها لمواجهة «تهديدات» الصين

طوكيو تندد بـ«السلوك الخطير» لبكين في الجزر المتنازع عليها

TT

نددت اليابان أمس بـ«السلوك الخطير» للصين الذي يمكن أن يتسبب بحادث في جزر سنكاكو، الأرخبيل الواقع في بحر الصين الشرقي والتي تطالب بها بكين وتطلق عليه دياويو. وقال «الكتاب الأبيض السنوي» لوزارة الدفاع اليابانية الذي أقرته الحكومة أمس، إن «الصين اتخذت إجراءات إلزامية استتبعتها تحركات خطيرة». ويشير التقرير الذي يقع في 450 صفحة، خصوصا إلى «التوغل في المياه الإقليمية لليابان وانتهاك المجال الجوي الياباني وتصرفات خطيرة يمكن أن تؤدي إلى أحداث غير متوقعة».

وتتحدث طوكيو في تقريرها عن فرقاطة صينية «صوبت» في يناير (كانون الثاني) الماضي رادار إطلاقها على مدمرة يابانية قبالة سواحل سنكاكو وهو إجراء يسبق إطلاق النار. ونفت بكين باستمرار الرواية اليابانية للحوادث واتهمت طوكيو بالمبالغة في «التهديد الصيني المزعوم» وبأنها تريد «تشويه صورة» الصين لدى الرأي العام الدولي. وهو أول كتاب أبيض للدفاع الياباني منذ أن اشترت اليابان في سبتمبر (أيلول) الماضي جزر سنكاكو الخمس من مالكها الياباني مما يعني تأميمها عمليا. وأدت هذه الخطوة إلى أسبوع من المظاهرات المعادية لليابان في الكثير من المدن الصينية كانت عنيفة في بعض الأحيان.

وهي أول وثيقة من نوعها أيضا منذ وصول القومي شينزو آبي إلى السلطة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتتحدث معلومات عن نية آبي إعادة النظر في الدستور السلمي للبلاد الذي فرضه الاحتلال الأميركي في 1947. وكان آبي صرح بعد فوز حزبه «الليبرالي الديمقراطي» في الانتخابات في ديسمبر 2012 أنه لن يتردد في استخدام القوة للتصدي لإنزال صيني في سنكاكو، الأرخبيل غير المأهول بالسكان الذي تبعد 200 كلم شمال شرقي سواحل تايوان و400 كلم غرب جزيرة أوكيناوا اليابانية.

وإلى جانب موقعها الاستراتيجي يعتقد أن هذه المنطقة غنية بالمحروقات. ووافقت حكومة آبي في يناير على ميزانية عسكرية تبلغ 52 مليار دولار للسنتين 2013 - 2014، مسجلة زيادة للمرة الأولى منذ أحد عشر عاما.

وفي الوقت نفسه أعلنت طوكيو أنها تنوي تشكيل قوة خاصة تضم 600 رجل و12 سفينة لمراقبة وحماية أرخبيل سنكاكو. وقال ناطق باسم خفر السواحل الياباني إن هذه الوحدة الخاصة المقبلة ستضم مروحية وعشر سفن تزن ألف طن و600 رجل وستستكمل خلال ثلاث سنوات.

وذكرت صحيفة «نيكاي» اليابانية اليومية مطلع يوليو (تموز) أن طوكيو تنوي إطلاق تسعة أقمار اصطناعية على مدى خمسة أعوام لمراقبة المحيطات. ويثير إرسال سفن صينية إلى سنكاكو مخاوف، خصوصا لدى واشنطن، من وقوع حادث خطير بين سفن يابانية وأخرى صينية قد يؤدي إلى نزاع كما قال في سبتمبر 2012 وزير الدفاع الأميركي حينذاك ليون بانيتا.

لكن الناطق باسم وزارة الدفاع اليابانية ماسايوشي تاتسومي قال أمس إن قوات الدفاع الذاتي (كما يسمى الجيش الياباني رسميا) وخفر السواحل القوة المجهزة بشكل جيد، مستعدان للتعاون من أجل حماية المياه الإقليمية اليابانية. وأضاف: «نتخذ كل الإجراءات الممكنة لنكون جاهزين في أي لحظة». في الوقت نفسه تحاول اليابان التقرب مع دول جنوب شرقي آسيا وحثها على التعاون أكثر معها في سياسة الأمن الإقليمي، في محاولة لتطويق الطموحات البحرية الصينية.