المتهم بارتكاب اعتداءي بوسطن يمثل أمام المحكمة لأول مرة

الشيشاني الملاحق بثلاثين تهمة طلب منه الإقرار بالذنب أو عدمه وواجه ذوي الضحايا

جوهر تسارناييف (أ.ف.ب)
TT

بعد ثلاثة أشهر على اعتداءي بوسطن واجه جوهر تسارناييف المتهم بارتكابهما، أمس، بعض ضحايا الاعتداءين في جلسة مثل فيها أمام القضاء الأميركي لأول مرة. ودعي ضحايا اعتداءي 15 أبريل (نيسان) الماضي قرب خط وصول الماراثون في قلب مدينة بوسطن حيث احتشد آلاف المتفرجين، إلى حضور الجلسة في محكمة بوسطن الفيدرالية، واستمع خلالها جوهر، الشاب الأميركي المسلم الشيشاني الأصل، إلى نحو 30 تهمة موجهة إليه وكان مطلوبا منه أن يجيب ما إذا كان مذنبا أم غير مذنب.

وأسفر التفجيران عن سقوط ثلاثة قتلى و264 جريحا وحولا يوم احتفال إلى مذبحة؛ إذ إن 15 من الضحايا بترت إحدى ساقيهم على الأقل. واتهم جوهر تسارناييف الذي حصل على الجنسية الأميركية السنة الماضية، بأنه أعد وفجر مع شقيقه الأكبر تامرلان العبوتين يدويتي الصنع.

لكن جوهر مثل وحده أمام القاضية ماريان بولر، ذلك أن شقيقه تامرلان، 26 سنة، الأكثر تطرفا قد قتل خلال المواجهات مع الشرطة في 18 أبريل الماضي. وبعد مطاردة كبيرة اعتقل جوهر في اليوم التالي وكان مصابا بجروح خطيرة ومختبئا في قارب مركون في حديقة في واترتاون بضاحية بوسطن، لكنه لم يكن مسلحا.

وقبل ذلك بقليل كتب على أحد جدران المركب الداخلية أن «الحكومة الأميركية تقتل مدنيين أبرياء. لا يمكنني تحمل بقاء هذا الأمر بلا عقاب. نحن المسلمون جسد واحد، إن آذيتم أحدنا فإنكم تؤذوننا جميعا». وتابع: «لكنني لا أرغب في قتل مدنيين أبرياء»، وهو أيضا متهم بقتل شرطي.

وقد وصل إلى بوسطن في سن الثامنة مع عائلته من داغستان وكان يعيش في الحي الجامعي في ماساتشوستس في دارموث، وينظر إليه على أنه قد اندمج بشكل جيد؛ إذ أن له أصدقاء وكان يتردد على قاعة الرياضة ويحبذ المرح. لكنه كان متأثرا كثيرا بماضيه العائلي، حيث إنه انتقل عندما كان طفلا إلى عدة أماكن في القوقاز الشمالي وقرغيزستان قبل الهجرة إلى الولايات المتحدة في 2002. وحمل جوهر مسؤولية القتلى الثلاثة وكذلك قتل الشرطي شون كولير الذي أرداه الشقيقان في حرم جامعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أثناء فرارهما لسرقة سلاحه بحسب البيان الاتهامي.

ورحل والداه إلى داغستان وهو بلد أمه زبيدة الأصلي، وأصبح تامرلان متدينا جدا خلال السنتين الأخيرتين وقضى خمسة أشهر السنة الماضية في داغستان التي تعاني منذ سنوات من حركات إسلامية مسلحة. ويبدو أن الشقيقين تحركا بمفردهما وأعدا العبوتين يدويتي الصنع استنادا إلى مجلة على الإنترنت ومنشورات «القاعدة»، كما ورد في مذكرة الاتهام. كما أنهما كان يتابعان على الإنترنت دروس الداعية الأميركي اليمني الأصل أنور العولقي الذي كان ينتمي إلى «القاعدة» قبل أن تقتله طائرة أميركية من دون طيار في سبتمبر (أيلول) 2011، وجمع جوهر العديد من الوثائق التي تدعو إلى الجهاد. وتم التعرف إليهما من صور مراقبة أظهرتهما في مكان الحادث وهما يحملان حقيبتي ظهر قبيل التفجيرين.

وجوهر موقوف حاليا في سجن ديفنز الاستشفائي على بعد نحو 60 كلم غرب بوسطن. ومن التهم الثلاثين الموجهة إليه: «استخدام سلاح دمار شامل أدى إلى القتل» و«شن هجمات في مكان عام تسبب في القتل» و«حيازة سلاح ناري مرتبط بجريمة عنيفة» يعاقب 17 منها بالإعدام أو السجن مدى الحياة. لكن محاكمته ما زالت بعيدة، ويرسل قرار طلب حكم الإعدام بحقه إلى وزير العدل قبل أشهر من المحاكمة. ومن النادر أن يصدر حكم الإعدام على المستوى الفيدرالي والإعدامات أيضا نادرة. وينتظر حاليا ستون محكوما فيدراليا أميركيا تنفيذ حكم الإعدام بحقهم. ولم ينفذ الحكم إلا بثلاثة منهم منذ 1988.