الأمم المتحدة تحذر من الحرب الأهلية مع تصاعد العنف في العراق

مقتل 190 عراقيا منذ بداية يوليو.. واستهداف للشرطة في مدن عدة

TT

حذر مسؤول رفيع المستوى في بعثة الأمم المتحدة في العراق من حرب أهلية دامية، معتبرا أن أزمة سوريا وعوامل إقليمية أخرى تلقي بظلال قاتمة على التطورات العراقية. ويأتي هذا التحذير بعد أن شهد بداية شهر يوليو (تموز) الحالي مقتل أكثر من 190 عراقيا في الأسبوع الأول.

وقال مسؤول ملف حقوق الإنسان في البعثة فرانسيسكو موتا لوكالة الصحافة الفرنسية إن «العراق بات عند مفترق طرق»، مضيفا: «لا نقول إننا في حرب أهلية حاليا، لكن الأعداد (الضحايا) سيئة جدا».

ورأى موتا أن الأزمات السياسية المتلاحقة «قصر النظر في بعض السياسات، والتأثيرات الخارجية الآتية من المنطقة المحيطة، وسوريا (...) تساهم في الدفع نحو عدم الاستقرار».

ويشهد العراق تصاعدا في وتيرة العنف المتواصل منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عام 2003، حيث قتل بحسب أرقام الأمم المتحدة أكثر من 2500 شخص في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بينهم 761 في يونيو (حزيران) الماضي.

وقتل أكثر من 190 عراقيا في هجمات في البلاد منذ بداية الشهر الحالي، بحسب حصيلة تعدها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر أمنية وطبية.

وحذر من أن «الانقسامات الطائفية تتعمق وتظهر في البلاد بطريقة أكثر خطورة من تلك التي كانت عليها عام 2007». وشهد العراق بين عامي 2006 و2008 حربا أهلية طائفية قتل فيها الآلاف. ومنذ منتصف عام 2008 بدأت أعداد ضحايا أعمال العنف اليومية بالانخفاض، إلا أنها عادت لترتفع مع الانسحاب الأميركي نهاية عام 2011، لتبلغ أرقام ما قبل منتصف 2008 في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وقال موتا إن «الكثير من المجموعات المتشددة تنتعش مما يحدث هناك». وأضاف: «بقدر ما يزيد عدد القتلى (في العراق) تصبح فرص رد الفعل المضاد وفرص دوامة لا يمكن السيطرة عليها أكبر».

ورأى أنه «إذا استمر ارتفاع الخسائر بهذه الوتيرة، سيكون هناك أكثر من خمسة آلاف (قتيل) نهاية السنة، ما يعني العودة إلى أرقام 2008». وأضاف موتا أن العراق «لم يبلغ مرحلة الحرب الأهلية بعد. لكن إذا استمر العنف، واستمر قتل المدنيين، والرجال، والنساء، والأطفال الأبرياء، فعندها يمكن أن ننزلق نحو ما لا يمكن العودة عنه».

وشهدت مناطق متفرقة من العراق تفجيرات واغتيالات يوم أمس، مع استهداف عدد من عناصر قوات الأمن العراقية. وقتل أربعة من عناصر الشرطة العراقية في هجومين انتحاريين في الأنبار، بينما قتل مدنيان في هجومين في صلاح الدين والموصل، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية وطبية.

وقال العقيد وسام زعيلي من شرطة الخالدية الواقعة على بعد 20 كيلومترا شرق: «مجموعة مسلحة هاجمت الخميس مركز شرطة الشهابي في جزيرة الخالدية». وأضاف: «بدأ المهاجمون بإطلاق النار على أبراج الحماية التابعة للمركز مما أدى إلى تسلل اثنين من العناصر المسلحة إلى باب المركز حيث قتل أحدهما».

وتابع أن المهاجم الثاني «تمكن من قتل أحد الحراس ودخل إلى مقر الاستعلامات الرئيسة وفجر نفسه هناك، ما أدى إلى مقتل شرطي ثانٍ وإصابة اثنين»، قبل أن يهاجم المركز «انتحاري آخر يقود سيارة مفخخة، مما أدى إلى جرح أربعة من عناصر الشرطة».

وجاء هذا الهجوم بعد ساعات قليلة من مقتل اثنين من عناصر الشرطة وإصابة آخرين بجروح مساء أول من أمس في هجوم انتحاري استهدف رتلا للشرطة قرب منطقة الرطبة غرب الرمادي، وفقا للعميد الركن مالك خلف العيثاوي.

وفي قضاء الشرقاط قتل مدني على أيدي مسلحين مجهولين، بينما قتل مدني آخر على أيدي مسلحين أيضا في منطقة جنوب الموصل الموصل، بحسب مصادر أمنية وطبية. كما أصيب 32 شخصا بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب محكمة في طوزخورماتو، كان 6 منهم من عناصر الشرطة.

من جهة أخرى، عثر على جثث ثلاث نساء في شقة في منطقة زيونة في شرق بغداد وعليها آثار رصاص، في جريمة رجحت مصادر أمنية أن تكون نفذت على أيدي متشددين. وطالبت النائبة في البرلمان صفية سهيل في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه رئيس الوزراء نوري المالكي «بسرعة تشكيل غرفة عمليات للكشف عن عصابات الجرائم المنظمة التي تقتل النساء وتقديمهم للعدالة».

وذكرت مصادر الشرطة العراقية أن 14 شخصا أصيبوا أمس بجروح جراء انفجار سيارتين مفخختين شمال غربي كركوك. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن سيارتين مفخختين كانتا مركونتين انفجرتا صباح اليوم في قرية الزهراء، مما أسفر عن إصابة 14 شخصا بجروح وإلحاق أضرار مادية بالدور السكنية».

وفي تكريت، قتل 11 عنصرا من قوات حماية المنشآت في العراق وثلاثة جنود في هجوم مسلح أمس نفذه مجهولون ضد مركز مشترك شمال غربي البلاد، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية مسؤولة.

وقالت المصادر لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مسلحين مجهولين هاجموا مركزا لقوات حماية المنشآت والجيش على الطريق بين بيجي (200 كيلومتر شمال بغداد) وحديثة (210 كيلومترات شمال غربي بغداد)». وأضافت المصادر أن الهجوم الذي وقع عند منتصف يوم أمس «أدى إلى مقتل 11 عنصرا في قوات حماية المنشآت وثلاثة جنود».

وذكر عقيد في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم وقع في منطقة قريبة من الحدود مع محافظة الأنبار تبعد نحو 35 كلم غرب بيجي في محافظة صلاح الدين.