انطلاق «الحوار الاستراتيجي» بين أميركا والصين.. والملف الأهم القرصنة الإلكترونية

بايدن يدعو لإنهاء «سرقة المعلومات».. وبكين تتسلح بحالة سنودن لمواجهة اتهامات واشنطن

نائب رئيس الوزراء الصيني وانغ يانغ (يسار) يستمع إلى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» بين الولايات المتحدة والصين في واشنطن أمس (إ.ب.أ)
TT

دعا جو بايدن نائب الرئيس الأميركي أمس الصين إلى إنهاء «السرقة المباشرة» عبر القرصنة الإلكترونية، وذلك في بداية «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» بين البلدين في مقر وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن.

وقال بايدن في اليوم الأول من الحوار الذي يستمر يومين إن البلدين «سيستفيدان من إنترنت مفتوحة وآمنة وموثوقة. أما السرقة المباشرة التي نشهدها، فيجب أن تعتبر غير مقبولة ويجب أن تتوقف»، داعيا إلى التعاون مع الصين، القوة الآسيوية المتنامية النفوذ.

وتتهم الولايات المتحدة الصين بشن حملة قرصنة واسعة ضد حكومتها وشركاتها، حيث أظهرت دراسة أجريت مؤخرا أن سرقة الأسرار التجارية تكلف الشركات الأميركية مئات مليارات الدولارات سنويا. وردت بكين بالقول إنها كذلك ضحية للقرصنة. وعزز هجومها على الولايات المتحدة تسريبات العميل السابق في جهاز الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن التي تشير إلى أن جواسيس أميركيين اخترقوا شبكة الإنترنت الصينية.

وأعرب بايدن عن أمله في أن يؤدي «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» السنوي إلى بناء الثقة بين واشنطن وبكين، وقال إن «علاقتنا هي خليط من المنافسة والتعاون وستظل كذلك». ويشارك في المحادثات عدد من كبار المسؤولين من بينهم وزير الخارجية جون كيري الذي لم يكن من المؤكد حضوره بسبب دخول زوجته المستشفى.

وكانت الصين ذكرت أن محادثات جرت على هامش أعمال الحوار، يومي الاثنين والثلاثاء، بشأن الأمن الإلكتروني مضت بشكل جيد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ في مؤتمر صحافي دوري ببكين: «الجانبان عقدا مباحثات صريحة ومستفيضة بشأن الأمن الإلكتروني؛ بما في ذلك آلية لمجموعة عمل إلكترونية ثنائية والقضايا التي تهم الجانبين. كلا الجانبين وافق على تطوير هذه الآلية استنادا إلى الاحترام المشترك والمساواة بما يمكنهما من لعب دور إيجابي في تعزيز الثقة المتبادلة والحد من الشكوك المتبادلة، وإدارة النزاعات وتوسيع التعاون».

ورأى محللون أن ما كشفه سنودن عن عمليات تجسس إلكترونية حول العالم يقدم للصين الحجة لمواجهة الشكاوى الأميركية بأنها تسرق حقوق الملكية الفكرية من شركات أميركية ومراكز أبحاث.

ولا يزال سنودن الملاحق من قبل الولايات المتحدة بتهمة التجسس عالقا في مطار بموسكو منذ أكثر من أسبوعين، وتلقى عروضا بمنحه اللجوء من قبل فنزويلا ونيكاراغوا وبوليفيا، لكن الغموض لا يزال يكتنف موقفه من جهة صعوبات كيفية انتقاله إلى أي بلد يقبل استضافته. وقال وزير الخارجية الفنزويلي إلياس جاوا مساء أول من أمس إن سنودن لم يقبل رسميا اللجوء إلى فنزويلا، كما نفى جاوا شائعات بأن الشاب الأميركي وصل بالفعل إلى البلاد. وأضاف: «سنودن ليس هنا (في فنزويلا). هو على حد علمي في المطار بموسكو وليس على الأرض الفنزويلية».

وتلاحق السلطات الأميركية سنودن بتهم تجسس بعد الكشف عن تفاصيل عن برنامج سري للمراقبة.

وظل سنودن متواريا منذ وصوله في 23 يونيو (حزيران) الماضي إلى أحد مطارات موسكو آتيا من هونغ كونغ التي توجه إليها من الولايات المتحدة. وأعلنت روسيا التي لم توقع اتفاقا لتبادل المطلوبين مع الولايات المتحدة، أن سنودن لم يدخل أراضيها بشكل رسمي ولا مآخذ لها عليه. ولا تزال الشكوك تحوم حول الطريقة التي سينتهجها سنودن لمغادرة مطار شيريميتييفو من دون أن يعترضه الأميركيون.

واضطرت طائرة الرئيس البوليفي إيفو موراليس للتوقف في فيينا في طريق عودته من موسكو الأسبوع الماضي بسبب رفض دول أوروبية إعطاءه الإذن بعبور أجوائها إثر مزاعم بوجود سنودن عليها. وأثار هذا الحادث استنكار أميركا اللاتينية، وأعلن موراليس السبت الماضي أن بلاده مستعدة لمنح سنودن اللجوء السياسي «احتجاجا» على الموقف الأوروبي.