الأسد: إيران وحزب الله لا يتعاملان انطلاقا من بعد ديني أو طائفي

قال إن الكادحين لم ينقلبوا على «البعث» ويقاتلون إلى جانب الجيش النظامي

TT

انتقد الرئيس السوري بشار الأسد أداء مسؤولي حزب البعث السابقين، بمن فيهم نائبه فاروق الشرع، بعد أيام من انتخاب قيادة قطرية جديدة، معتبرا أنه أقال القيادة القديمة للحزب بسبب أخطائها. كما جدد انتقاده لـ«الإسلام السياسي»، وخصوصا الإخوان المسلمين، الذين وصفهم بخوارج العصر، واتهمهم بالتساهل مع إسرائيل والغرب «لنيل الرضا»، بيندافع عن حزب الله وإيران، وقال إنهم «لا يعاملون الناس انطلاقا من البعد الديني والطائفي، وإنما انطلاقا من الأبعاد الوطنية والسياسية، ولا يميزون بين الدول أو الجهات التي يتعاملون معها إلا وفقا للمبادئ والمصالح السياسية والقضايا الاستراتيجية».

كلام الأسد جاء في مقابلة أجرتها معه صحيفة «البعث»، الناطقة بلسان حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا منذ عام 1963، ونشرت أمس بمناسبة عقد اجتماع للقيادة القطرية الجديدة وتوزيع المكاتب والمهام على أعضائها.

وتناولت المقابلة أسباب تغيير القيادة، إذ أكد الأسد أنه «عندما لا يعالج أي مسؤول الأخطاء المتراكمة تتم محاسبته، وهو ما قامت به اللجنة المركزية في الاجتماع الموسع باستبدال القيادة بشكل كامل»، وفق تعبيره. وحاورت صحيفة «البعث» الأسد بصفته «الرفيق الأمين القطري للحزب» الذي بقي في موقعه الحزبي بعد تغيير أعضاء القيادة بالكامل، وأشار الأمين القطري إلى وجود تقصير على مستوى المؤسسة الحزبية، معتبرا «تغيير قياداتها يهدف إلى تطوير الحزب وتلافي أي خلل». كما اعتبر الأسد حزب البعث مستهدفا في الحرب على سوريا، رافضا كل ما تم توجيهه للحزب من اتهامات تحمله مسؤولية تدمير البلاد، وقال إن «الحزب عبر أكثر من 50 عاما حقق إنجازات، بدءا من جيش وطني، وموقع سياسي، وخطاب تقدمي، ومواجهة القوى الظلامية عبر أكثر من خمسين عاما، وبنية تحتية، وليس انتهاء بتكريس المعاني الوطنية في سوريا».

وردا على ما يطرح داخل الحزب بأن أعضاءه من «الكادحين» الذين يشكلون قاعدته الشعبية قد انقلبوا عليه، في إشارة إلى الثورة ضد حكم الأسد و«البعث»، قال الأسد إن هذا الطرح «مناف للواقع»، مؤكدا أن «الكادحين» وأبناء العمال والفلاحين هم من يقاتلون في الجيش وفي مناطقهم إلى جانب قواته. كما جدد الأسد انتقاده لجماعة الإخوان المسلمين، ووصفهم بالخوارج، كون الخوارج أول جماعة استخدمت العنف بالدين واتهمهم بالتساهل مع إسرائيل والغرب لنيل الرضا. وقال: «لكي نكون واضحين تماما في هذه النقطة، وكي لا نسمح لأحد بالاصطياد في الماء العكر. ما قصدته بالحديث عن الإسلام السياسي، كمصطلح سائد الآن عن الإخوان المسلمين أو أشباههم، هو تلك الأحزاب التي تستغل الدين لصالح أهدافها الضيقة والفئوية التي تراها هي تلك التي تستغل الدين وتستخدمه كقناع وتحتكره لنفسها وتكفر الآخرين، وهي التي تعتبر أنك عندما لا تقف معها سياسيا فأنت لا تقف مع الله شرعيا»، مشيرا إلى أن «هذا لا ينطبق على إيران ولا على حزب الله، فهم لا يعاملون الناس انطلاقا من البعد الديني والطائفي، وإنما انطلاقا من الأبعاد الوطنية والسياسية، ولا يميزون بين الدول أو الجهات التي يتعاملون معها إلا وفقا للمبادئ والمصالح السياسية والقضايا الاستراتيجية».

واستطرد الأسد: «سأقتبس تسمية سمعتها من أحد الأشخاص، وأعتقد أنها تنطبق على جماعة الإخوان المسلمين ومن يشبههم، وهي ما يسمى الإسلام الخوارجي، لأن الخوارج هم أول من استخدم العنف في الدين، وأول من فسر الدين كما يشاء من أجل أهداف سياسية ضيقة أو فئوية، والأهم أن الخوارج كانوا يتشددون مع المسلمين ويتساهلون مع الآخرين. وهذا ما يفعله الإخوان المسلمون الآن، فهم يتشددون على أبناء دينهم وبلدهم وقوميتهم ويتساهلون مع الإسرائيليين ومع الغرب بشكل عام ولا يطلبون منهم سوى الرضا».

وكان الأسد قد أعلن عن اختيار قيادة قطرية جديدة للحزب لا تضم أيا من أعضاء القيادة السابقين، بمن فيهم نائب الرئيس فاروق الشرع. ولوحظ غياب الأمنيين والعسكريين عن القيادة، بينما كانت القيادة السابقة تضم عددا منهم.

وقالت صحيفة «البعث»: «ترأس الرفيق بشار الأسد، الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي، اجتماع القيادة القطرية الجديدة، يوم أمس، ودعا خلال الاجتماع أعضاء القيادة إلى التعاون مع القواعد الشعبية والشباب بتواضع وشفافية وإشراكهم في الرؤى المستقبلية للحزب»، وأن «معالجة المشكلات التي أثرت على فاعلية عمل الحزب في المرحلة الماضية لا يمكن أن تتم دون تفعيل التواصل الميداني مع القواعد الشعبية».