مسؤول في فتح يهاجم لقاءات فلسطينية ـ إسرائيلية مشتركة ويعدها «خنجرا مسموما في ظهر القضية»

الطيرواي انتقد بشدة مبادرة جنيف

TT

انضم مسؤول كبير في حركة فتح الحاكمة في الضفة الغربية إلى منتقدي اجتماعات فلسطينية - إسرائيلية جرت الأحد والاثنين في رام الله وإسرائيل، بدعوة من مبادرة جنيف. وقال اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: «إن الإصرار على عقد وحضور البعض للقاءات التطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي يشكل خنجرا مسموما في ظهر القضية الفلسطينية».

وطالب الطيراوي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، «بإعلاء الصوت وفضح مشاريع التطبيع التي لا تخدم القضية الفلسطينية بشيء». ويثير موقف الطيرواي القوي، تساؤلات حول الجهة الفلسطينية وأي مستوى هو الذي أعطى ضوءا أخضر لمثل هذه اللقاءات التي حضرها كذلك زملاء له في مركزية فتح. وكان وفد فلسطيني يضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، وعضو مركزية فتح نبيل شعث، التقى الأحد في رام الله، أعضاء من حزبي الليكود وشاس الإسرائيليين، فيما ذهب وفد فلسطيني، الاثنين، يضم الوزير السابق أشرف العجرمي، إلى مقر الكنيست الإسرائيلي بحضور وزيرة القضاء، تسيفي ليفني وزعيمة المعارضة شيلي يحمفوتش.

وناقشت اللقاءات التي تعتبر الأولى من نوعها منذ سنوات، مواقف الطرفين بشأن الحلول الممكنة للصراع وإطلاق عملية سلام. وشن الطيرواي هجوما لاذعا على مبادرة جنيف التي نظمت اللقاءات. قائلا إنها أطلت من جديد بجولة تطبيعية جديدة. كما هاجم رئيس المبادرة ياسر عبد ربه، وقال: «إن التصريحات التي أدلى بها عبد ربه، بعد لقاءاته الحميمة مع الليكوديين ووفد (شاس) التي مفادها أن القيادة الفلسطينية على استعداد لاتخاذ خطوات غير مسبوقة في المفاوضات مع إسرائيل، تمثل تقديم تنازلات مجانية للجانب الإسرائيلي». ولم يفوت الطيرواي الفرصة لمهاجمة زملائه الذين شاركوا في اللقاء، وقال: «إن مشاركة أعضاء مركزية من حركة فتح يضفي الشرعية على مبادرة جنيف الكالحة والشوهاء، وذات السياق الأسود في المفاوضات السرية والعلنية التي لم تجلب لنا غير التسويف واستدخال الهزيمة وإتاحة الفرصة للاحتلال للمماطلة وكسب الوقت، وجاءت التصريحات الأخرى بالتمنيات بالشفاء العاجل للحاخام عوفاديا يوسف لتشكل إساءة أخرى في السياق ذاته إلى حركة فتح».

وتابع: «إن الإصرار على هذه اللقاءات المجانية التطبيعية يشكل خنجرا مسموما في ظهر القضية الفلسطينية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للتماسك ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال ومشاريعه الهادفة لجعل شعبنا أقلية في وسط الأكثرية الإسرائيلية وإلغاء حق العودة كاشتراط للدخول في المفاوضات».

وأردف قائلا: «إن استحضار الليكوديين وأشباههم من حركة شاس العنصرية لمقر منظمة التحرير يسيء لسياق منظمة التحرير وتاريخها المحمول على الدم المجيد والبطولات الراسخة والواثقة».

وينضم الطيرواي بهذه التصريحات إلى حملة شعبية نددت باللقاءات الفلسطينية - الإسرائيلية، وإلى فصائل رفضتها.

وكان ناشطون على «فيس بوك» و«تويتر»» هاجموا بشدة اللقاءات الجديدة وسخروا منها.

ووصفت حركة حماس هذه اللقاءات بأنها تطبيعية وحميمة وتوفر الغطاء للاحتلال الإسرائيلي، فيما أدانت الجبهة الشعبية ما وصفتها بمحاولات البعض «التطبيع السياسي» مع الاحتلال.