مستوطنون يقتحمون الأقصى أول أيام رمضان.. والفلسطينيون يدعون إلى شد الرحال إليه

تكرار الاقتحامات يثير مخاوف حول تقسيم المسجد

TT

رغم دعوات الأوقاف الإسلامية المتكررة لوقف برنامج «السياحة الخارجية» خلال شهر رمضان المبارك، أصر يهود متطرفون أمس على اقتحام ساحات المسجد الأقصى في أول أيام شهر رمضان. واقتحم نحو 100 من اليهود المتطرفين ساحات المسجد الأقصى، عبر باب المغاربة، بشكل متتال، وحاولوا اعتلاء قبة الصخرة المشرفة، ورقصوا وغنوا بشكل مستفز، قبل أن يتصدى لهم مصلون ويمنعوهم من الوصول إلى أي من الأماكن المقدسة، ومن ثم غادروا.

وقال مركز معلومات وادي حلوة «إن نحو 100 مستوطن اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات من باب المغاربة، رافقهم حاخامان يهوديان، تحت حراسة مشددة». وقال شهود عيان إن اليهود هتفوا كذلك بشعارات عنصرية ضد العرب.

ويأتي ذلك قبل يومين فقط من ذكرى ما يعرف في إسرائيل بـ«خراب الهيكل». وعلى مدار الأسبوع الماضي اقتحمت مجموعات من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى في محاولة لتكريس وجود يومي هناك. ويقول المتطرفون اليهود إن الأقصى أقيم على أنقاض جبل الهيكل، ويدعون إلى مسيرات أسبوعية للصعود إلى الجبل وإعادة بنائه. ويخشى الفلسطينيون من مقدمات لتقسيم المسجد الأقصى على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل، خصوصا بعد اقتراح مسؤولين إسرائيليين سن قوانين جديدة حول حق صلاة اليهود في المسجد.

وقبل يومين فقط، دعا وزير الإسكان الإسرائيلي، أوري آرييل، إلى بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى، معتبرا أنه قد آن الأوان لبناء الهيكل الحقيقي بعد بناء هياكل مختلفة. وقال آرييل، وهو من حزب البيت اليهودي، الشريك في الائتلاف الحكومي، وفقا لتصريحات نشرها موقع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية آنذاك، إنه يجب الآن الاستعداد لبناء الهيكل الحقيقي. وأضاف الوزير الإسرائيلي في مستوطنة «شيلو»: «لقد بنينا الكثير من الهياكل لكننا بحاجة الآن لبناء الهيكل الحقيقي في جبل الهيكل»، في إشارة إلى المسجد الأقصى. ويؤمن الإسرائيليون بإعادة بناء الهيكل على أنقاض قبة الصخرة أو المسجد الأقصى الذي يقع في القدس الشرقية وينادي بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم العتيدة. والشهر الماضي، أعلن مدير وزارة الأديان في الحكومة الإسرائيلية، الحنان غلات، أن وزارته تسعى إلى تعديل قانون السماح لليهود بأداء طقوسهم في الحرم القدسي، مؤكدا أن لجنة برلمانية كُلفت ببحث ذلك.

وجاء ذلك في وقت ناقش فيه الكنيست الإسرائيلي كذلك قانونا يسمح بزيادة عدد المستوطنين اليهود الذين يريدون زيارة المسجد الأقصى.

وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن الأقصى يمر بمرحلة خطيرة، محذرة من تزايد الاقتحامات في الأيام القليلة القادمة.