الجيش الحر يقصف مركزا قياديا في دمشق.. واستمرار الحملة على حمص

1500 معتقل بسجون تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الرقة

مقاتلو «الجيش الحر» في جولة ميدانية بشوارع دير الزور (رويترز)
TT

استهدف الجيش السوري الحر أمس مبنى البحوث العلمية بحي برزة في العاصمة السورية دمشق، والذي يعتبر يصنع قذائف الهاون وصواريخ «أرض - أرض» بالإضافة إلى الأسلحة الكيماوية، تزامنا مع دخول الحملة العسكرية على مدينة حمص أسبوعها الثاني على التوالي.

وفيما أفاد مركز «صدى الإعلامي» المعارض أن كتائب «الحر» استهدفت مبنى البحوث العلمية بدمشق بصواريخ محلية الصنع مخلفة أضرارا كبيرة بداخله»، قال النقيب علاء الباشا، عضو المجلس الثوري العسكري الأعلى في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «العملية جاءت في سياق معركة (الملحمة الكبرى) التي أعلنت عنها المعارضة في بداية شهر رمضان المبارك». وأوضح أن «مبنى مركز البحوث يتم استهدافه من قبل كتائب الحر للمرة الثالثة على التوالي»، مشيرا إلى أن «هذا المبنى الذي كان قبل اندلاع الثورة تابعا لإدارة الحرب الكيميائية في الجيش النظامي وتحول إلى غرفة عمليات وواحد من أهم مراكز قيادة عمليات الجيش النظامي». ولفت الباشا إلى أن «سيطرة المعارضة على كامل مناطق الغوطة أجبرت النظام على نقل غرفة عملياته من مطار دمشق الدولي إلى مبنى البحوث العلمية إضافة إلى غرفة مطار المزة العسكرية التي تعتبر أساسية».

وبالتزامن مع استهداف مركز البحوث العلمية، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن اشتباكات عنيفة دارت بين «الجيش الحر» والقوات النظامية على أطراف حي برزة في دمشق، كما أشار ناشطون إلى استهداف تجمعات للأمن و(الشبيحة) في بلدة القاسمية بريف دمشق، من قبل مقاتلي «الحر».

وأعلنت شبكة «شام» المعارضة أن «مقاتلي المعارضة استهدفوا مقار لحزب الله اللبناني على المتحلق الجنوبي في دمشق وفجروا دبابة نظامية». كما أشارت الشبكة إلى «سقوط عدد من الجرحى جراء قصف عنيف براجمات الصواريخ ومدافع الفوذليكا النظامية على بلدة دير العصافير بريف دمشق».كما فجرت القوات النظامية عددا من المباني القريبة من نقاط تمركزها في زملكا بريف دمشق وقصفت دباباتها كلا من يبرود وداريا ومعضمية الشام وعدد من بلدات الغوطة الشرقية. وتأتي هذه التطورات الميدانية في دمشق بعد إعلان «الجيش الحر» أول من أمس، بدء معركة «عاصفة الجنوب» للسيطرة على جنوب دمشق وتحريرها من القوات النظامية.

وفي مدينة الرقة، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن التنظيم المعروف باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أفرج أمس عن الدكتور جاسم العواد، قائد لواء عباد الرحمن، ورئيس الوكالة السورية الحرة، و9 ناشطين آخرين، كان قد اعتقلهم قبل أسابيع من منزل الشيخ الدكتور جاسم العواد، وأبقى على اعتقالهم مدة 25 يوما، داخل أقبية أحد مراكز الاعتقال». ونقل المرصد عن جاسم قوله إن «رجلا مسنا قتل داخل المعتقل بسبب عدم إعطائهم الدواء له، وأن سبب اعتقال الرجل المسن كان اتهامه بكتابة (الحجابات)»، بحسب المرصد.

وأشار جاسم إلى «وجود عشرات المعتقلات التابعة لـ(لدولة الإسلامية في العراق والشام) في محافظة الرقة»، وقدر عدد المعتقلين فيها بأكثر من 1500 معتقل، ورجح أن «تكون الدولة الإسلامية، هي من يعتقل المحامي والناشط الحقوقي عبد الله الخليل، رئيس المجلس المحلي في الرقة، الذي كان يعمل على إنشاء جهاز شرطة مدنية في المدينة».

وعلى الرغم من الترحيب بهم في الأشهر الأولى من النزاع، إلا أن المقاتلين الإسلاميين والجهاديين اللذين انضموا إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أصبحوا غير مرحب بهم في أوساط معارضي النظام نتيجة سلسلة طويلة من التجاوزات ومحاولات السيطرة.

وفي شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الإنترنت، يشاهد عدد كبير من المتظاهرين وهم يسيرون في بلدة منبج في محافظة حلب (شمال) ويهتفون «بره، بره، بره، الدولة تطلع بره»، في دعوة مكشوفة لخروج «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة من بلدتهم.

وهذا الشريط هو واحد من أشرطة وأخبار كثيرة يتم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت حول احتجاجات وتظاهرات لمدنيين أو حتى مقاتلين من الجيش الحر ضد المجموعات المتطرفة في سوريا.

كما قامت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» باغتيال أبو بصير كمال حمامي قائد كتائب العز بن عبد السلام في جبل الأكراد في محافظة اللاذقية أمس.

في غضون ذلك، قال ناشطون إن القوات النظامية تواصل حملتها العسكرية للأسبوع الثاني على التوالي على مدينة حمص لتشمل معظم الأحياء القديمة. وأفادت شبكة «شام» بأن «القوات النظامية شنت قصفا عنيفا على حي الخالدية وسط اشتباكات بين عناصر «الجيش الحر» والقوات النظامية على أطراف الحي بمشاركة عناصر من حزب الله اللبناني، كما امتد القصف إلى حيي القصور وجورة الشياح». وأشار ناشطون إلى أن «ريف حمص تعرض للقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن تلبيسة والرستن وبلدتي الدار الكبيرة والزارة»، وأضافوا أن «اشتباكات عنيفة وقعت في محيط قرية الزارة بين الجيش الحر وقوات النظامية».

وفي حلب، شهد حي الراشدين بمدينة حلب قصفا صاروخيا عنيفا من قبل القوات النظامية، وفق ناشطين. كما تجددت الاشتباكات بين عناصر الجيش الحر والقوات النظامية على الطريق الواصل بين بلدة الراموسة وخان طومان بريف حلب الجنوبي.

أما في درعا، فقد أفاد ناشطون عن وقوع اشتباكات في حي المنشية وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات استهدف معظم أحياء المدينة. كذلك تعرضت بلدات بصر الحرير وداعل وغباغب والمسيفرة وسحم الجولان ووادي اليرموك للقصف من قبل القوات النظامية.