الجيش: العمليات الإرهابية في سيناء تأتي ضمن «مخطط لإشاعة الفوضى»

مقتل جندي برفح.. و«الإخوان» تتبرأ من الاعتداء على قائد الجيش الثاني الميداني

TT

في مشهد جديد من سلسلة الهجمات الإرهابية التي تعصف بسيناء المصرية، مؤخرا عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي عن الحكم الأسبوع الماضي، قام مجهولون بإطلاق نيران كثيفة مساء أول من أمس على عربة قائد الجيش الثاني الميداني خلال تفقده الأوضاع في منطقة «الشيخ زويد»، بينما قتل جندي أمن مركزي في «رفح» برصاص مجهولين أيضا.

وبينما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين تبرؤها من هذه الهجمات الإرهابية، قال المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي أمس إن «توسع العناصر الإرهابية في تنفيذ عمليات مخططة ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة في سيناء خلال الأيام الماضية، هدفه محاولة إشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار وتقويض الأمن القومي المصري». وعانت شبه جزيرة سيناء، بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل من حالة غياب أمني منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بحكم حسني مبارك عام 2011. قبل أن يتصاعد العنف بشكل ملحوظ هذا الأسبوع عقب عزل مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وأمس قتل جندي أمن مركزي على الحدود الشرقية برصاص مهربين أثناء تصديه لهم في موقع خدمته لمنعهم من التهريب، وقال مصدر أمني بمحافظة شمال سيناء إن الجندي ويدعى إسلام رمضان (22 عاما)، قتل بعد أن أطلق عليه مهربون النار لتصديه لهم في محل خدمته على خط الحدود عند العلامة الدولية رقم 10 والواقعة جنوب ميناء رفح البري ومنفذ كرم سالم، وأن الوفاة جاءت نتيجة إصابته بطلق ناري في الصدر من الجهة اليمنى.

وفي الإطار ذاته، أصيب ضابط من قوات حرس الحدود و5 جنود نتيجة لانقلاب السيارة الجيب التي يستقلونها أثناء مطاردة سيارة لها تستقلها مجموعة مسلحين بمنطقة بغداد بوسط سيناء. وذكرت مصادر أمنية وطبية أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى العسكري بالعريش لتلقي العلاج.

من جانبه، أكد المتحدث العسكري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي أن حادث الاعتداء على عربة اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني يتزامن مع توسع العناصر الإرهابية في تنفيذ عمليات هجومية مخططة استهدفت عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية بسيناء خلال الأيام الماضية في محاولة لإشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار وتقويض الأمن القومي المصري.

وأوضح المتحدث العسكري في بيان رسمي على صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك» أنه أثناء قيام قائد الجيش الثاني الميداني في وقت متأخر من مساء أول من أمس بتفقد عناصر التأمين في منطقة «الشيخ زويد»، قامت إحدى السيارات القادمة من المنطقة الحدودية برفح بإطلاق نيران كثيفة على عربة قائد الجيش، مضيفا أنه «على الفور قامت قوة التأمين المرافقة بالاشتباك مع العناصر الإرهابية المهاجمة وتمكنت من ضبط السيارة المستخدمة، وبتفتيشها عثر بداخلها على طفلة مصابة، تم نقلها إلى مستشفى العريش العام لتلقي العلاج والإسعافات اللازمة، حيث توفيت فور وصولها إلى المستشفى».

وأشار علي إلى أنه تم إلقاء القبض على قائد السيارة وهروب فرد آخر، وبتفتيش السيارة عثر بداخلها على عدد (2) مسدس ونظارة ميدان أميركية الصنع، فيما تباشر حاليا قوة التأمين التابعة للجيش الثاني الميداني ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة التي نفذت الهجوم. وقال المتحدث العسكري إنه بتحليل الواقعة المشار إليها يجدر بنا الإشارة إلى توسع العناصر الإرهابية والخارجة على القانون في استخدام الأطفال كإحدى وسائل الحرب الدعائية ضد القوات المسلحة المصرية بهدف تشويه الحقائق وتصدير صور كاذبة عن حقيقة الأوضاع، والتي تستغل إعلاميا لتحقيق أهداف مشبوهة.

في المقابل، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين إدانتها لحادث قائد الجيش الثاني الميداني كما تبرأت من الأعمال الإرهابية في سيناء. وقالت الجماعة في بيان لها أمس إن «الإخوان المسلمين دائما على ثوابتهم التي لا يحيدون عنها ولا يتزحزحون، وعلى رأسها مبدأ السلمية، فهو ليس مبدأ سياسيا أو حركيا فحسب، ولكنه في الأساس مبدأ ديني وشرعي لا يجوز الخروج عليه».وأكد البيان إدانة الجماعة لمحاولة الاعتداء على قائد الجيش الثاني في سيناء، مشيرا إلى «الاستمرار في المقاومة السلمية للانقلاب العسكري الدموي على الشرعية الدستورية»، في الإشارة إلى عزل مرسي. وأضاف: «إننا نثق في أن الإرادة الشعبية السلمية ستنتصر على القوة والبطش وعلى الظلم، وعلى محاولة التعتيم على الحقائق وعلى طوفان الأكاذيب والافتراءات، وعلى الديكتاتورية العسكرية وإن تجملت في مجموعة من المدنيين».

وأكد حسين إبراهيم، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أن «الحزب يرفض رفضا باتا وقاطعا أي استخدام للعنف في التعبير عن رفض الانقلاب العسكري»، موضحا أن «مقاومتنا للانقلاب العسكري سلمية والشعب المصري سينتصر في استعادة حريته».

وكان تنظيم «الجهادية السلفية»، وهو أكبر الجماعات الإسلامية المتشددة في سيناء، قد هدد الأسبوع الماضي بشن هجمات على قوات الشرطة والجيش ردا على ما اعتبره «الممارسات القمعية من قوات الشرطة والجيش في سيناء».