استنكار لبناني واسع لتفجير الضاحية.. ونائب في حزب الله لا يستبعد «بصمات إسرائيل»

الرئيس اللبناني يدعو للحوار والإقلاع عن هذه الأساليب في الرسائل السياسية

TT

لقي تفجير سيارة مفخخة في محلة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اللبناني، استنكارا سياسيا واسعا من كل القوى اللبنانية التي أكدت رفضها العودة إلى لغة التفجيرات، وشددت على أولوية الحفاظ على استقرار لبنان، وحذرت من محاولات لإشعال الفتنة في لبنان وزعزعة أمنه.

وتفقد عدد من نواب حزب الله موقع الانفجار وعادوا الجرحى في المستشفيات، وقال النائب علي عمار إنه «ليس غريبا على الضاحية حاضنة المقاومة أن تستهدف بمثل هذه الأعمال الدنيئة والخبيثة التي تتضح من خلالها بصمات إسرائيل». وأشار عمار من مكان الانفجار إلى أن «الضاحية هي في الأصل تحت تهديد واستهداف سياسي وأمني كما ترجم الآن في هذا الإطار»، معتبرا أن «التهديد السياسي والخطابي والفتنوي الذي يطال هذه المنطقة يترجم في هذه اللحظات تفجيرا في إحدى المناطق الآمنة». ولفت إلى أن «من يعرف أبناء الضاحية يعلم أنهم يتعاضدون أكثر ويتماسكون أكثر عند هذا النوع من الاختبارات والامتحانات».

من جانبه، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن «العودة إلى هذه الأعمال تعيد التذكير بصفحات سود عاشها اللبنانيون في فترات سابقة وهم يريدون محوها من ذاكرتهم». وجدد «الدعوة إلى التفاهم والحوار بين اللبنانيين والتزام إعلان بعبدا والإقلاع عن مثل هذه الأساليب في الرسائل السياسية»، مشددا على «وجوب احترام امن المواطنين اللبنانيين مهما بلغت حدة الخلاف السياسي». وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بـ«تكثيف تحرياتها من أجل كشف الفاعلين الذين يزرعون الخوف والرعب في نفوس اللبنانيين وإحالتهم إلى القضاء المختص».

وقال رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، إن «الانفجار إن دل على شيء، فإنما يدل على أن يد الحقد والإجرام تمضي في مخطط تفجير الأوضاع في لبنان ولا تميز بين منطقة وأخرى، ما يحتم على اللبنانيين الإسراع في اللقاء من أجل الخروج من المأزق السياسي والأمني الذي تعيشه البلاد ويتطلب التعالي عن كل الصغائر من أجل الوصول إلى تفاهم يضمن خروج لبنان من الأزمة التي يعيشها عبر تضافر الجهود والإمعان في التنازلات من أجل الوطن».

ودعا الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام إلى أقصى درجات اليقظة والتضامن الوطني لتفويت الفرصة على الراغبين في العبث بأمن لبنان إلى أي جهة انتموا، معتبرا أن «الجريمة البشعة التي وقعت في الضاحية الجنوبية لبيروت ليست سوى حلقة من مخطط شرير يستهدف المس باستقرار لبنان وأمن اللبنانيين، ومحاولة مكشوفة لاستدراج الفتنة فيما بينهم».

وفي السياق ذاته، حذر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من أن هدف التفجير «الإيقاع بين اللبنانيين، وهو الأمر الذي يستوجب الوعي واليقظة والانتباه»، مشيرا إلى أن «الضاحية منذ الثمانينات كانت هدفا للجريمة المنظمة والإرهاب والتخريب الإسرائيليين، وكذلك كانت هدفا لأسلحة العدو الجوية والبحرية التي دمرت وقتلت خلال حرب تموز». وقال: «أكرر أن الهدف من هذه الجريمة النكراء هو إيقاع الفتنة بيننا. حذار ثم حذار».

ودعا رئيس الحكومة السابق، رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري إلى «أعلى درجات الوعي واليقظة في مواجهة المخاطر التي تحيط بنا وبكل المنطقة، وخصوصا في مواجهة محاولات العدو الإسرائيلي للدفع نحو الفتنة عبر تنظيم العمليات الإرهابية كما حصل أمس». ورأى أن «التفجير المجرم الجديد في الضاحية يحملنا على التنبيه إلى وجوب العودة إلى التوافق الوطني على تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية».

كذلك، شدد رئيس الحكومة السابق ورئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة على أن «يد الإجرام التي امتدت إلى منطقة بئر العبد إنما تهدف إلى ضرب الاستقرار والأمن في لبنان وترهيب المواطنين، وهذا أمر مرفوض ومستنكر».

واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، أن «استهداف أي منطقة لبنانية هو بمثابة استهداف للأمن الوطني برمته، وتلافي تكرار مثل هذه التفجيرات والمشكلات الأمنية يكون بالإسراع في تأليف الحكومة الجديدة والعودة إلى الحوار وتنفيس الاحتقان السياسي وضبط الخطاب الإعلامي وتحويل ما حدث إلى حافز للتمديد الفوري لقائد الجيش ورئيس الأركان للحيلولة دون وقوع الفراغ في المؤسسة العسكرية وإيقاع البلاد تحت المزيد من الانكشاف السياسي والأمني».

كذلك، أدان رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، حليف حزب الله الخطاب التفجيري الذي أدى إلى التفجير في بئر العبد في الضاحية الجنوبية. وقال: «ندين أصحاب الفكر التكفيري والخطابات السياسية النارية الذين يحرضون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الطائفة أيا كانوا لأن هذا تحريض على الجريمة».

من ناحيته، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأجهزة القضائية والأمنية «التعاطي مع هذا الانفجار بجدية كاملة والعمل على كشف المجرمين بالسرعة القصوى وسوقهم إلى العدالة»، في حين شدد رئيس حزب الكتائب، الرئيس اللبناني السابق، أمين الجميل على أن «استهداف أي منطقة هو استهداف للبنان بأسره وتحصين الساحة يكون بعودة الدولة إلى كل المجالات، ولا سيما المجال الأمني»، مجددا «الدعوة إلى الإسراع بتأليف حكومة إنقاذ جامعة تنصرف إلى معالجة المشكلات والتحديات التي تواجه لبنان».