انشقاقات داخل الإخوان المسلمين ودعوات لسحب الثقة من قيادات الجماعة

تقارير: مخاطر صحية تهدد اعتصام «رابعة العدوية»

مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي خلال أداء صلاة المغرب أول من أمس بمحيط اعتصامهم أمام مسجد رابعة العدوية شرق القاهرة (رويترز)
TT

أعلن نحو 500 من شباب تنظيم «الإخوان»، وصفوا أنفسهم بـ«الإصلاحيين»، تمردهم على قيادات الجماعة، ودشنوا حركة جديدة بعنوان «إخوان بلا عنف»، لسحب الثقة من أعضاء مكتب الإرشاد، وعلى رأسهم محمد بديع، المرشد العام، وإجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد للمكتب، على غرار حركة «تمرد» الشبابية التي لعبت دورا مهما في الإطاحة بالرئيس المصري المعزول. يأتي هذا بينما يدخل اعتصام الآلاف من مؤيدي مرسي في منطقة رابعة العدوية، شرق القاهرة، يومه الثاني عشر، وسط تسريب لتقارير وشهادات شهود عن مأساة أصبحت تهدد مقر الاعتصام، تتلخص في ظهور أمراض جلدية وروائح كريهة بين المعتصمين بسبب قلة المياه.

وعلى صعيد «إصلاحيي الجماعة»، أوضحت الحركة الإخوانية الوليدة في بيان لها أمس أن «شباب الإخوان وقفوا على حافة الهاوية، نتيجة ممارسات (بديع) ومكتب الإرشاد، اللذين تجاهلا النداءات المتكررة من الشباب الإصلاحي بالتنظيم، ما جعله على وشك الانهيار» وشددت الحركة في بيانها على أنه «انعقد العزم من قِبل غالبية شباب الإخوان على إسقاط المرشد وأعضاء (الإرشاد) والدعوة لانتخابات مبكرة لشغل مقاعدهم».

وأعلن أحمد يحيى، منسق الحركة، في تصريحات صحافية عن أن عددهم يصل لنحو 500 من أعضاء الإخوان الحاليين والسابقين، وقال: «سنخرج إلى ميداني رابعة العدوية والنهضة لجمع توقيعات الإخوان، لسحب الثقة من مكتب الإرشاد».

وقال أحد أعضاء الحركة: «مشادات حادة وقعت بين قيادات الجماعة والشباب أثناء لقاءات أمس، إثر اكتشاف الشباب عدم وجود سيناريوهات لإدارة الأزمة، وشعورهم بأنه لا جدوى من التظاهر، وأن على الجميع العودة إلى منازلهم والتسليم بالأمر الواقع».

من جهتها، قالت جبهة «أحرار الإخوان»، وهي جبهة جديدة: «عقدنا عزمنا وعاهدنا الله على تطهير صفوفنا من أولئك القادة، ليكفوا عن اعتبارنا وقود نار يشعلون بها الوطن».

وفى محافظة البحيرة، طالب أعضاء من جبهة «أحرار الإخوان»، المرشد وكل القيادات بالتراجع عن مواصلة الاعتصام، كما طالبوا رؤساء المكاتب الإدارية في المحافظات ورؤساء القطاعات ومسؤولي الشُعب والأسر بالرجوع عن أي تكليف من المسؤولين، لحين إجراء مراجعات داخل التنظيم وإجراء انتخابات عادلة داخلية «لاختيار مرشد عام وقيادات جديدة تفكر بشكل راق مستنير».

وفي سياق متصل تداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تقريرا مهما سربه أحد الصحافيين من داخل اعتصام «رابعة العدوية» الذي يدخل يومه الثاني عشر، ويتضمن شهادات لشهود عيان.. وأشار التقرير إلى أن نصف الموجودين في محيط رابعة العدوية لا يملكون أجرة العودة لقُراهم ومنازلهم، والنصف الآخر لا يعلم كيف يعود أصلا لوجوده بالقاهرة لأول مرة أو من خلال أتوبيسات «الإخوان» ذهابا وإيابا في كل مرة. ولفت التقرير إلى انتشار بعض أمراض الحساسية الجلدية، نتيجة لحرارة الجو، والنوم في العراء وقلة المياه وعدم الاستحمام، وانبعاث روائح كريهة من أجسام المعتصمين.

وأكد التقرير رغبة الأغلبية من المعتصمين بالعودة لقُراهم، إلا أنهم ممنوعون من الخروج من محيط «رابعة العدوية»، حيث تغلق عليهم ميليشيات «الإخوان» كل المنافذ، وتمنعهم من الخروج، حتى لعلاج الحالات المصابة خوفا من هروبهم وعدم عودتهم ونشر ما يحدث داخل محيط «رابعة».

وأوضح التقرير أن كل الشوارع المحيطة تحولت إلى حمامات مفتوحة للرجال والنساء يقضون حاجاتهم فيها نظرا لعدم وجود ما يكفي من الحمامات لتلبية احتياجات كل هذه الجموع، وهو ما جعل كل المنازل المحيطة تغلق أبوابها الرئيسة بعدة جنازير.. وتمنع أي شخص من الدخول إليها، فأصبح سكانها مسجونين داخل منازلهم لا يذهبون لأعمالهم أو لقضاء مصالحهم.