مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: تصريحات الغرب حيال الكيماوي «بروباغندا» غير مفيدة

أكي سيلستروم يتوجه إلى دمشق لاستكمال المشاورات حول آليات التعاون

TT

بينما اتهمت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام «لعبة تكتيكات» في قضية السلاح الكيماوي، أكد فيتالي تشوركين مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة أن بلاده تبذل جهودا لتسهيل دخول خبراء الأمم المتحدة للتحقيق وجمع المعلومات حول استخدام السلاح الكيماوي، مشيرا إلى تقدم في المشاورات بين دمشق والأمم المتحدة.

وأوضح المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحافي أمس أن زيارة فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة برئاسة أكي سيلستروم ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإدارية أنجيلا كيم هي زيارة مهمة، مؤكدا أن «البروباغندا الدعائية» غير مفيدة في الوقت الحالي.

وانتقد تشوركين التصريحات الغربية حول السلاح الكيماوي، قائلا إن «زملاءنا الغربيين يطالبون بسرية المناقشات ثم يدلون بتصريحات صحافية».

وأشار تشوركين في تصريحاته للصحافيين إلى أن التحليلات التي أجرتها روسيا حول استخدام الأسلحة الكيماوية ببلدة خان العسل في محافظة حلب في 19 مارس (آذار) الماضي أشارت إلى أن القذائف المستخدمة مصنعة يدويا، ولم يتم تصنيعها في مصانع تقع تحت سيطرة الحكومة السورية.

وقال تشوركين: «قدمنا تقريرا من 80 صفحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وبها إشارات وأدلة حول استخدام تلك الأسلحة، وتحليلنا أن تلك الأسلحة الكيماوية التي تم استخدمها في خان العسل في مارس الماضي مصنعة محليا وبشكل يدوي، مما يدحض ما يقال من أن الحكومة السورية هي التي استخدمت تلك الأسلحة، وأن النظام السوري يقتل شعبه، وهذه عبارات ليست حقيقية».

وفي سؤال حول قدرة فريق التحقيق بقيادة سيلستروم على التوصل لاستنتاجات ذات مغزى بعد مضي فترة طويلة من الوقت واحتمالات اختفاء آثار الأسلحة الكيماوية في المنطقة قال تشوركين: «أنا لا أريد التكهن أو الخروج بأي استنتاجات، وجميعنا سنتابع التحقيقات بعناية، ونحن نؤمن أنه لا مجال لاستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا أو أي مكان آخر، وأنه كان هناك استخدام لتلك الأسلحة في خان العسل في 19 مارس الماضي، وهذا يجب أن يكون موضع التحقيق». وحول التشكك الأميركي في صحة الأدلة الواردة بالتقرير الروسي قال تشوركين بنبرة ساخرة: «المتحدث باسم البيت الأبيض يشكك بأن الأدلة الواردة بالتقرير صادقة، وأنا لا أريد التسرع في الاستنتاج، لكن التصريحات الأميركية أن روسيا تعرقل الجهود المبذولة في مجلس الأمن لا تتطابق مع الواقع؛ لأن قرار السماح لخبراء الأمم المتحدة بدخول سوريا أمر يرجع إلى السلطات السورية وليس لمجلس الأمن».

من جانب آخر، أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أول من أمس أن المنظمة الدولية قبلت الدعوة التي وجهها نظام الأسد إلى اثنين من كبار مسؤوليها لزيارة دمشق بهدف إجراء محادثات حول المعلومات عن استخدام أسلحة كيميائية في النزاع. وكانت الدعوة وجهت إلى أكي سيلستروم الخبير السويدي الذي عينته الأمم المتحدة في مارس الماضي لترؤس بعثة تحقيق حول الأسلحة الكيميائية في سوريا، وأنجيلا كاني ممثلة الأمم المتحدة لنزع الأسلحة. وقال المتحدث مارتن نيسيركي إن محادثات جرت أول من أمس بين سيلستروم والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقرر على أثرها قبول سيلستروم وكاني: «دعوة الحكومة السورية التوجه إلى دمشق لاستكمال المشاورات حول آليات التعاون المطلوبة من أجل إجراء تحقيق نزيه وآمن وفعال في الادعاءات حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا»، لكنه لم يذكر موعدا محددا للزيارة.

وكان سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قد وجه هذه الدعوة للأمم المتحدة، موضحا أن الأمر يتعلق «بإجراء المزيد من البحث قبل وضع الآلية والحدود المرجعية لبعثة» التحقيق التي تم تشكيلها في مارس الماضي. إلا أنه رفض، ردا على سؤال، فكرة أن تكون دمشق غيرت موقفها بشأن مدى هذا التحقيق وغايته، رافضا «استباق» نتيجة المباحثات. وتشدد الحكومة على أن يركز محققو الأمم المتحدة على حادث نسبته دمشق إلى المعارضة السورية في خان العسل. وبحسب الأمم المتحدة، فإن دمشق ترفض أن يقوم المحققون بالتحقيق أيضا في اتهامات مماثلة وجهتها باريس ولندن إلى الجيش السوري وتتعلق بحوادث في خان العسل وكذلك في حمص (وسط) في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2012.

من جانبه، قال المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح في بيان إن الجيش السوري الحر يدين بقوة أي استخدام للأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين، وينفي مزاعم روسيا بشأن استخدام الجيش السوري الحر للأسلحة الكيماوية في خان العسل. وتابع صالح أن قوات الأسد وحدها تملك التكنولوجيا والقدرة والاستعداد لاستخدام هذه الأسلحة، مضيفا أن الائتلاف والمجلس العسكري الأعلى طالبا بقدوم مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا للتحقيق في استخدام هذه الأسلحة وأن نظام الأسد يرفض السماح لهم بذلك.

وقال دبلوماسيون غربيون في مجلس الأمن الدولي طلبوا عدم نشر أسمائهم إن روسيا عرقلت مشروع القرار الذي استند إلى بيان كانت موسكو قد أيدته في قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني في بلفاست، ويحث كل أطراف الصراع على السماح بدخول فريق الأمم المتحدة «لإجراء تحقيق موضوعي في التقارير الخاصة باستخدام أسلحة كيماوية».

وحتى الآن لم يتوجه فريق الأمم المتحدة للأسلحة الكيماوية بقيادة سيلستروم إلى سوريا بسبب جدل دبلوماسي حول نطاق مهمته والمواقع التي يمكنه دخولها، إذ تريد الأمم المتحدة أن يدخل سيلستروم بشكل غير مقيد للتحقيق في جميع الهجمات الكيماوية المزعومة، بينما يريد نظام الأسد أن يحصر خبراء الأمم المتحدة تحقيقاتهم في حادث خان العسل. وقد تسبب هذا الخلاف في جمود المحادثات بين الأمم المتحدة وسوريا حول وصول فريق التفتيش.