وزير الأسرى الفلسطيني: نرفض الإفراج المتدرج عن الأسرى القدامى.. ونريدهم جميعا

«معتقلو ما قبل أوسلو» في صلب المفاوضات الفلسطينية ـ الأميركية ـ الإسرائيلية

TT

قال وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين، عيسى قراقع، إن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) رفض عدة عروض إسرائيلية بالإفراج عن الأسرى القدامى والمرضى على دفعات، مصرا على إطلاق سراحهم دفعة واحدة. وأضاف قراقع «الرئيس يؤكد ويصر على الإفراج عن كافة المعتقلين القدامى وعددهم 104 أسرى معتقلين قبل أوسلو، ودون تجزئة أو تمييز». وملف الأسرى المعتقلين منذ قبل توقيع اتفاق أوسلو الشهير، واحد من المواضيع التي يبحثها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع أبو مازن من جهة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة ثانية، إذ يصر الفلسطينيين على هذا «الإنجاز» قبل الولوج إلى مفاوضات جديدة. ويوجد في السجون الإسرائيلية، نحو 4500 أسير فلسطيني، لكن السلطة تركز على الإفراج عن أسرى، تفترض أن التهم سقطت عنهم بتوقيع اتفاق أوسلو، وكانوا محتجزين من قبله ولم تفرج عنهم إسرائيل أبدا في أي صفقة. ووضعت السلطة ملف الأسرى كواحد من ملفات الحل النهائي، وتعهد أبو مازن مرارا بعدم توقيع أي اتفاق سلام مع إسرائيل من دون تبييض السجون. ونقل قراقع عن أبو مازن بعد لقاء جمعهما، أنه أبلغ كافة الأطراف، خاصة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يقوم بجولات مكوكية في المنطقة في محاولة لإعادة استئناف المفاوضات، بأن الموقف من إطلاق جميع الأسرى القدامى والمرضى ثابت وغير خاضع للمساومة. وجاءت تصريحات قراقع ردا على ما تناقلته صحيفة معاريف الإسرائيلية، حول موافقة إسرائيلية على الإفراج عن عدد من الأسرى مقابل العودة إلى المفاوضات. وقال قراقع للإذاعة الرسمية: «إن الإفراج عن الأسرى لم يعد مبادرة من جانب واحد تتحكم به الشروط والمعايير الإسرائيلية بل استحقاق سياسي ووطني وأخلاقي وجزء من الحقوق الشرعية والوطنية للشعب الفلسطيني». وأَضاف: «كثير من العروض الإسرائيلية السابقة بالإفراج المتدرج عن أعداد من الأسرى مقابل العودة إلى المفاوضات، قد رفضت من قبل القيادة الفلسطينية». واتهم قراقع إسرائيل بمحاولة كسر الموقف الفلسطيني القاضي برفض تجزئة ملف السجناء القدامى أو التمييز بينهم على أسس جغرافية أو على أسس التهم التي نسبت إليهم». وأردف «الإفراج يجب أن يتم بشكل كامل وجماعي وغير خاضع للمساومة السياسية أو الشروط الإسرائيلية». ونقل قراقع عن أبو مازن تأكيده بأن قضية الأسرى تشكل شغله الشاغل لرفع الظلم عن الذين يقضون سنوات طويلة وعن المرضى، وأنه ينتظر اللحظة التي تدخل فيها البهجة والسرور إلى عائلات الأسرى وأطفالهم. وتابع: «الرئيس يعتبر أن حياة الإنسان وحريته هي القيمة المقدسة». وكانت صحيفة «معاريف» نقلت عن محافل أميركية، أن نتنياهو وافق على إطلاق سراح ما لا يزيد عن 40 أسيرا فلسطينيا «تلطخت أياديهم بالدماء»، وفق التعبير الإسرائيلي، أي أنهم مشتركون في قتل إسرائيليين، وذلك قبل استئناف المفاوضات مع الطرف الفلسطيني، ودون تعهد منه بالعودة إلى طاولة المفاوضات. ووصفت «معاريف» هذه الموافقة بمثابة تغيير جوهري في موقف نتنياهو، إذ كان يرفض باستمرار دفع ثمن بغية إقناع الجانب الفلسطيني بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وبحسب المصادر الأميركية، فإن نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ينتظران رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هذه المبادرة، التي تتضمن الإفراج عن ما مجموعه 104 أسرى فلسطينيين، تستمر بعد المفاوضات، وعلى مراحل.