فتح جزئي ينتهي اليوم لمعبر رفح بين قطاع غزة ومصر

هنية يقول إن الظروف السياسية التي تتفاعل في المنطقة لن تؤثر على المقاومة

TT

قامت السلطات المصرية بإعادة فتح معبر رفح البري جنوب قطاع غزة على الحدود الفلسطينية – المصرية، أمس، بعد 5 أيام على إغلاقه، أمام القادمين إلى غزة وفئات معينة من المغادرين بحسب مصدر أمني فلسطيني.

وقال ماهر أبو صبحة، مدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود، إن المعبر سيفتح أبوابه للعالقين الفلسطينيين في الجانب المصري والعالقين المصريين في قطاع غزة، كما سيكون السفر لحملة الجوازات، وسيسمح بالسفر لحاملي الجوازات الأجنبية والمرضى الذين حصلوا على تحويلة طبية من وزارة الصحة، بالإضافة للعالقين في جمهورية مصر العربية، مؤكدا أن الجانب المصري رفض إدخال أصحاب الإقامات والعالقين من غير الفئات السابقة. وأعلنت حكومة غزة أول من أمس أن السلطات المصرية أبلغتها بقرار فتح معبر رفح البري لمدة يومين، لكن الاجتماع الأسبوعي لحكومة حماس دعا القاهرة إلى فتح معبر رفح بشكل كامل نظرا للمعاناة جراء إغلاق المعبر «والذي يتسبب في كثير من المخاطر على أرواح المرضى، وعلى مصالح المواطنين والطلاب والعائلات والأسر الفلسطينية التي هي بحاجة للسفر». وقالت الحكومة، إن قرار إعادة فتح المعبر بشكل جزئي «جيد ولكنه لا يكفي»، آملة استكماله بفتحه بشكل كامل.

وأغلقت مصر معبر رفح يوم الجمعة الماضي بعد مقتل جندي مصري في هجمات شنها في وقت واحد ناشطون إسلاميون صباح الجمعة، حيث أطلقوا صواريخ وأعيرة نارية على مركز للشرطة ومراكز عسكرية في سيناء، حسب ما أعلن مصدر طبي مصري ومصادر أمنية. وكثف الجيش المصري من وجود دباباته على حدود قطاع غزة في ظل الأزمة السياسية في مصر منذ بدء المظاهرات الحاشدة المعارضة لحكم الإخوان المسلمين المقربين من حماس، في حين أكدت إسرائيل أن هذه الخطوة جاءت بالتنسيق معها بحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية.

وفي سياق متصل، استنكرت حركة حماس ما وصفته بـ«التحريض الصادر على لسان متحدثي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والذين اتهموا الحركة بالتورط في الشؤون المصرية». وفي بيان صادر عنه، اعتبر الناطق بلسان الحركة صلاح البردويل هذه التصريحات «خروجا على كل القيم الوطنية والأخلاقية»، متهما عددا من ممثلي فصائل منظمة التحرير وأعضاء في لجنتها التنفيذية بتحريض الجيش والشعب المصري على حركة حماس وقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية.

واستهجن البردويل استمرار ما وصفه «ادعاء هؤلاء بتدخل حماس في الشأن الداخلي المصري». وأضاف: «مثل هذه الادعاءات الكاذبة التي جرى تعمميها على متحدثي الفصائل تعتبر خروجا على كل القيم الوطنية والأخلاقية التي يؤمن بها شعبنا الفلسطيني الحر المقاوم والتي كنا قد حذرنا منها في بياننا الذي صدر بالأمس». وشدد البردويل على أن حركة حماس: «لا تتدخل في أي شأن عربي داخلي، وأن الذي يحكمها هي القيم النبيلة والمبادئ التي تؤمن بها إضافة إلى مصلحة شعبها وأمتها العربية والإسلامية»، على حد تعبيره.

من جانبه، قال إسماعيل هنية رئيس حكومة غزة، إن الظروف السياسية التي تتفاعل في العالم العربي «لن تؤثر على عمل المقاومة مهما بلغت ذروتها». وفي كلمة له أثناء افتتاح مسجد في مخيم «الشاطئ»، غرب مدينة غزة، شدد هنية على أن المقاومة الفلسطينية «تعتمد على قوتها الكامنة في مواجهة الظروف والتحديات الراهنة». وقلل هنية من احتمالات تأثير الظروف السياسية المحيطة بقطاع غزة على حركته، معتبرا أن «حماس أسبق من الثورات العربية، والمقاومة بدأت في ظل ظروف أعقد وأشد صعوبة من الظروف الراهنة»، على حد تعبيره. وأعرب هنية عن ثقة حركته بالثورات العربية ودورها في دعم المقاومة الفلسطينية، قائلا: «استبشرنا خيرا بتلك الثورات، وما زلنا نستبشر خيرا بالربيع العربي».

وفي السياق ذاته، استنكر هنية الزج بحركة حماس في الأحداث السياسية الدائرة بمصر، معتبرا أن «تلك الاتهامات تستهدف هيبة المقاومة والمساس بها»، على حد تعبيره.