هدنة شهر رمضان لم تبصر النور.. وقصف عنيف يدك أحياء حمص القديمة

رابطة الصحافيين السوريين تحمل النظام مسؤولية سلامة كمال شيخو بعد اعتقاله

أهالي حلب يشترون خبزا من بائع متجول في اول ايام شهر رمضان (رويترز)
TT

لم تجد تمنيات ودعوات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى هدنة بين المتقاتلين في سوريا خلال شهر رمضان المبارك أي ترجمة ميدانية غداة إطلاقها. وعلى الرغم من ترحيب الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، أول من أمس، بدعوة كي مون، فإن أيا من طرفي الصراع لم يأخذها على محمل الجد، فاستمرت الاشتباكات في عدد من المناطق السورية، خصوصا في محافظات حمص وريف دمشق وإدلب وحلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 4 نساء وطفلا قتلوا أمس في قصف على مدينة الزبداني في ريف دمشق، مشيرا إلى أنه «لم يتم التعرف على هوية القتلى حتى اللحظة (أمس) بسبب تفحم الجثث». كما أشار المرصد إلى قصف ومعارك في حيي المادونية والقدم ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش السوري الحر الذي بدأ معركة سماها «عاصفة الجنوب» للسيطرة على مخيمي فلسطين واليرموك وحي التضامن.

من جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام السوري قصفت حيي القابون والعسالي في دمشق وبلدة سبينة في ريف دمشق، مشيرة إلى أن القصف أسفر عن تدمير المئذنة الأخيرة الباقية في حي القابون، وألحق دمارا بمباني المدنيين.

وتوجد جيوب عديدة للجيش الحر في أحياء دمشق الجنوبية والشرقية والشمالية تحاول القوات النظامية القضاء عليها. وامتدت المعارك أيضا إلى حيي تشرين وبرزة، بينما أكدت شبكة «شام» الإخبارية أن الجيش الحر استهدف تجمعات قوات النظام على أطراف حي جوبر بقذائف الهاون.

ونفذت القوات النظامية أمس حملة مداهمات لمنازل المواطنين في حي دمر البلد، في حين شهدت مدن وبلدات بيت جن والزبداني وداريا ومعضمية الشام وبساتين خان الشيح ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية قصفا عنيفا من القوات الحكومية واشتباكات بين الطرفين. وأعلن المرصد عن مقتل أربعة عناصر من الجيش الحر خلال اشتباكات في بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية. كما وقعت اشتباكات عنيفة في الجهة الغربية من مدينة المعضمية في محاولات للقوات النظامية لاقتحام البلدة.

في غضون ذلك، تعرضت الأحياء القديمة في حمص للقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وتركز القصف على حي الخالدية. ويسهم استمرار القصف في جعل الوضع الإنساني في الأحياء الحمصية الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر أكثر سوءا، مع ارتفاع منسوب الخشية من سعي القوات النظامية لاقتحام هذه الأحياء، خصوصا بعد أن وضعت يدها على عشرات الجرافات التابعة لمؤسسات عامة وخاصة، والتي قد تستخدمها من أجل إزالة الركام وفتح الطرق، تمهيدا لعمليات الاقتحام.

وذكر المرصد السوري أمس أن القوات النظامية واصلت قصفها على أحياء الخالدية ووادي السايح والحميدية وباب هود وبابا التركمان، وسط اشتباكات مع كتائب الجيش الحر، إثر محاولاتها اقتحام الأحياء المحاصرة. وأفاد المرصد بأن اشتباكات وقعت في حي باب هود، بالتزامن مع أنباء عن سيطرة القوات النظامية على عدة نقاط في محيط النفوس. وقتل ستة مقاتلين من الجيش الحر، على الأقل خلال اشتباكات مع القوات النظامية على أطراف قرية الزارة بريف تلكلخ.

ويتحدث الإعلام الرسمي السوري منذ أيام عن تقدم للقوات النظامية في حيي باب هود والخالدية، ويقر الناشطون بسيطرة قوات النظام على بعض كتل الأبنية في الخالدية، إلا أنهم ينفون إحراز أي تقدم في باب هود، مشيرين إلى استمرار المعارك العنيفة وعمليات الكر والفر على كلتا الجبهتين.

ويؤكد ناشطون أن حالة حي الخالدية باتت سيئة جدا، حيث سوى القصف أبنية بأكملها ركاما، وبات الدمار كبيرا جدا، فيما تعيش بعض العائلات المحاصرة في الحي حالة من الرعب مع تضاعف عدد المصابين والنقص الكبير في الأدوية والمواد الغذائية والكهرباء.

وفي حلب، تواصلت الاشتباكات على أطراف حي الراشدين، إثر محاولة القوات النظامية التسلل إلى الحي من الجهة الشرقية، بينما يتعرض حي قسطل المشط بحلب القديمة، لقصف نظامي. كذلك، تعرض ريف الحسكة لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على ناحية تل حميس وقراها، وتمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز البجارية جنوب مدينة القامشلي.

من جهة أخرى، أعلنت رابطة الصحافيين السوريين أن الصحافي والناشط كمال شيخو، الذي انقطعت الاتصالات به منذ نهاية يونيو (حزيران) الماضي، موقوف حاليا لدى فرع الأمن الجنائي بدمشق بعد أن تم اعتقاله على أحد الحواجز، ويجري التحقيق معهُ بتهمة تحقير موظف رسمي.

وحملت الرابطة «النظام السوري مسؤولية سلامته»، وأدانت «سياسة النظام الممنهجة في استهداف الإعلاميين قتلا واعتقالا وقمعا وإبعادا»، مطالبة «بتدخل المجتمع الدولي والمؤسسات الإعلامية الدولية للضغط على النظام السوري من أجل إطلاق سراح جميع الإعلاميين من دون قيد أو شر».

ولشيخو (34 عاما) سجل حافل من الاعتقالات لدى نظام الرئيس بشار الأسد، كان آخرها إبان الاعتصام الشهير أمام وزارة الداخلية السورية والذي تم تنظيمه في مقتبل الثورة السورية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجون ومعتقلات النظام.