إسرائيل تنشر «شعبة لوائية» خاصة قرب الجولان

يعالون: لم يعد هناك احتمال لهجوم عربي ضد إسرائيل كحرب أكتوبر

TT

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، أن الشعبة اللوائية القتالية الخاصة، التي قرر جيشه إقامتها خصيصا لتنشر في هضبة الجولان السورية، التي يحتلها منذ عام 1967، تأتي في إطار الحرص الإسرائيلي على منع تكرار مفاجأة الهجوم العربي على إسرائيل في حرب أكتوبر (تشرين الثاني) 1973، مضيفا أن رصد 60 مليون دولار لهذه الغاية يؤكد أن التقليصات في الميزانية العسكرية في إسرائيل لن تأتي على حساب قوتها الردعية.

وكان يعالون يتكلم، أمس، خلال قيام قواته بتدريبات على مثلث الحدود مع سوريا ولبنان. وقد تطرق إلى خطة التقليصات الكبيرة في الميزانية العسكرية، التي تبلغ قيمتها نحو 7 مليارات دولار على مدى 5 سنوات، والتي أثارت مخاوف من المساس بقوة الردع الإسرائيلية. فنفى أن تكون هناك مخاطرة تجعل إسرائيل مكشوفة لهجمات حربية عربية شبيهة بحرب أكتوبر. فقال إن هجوما كهذا غير واقعي بتاتا. وفي المقابل، قالت مصادر عسكرية لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن خطة التقليصات تبحث منذ فترة طويلة في الجيش الإسرائيلي. واختيار هذا الوقت بالذات للشروع في تنفيذها، جاء لأن «الجيوش العربية المشغولة في صراعاتها الداخلية وخلال السنتين المقبلتين على الأقل، لن تشكل أي تهديد حربي لإسرائيل، خصوصا في سوريا ومصر».

وكانت مصادر عسكرية قد كشفت لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس، قرر خلال الأسبوع الحالي إقامة «شعبة لوائية» خامسة في الجيش قريبا، تعمل في هضبة الجولان السورية المحتلة، وذلك «بهدف صد عمليات متوقعة من الجانب السوري لخط فصل القوات». وتم تعيين البريغادير جنرال، أوفك بوخاريس، لقيادة هذه الشعبة. وأوضحت المصادر أن العصبة التي تتولى حاليا مسؤولية العمل في الجولان، المعروفة باسم «عصبة جاعش - الشعبة 36»، التي تعتبر من كبرى الشعب في الجيش، هي إحدى شعب المدرعات النظامية ولديها مهمات أخرى تقوم بها. ولم تعد كافية للقيام بالمهمات المطلوبة في الجولان، خصوصا بعدما قرر نظام الرئيس بشار الأسد إفساح المجال لقوات حزب الله اللبناني بالعمل من هذه المنطقة.

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي ينقسم إلى 3 ألوية هي: لواء الشمال، والأوسط، والجنوبي. ويعتبر لواء الشمال مسؤولا عن أمن الجليل والحدود الشمالية مع لبنان وكذلك هضبة الجولان المحتلة، أما اللواء الأوسط فتقع على عاتقه مسؤولية المنطقة الوسطى في إسرائيل والضفة الغربية، بينما تقع منطقة النقب والحدود مع مصر غربا والأردن شرقا وقطاع غزة ضمن مهام اللواء الجنوبي. وفي إطار هذه الألوية، تعمل شعب متعددة، والمخطط أن تكون شعبة الجولان هي الأكبر.

وكشفت «يديعوت أحرونوت» عن أن غانتس بات يعتبر الجولان جبهة أساسية، لما تشهده من نشاطات عسكرية قتالية في الحرب السورية على طرفها الشرقي. ولهذا، فقد أصبحت بحاجة إلى قيادة جديدة تتركز في الأمن الجاري. وأضافت مصادر عسكرية أخرى، أمس، أن الجيش الإسرائيلي عزز خلال الفترة الأخيرة من قواته في الجزء المحتل من الجولان على طول الحدود مع سوريا وقام بنقل دبابات وآليات لهذا الغرض. وأكدت هي الأخرى دور حزب الله، مؤكدة أن هذا الحزب موجود اليوم، استخباراتيا على الأقل، في الجولان، يقوم بجمع معلومات وعمليات رصد واستطلاع على القوات الإسرائيلية.

وأكدت أن «وجود حزب الله لا يرقى حاليا لمستوى الخطر المباشر، ولكننا ندرك أهدافهم ونواياهم ونستعد لمجابهة أي خطر مستقبلي». وأضافت المصادر للصحيفة: «منذ أن أطلق حسن نصر تهديداته في شهر مايو (أيار) الماضي بتحويل الجولان إلى جبهة ثانية، تم إرسال المزيد من الكتائب والسرايا العسكرية والدبابات للجولان التي بات لحزب الله فيها وجود معروف لدينا».

وقالت إنه خلال المداولات في هيئة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، جرى التعبير عن مخاوف من تشكيل هذه الشعبة الجديدة، التي تصل تكلفتها إلى 200 مليون شيقل (60 مليون دولار)، خاصة أن ميزانية الجيش قد جرى تقليصها. إلا أن غانتس حسم المسألة وطلب بدء العمل بتشكيلها. وبحسب تقديرات غانتس، فإن الجيش يستطيع بذلك أن يستعد كما يجب في بداية أي «استهداف معاد» وليس الانتظار إلى حين حصول هذا الاستهداف، كما جرى في الماضي.