مقتل وإصابة 8 في هجمات لـ«جهاديين» بوسط سيناء بمصر

قيادي إخواني: إذا عاد مرسي فستتوقف العمليات.. وقلق أمني في إسرائيل

جانب من العالقين المنتظرين على معبر رفح قبيل الإعلان عن فتحه جزئيا أمس (رويترز)
TT

لقي شخصان مصرعهما وأصيب 6 آخرون بإصابات متنوعة في هجوم مسلح شنه جهاديون متشددون على كمين أمني بمنطقة «صدر الحيطان» (وسط سيناء)، في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس. وتعد هذه العملية استمرارا لسلسلة الهجمات الإرهابية التي تمت أخيرا في سيناء وبشكل مكثف عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي عن الحكم الأسبوع الماضي.. وذلك بالتزامن مع إعراب مصادر إسرائيلية رسمية وغير رسمية عن القلق من تطور الأوضاع في مصر، وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، باتخاذ إجراءات يقظة وحذر زائدين إزاءها.

وقالت مصادر أمنية مصرية وشهود عيان، إن مسلحين استهدفوا كمين «صدر الحيطان» بـمركز «نخل» (وسط سيناء) بطلقات «آر بي جي» أصابت سيارة نقل محملة بالطوب أثناء مرورها فانقلبت داخل الكمين، ما أدى إلى مصرع شخص مجهول الهوية، وشخص آخر مدني يدعى محمود محمد عبد الغني (27 عاما)، وإصابة 6 أفراد من قوات الأمن وركاب السيارة.

وأوضحت المصادر أنه تم نقل الجثتين والمصابين إلى مستشفيات «العريش العام» و«نخل المركزي» و«السويس العام»، كما تم إخطار الجهات المعنية، ويجري الكشف عن شخصية صاحب الجثة المجهول.

وعانت شبه جزيرة سيناء، بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل، حالة غياب أمني منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بحكم حسني مبارك عام 2011 قبل أن يتصاعد العنف بشكل ملحوظ هذا الأسبوع عقب عزل الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وكان مسلحون مجهولون قد أطلقوا النار مساء أول من أمس على كمين أمني بالعريش قبل أن يفروا هاربين. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن مجهولين ملثمين يستقلون سيارة دفع رباعي قاموا بإطلاق النار على قوات الأمن في كمين أمام مطار العريش الدولي، حيث تبادلت قوات الأمن إطلاق النار معهم، إلا أنهم فروا هاربين وسط المناطق الزراعية المجاورة، ولم تقع أي إصابات.

وقتل خمسة من قوات الأمن يوم الجمعة الماضي في مناوشات مع من يشتبه بأنهم متشددون إسلاميون في مدينة العريش عاصمة شمال سيناء، كما تراشقت قوات الأمن قبل يومين بالنيران مع مسلحين في بلدة «رفع».

وكان تنظيم «الجهادية السلفية»، وهو أكبر الجماعات الإسلامية المتشددة في سيناء، قد أعلن في بيان سابق له أن الأحداث الراهنة التي تعصف بالبلاد تؤثر على سيناء، مهددا بشن هجمات على قوات الشرطة والجيش ردا على ما اعتبره «الممارسات القمعية من قوات الشرطة والجيش في سيناء».

وخلال مقطع فيديو تداوله عدد من النشطاء أمس، على الإنترنت، قال القيادي الإخواني الدكتور محمد البلتاجي، أثناء وجوده في اعتصام «رابعة العدوية» للمطالبة بعودة مرسي، إن «العمليات التي تحدث في سيناء ستتوقف في نفس اللحظة التي يعلن فيها الفريق عبد الفتاح السيسي (قائد الجيش) عودته للشرعية»، واصفا أن «ما يحدث في مصر هو انقلاب عسكري».

في المقابل، قال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش المصري بدأ منذ أيام عملية مسلحة لتعقب الجهاديين في شمال سيناء». وأضاف أن العملية، التي سيعلن عن نتائجها قريبا، تهدف إلى التمشيط والقبض على العناصر الجهادية المسلحة التي تشن هجمات على النقاط الأمنية للجيش والشرطة.

من جهة أخرى، رحبت حكومة حركة حماس بغزة بقرار السلطات المصرية فتح معبر رفح البري على الحدود المصرية - الفلسطينية أمس للقادمين إلى غزة ولفئات معينة من المسافرين لمدة يومين فقط.

وكانت مصر قد أغلقت المعبر يوم الجمعة الماضي بعد مقتل جندي مصري في هجمات شنها مسلحون، حيث أطلقوا صواريخ وعيارات نارية على مركز للشرطة ومراكز عسكرية في سيناء. واعتبرت حكومة حماس قرار الفتح الجزئي للمعبر أمس جيدا ولكنه لا يكفي، آملة استكماله بفتحه بشكل كامل، ومطالبة الجانب المصري بفتحه بشكل كامل في كلا الاتجاهين، نظرا للمعاناة الكبيرة جراء إغلاقه.

وعلى صعيد متصل، أعربت مصادر إسرائيلية رسمية وغير رسمية عن القلق من تطور الأوضاع في مصر، بعد إسقاط نظام محمد مرسي.

وأمر وزير الدفاع، موشيه يعالون، باتخاذ إجراءات يقظة وحذر زائدين إزاءها. وقال يعالون، الليلة قبل الماضية، إن «عدم الاستقرار في مصر يلزم إسرائيل بالبقاء متيقظة».

وكان يعالون يتحدث في مؤتمر نظمته جامعة تل أبيب بمناسبة مرور 40 عاما على حرب 1973، فقال إن الأحداث في مصر وسوريا ولبنان هي أحداث تاريخية يجب فهمها بعمق ولن تنتهي في الوقت القريب. وأضاف أنه في مصر توجد ثورة وثورة مضادة، وأن حالة عدم الاستقرار التي لا يمكن معرفة نهايتها تلزم الجيش بالتيقظ من الناحيتين الاستخبارية والعملية، وتلزم المستوى السياسي أيضا بمواقف يقظة ومدروسة.

من جهة ثانية، كشفت تقارير إسرائيلية عن وجود «حالة من القلق داخل إسرائيل لأي دور محتمل لمحمد البرادعي»، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مصر والذي يبدو أنه سيتولى منصب نائب رئيس الجمهورية لشؤون السياسة الخارجية.

ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الصادرة في القدس الغربية باللغة الإنجليزية، عن البروفسور إيتامار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن والمدير العام الأسبق لوزارة الخارجية، أن «البرادعي ظل لأعوام كثيرة مريحا للغاية بالنسبة للإيرانيين». واستبعد رابينوفيتش وصول الإيرانيين لما وصلوا إليه حاليا فيما يتعلق ببرنامجهم النووي من دون ما وصفه بـ«موقف البرادعي اللين». وقال: «لا أعتقد أن نواياه تجاه إسرائيل ستكون مريحة، وإن كان يتعين اختبار هذا».

وأعادت الصحيفة نشر تصريحات لمسؤول دبلوماسي عام 2008 قبيل انتهاء عمل البرادعي في الوكالة، قال فيها للصحيفة: «سجله كمدير للوكالة عبارة عن سلسلة إخفاقات مدوية». وأضاف أنه يمكن الحكم على البرادعي انطلاقا من نجاح سوريا وليبيا وكوريا الشمالية وإيران في تطوير برامج نووية خلال فترة عمله في الوكالة على حد زعمه. وادعى أن الوكالة الدولية أخفقت في الحالات الأربع.

ومن جهة ثالثة، قال مسؤول أمني إسرائيلي، أمس، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن «الحقيقة أن إسرائيل مثل دول كثيرة في الغرب لا تعرف كيف تحلل الأوضاع في العالم العربي بشكل واضح، خصوصا في مصر. وهذا يعني أن عليها التصرف بحذر مضاعف. فالأوضاع حساسة جدا في هذه الدول وكل شيء يفسر بألف طريقة. وإسرائيل لا تريد أن يفسر موقفها بشكل خاطئ». وأكد أن الموقف الإسرائيلي العام هو أن «لا تتدخل (إسرائيل) في الشؤون الداخلية لدول الجوار، ولكن لديها خطوطا حمراء يعرفها من يجب أن يعرفها بأن لا يتم الاقتراب من حدودها».