الرئيس التونسي يدعو شباب بلاده إلى التحلي بالصبر

يجيب يوميا على امتداد عشرة أيام عن خمسة أسئلة عبر قناة تلفزيونية

الرئيس المنصف المرزوقي
TT

طغى الظهور الإعلامي للرئيس التونسي المنصف المرزوقي، خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، على بقية البرامج التلفزيونية إلى حد أن بعض النقاد اعتبروه «أحد نجوم شهر رمضان».

وشكلت إجابة الرئيس التونسي لأول مرة عن خمسة أسئلة يطرحها يوميا تونسيون عبر الموقع الاجتماعي لإحدى القنوات التلفزيونية الخاصة ولمدة عشرة أيام، سابقة لا مثيل لها في تاريخ العلاقة بين التونسيين ورؤسائهم. ويبث البرنامج في فترة ذروة المشاهدة بعد نحو ساعة من موعد الإفطار على القناة التي يتهمها البعض بمناصرة حركة النهضة الحاكمة. وانتقدت بعض القيادات السياسية نوعية الأسئلة المطروحة وقالت إنها منتقاة بالاتفاق بين الطرفين وعرضت نماذج لأسئلة أخرى لم يجب عنها المرزوقي من قبيل: متى ستغادر قصر قرطاج؟ وبماذا تفسر أسباب فشل الحكومة في فض معظم الملفات؟

وخلال الحلقة الأولى من البرنامج الذي يحمل عنوان «على باب المسؤول»، أجاب المرزوقي عن الأسئلة ببهو قصر قرطاج، وتناول في السؤال الأول مسألة الحراك الثوري العربي والصعوبات التي عرفتها الثورات. ونفى نفيا قاطعا إمكانية حدوث السيناريو المصري في تونس لعدم توفر ثلاثة شروط، أهمها عدم التوافق السياسي، وتناقض المجتمع وانقسامه إلى نصفين متعادلين (نصف الشعب ضد نصف الشعب)، بالإضافة إلى حياد المؤسسة العسكرية وعدم انخراطها في السياسة.

وانتقد في إحدى إجاباته دعوات حل المجلس التأسيسي (البرلمان) وشبه الأمر بمنزل يكاد يكتمل بناؤه ويأتي أناس يطالبون المرزوقي بنسفه وتخريبه والبناء من جديد. وحول إمكانية التمرد على السلطة في تونس، قال المرزوقي «لنا ثقة في المؤسسة العسكرية كما لنا ثقة في قياداتنا السياسية وثقة في الشعب التونسي الذي لا يوافق على الدم والخراب، ويخاف الفوضى عن حق». وأبدى الرئيس التونسي تفهما لغضب الشباب في تونس وطالبه في المقابل بالصبر والانتظار.

وبشأن الدعوة لتسليح الثوار في سوريا وموقفه من هذه الخطوة، قال المرزوقي إن تونس لا تنتج ولا تملك سلاحا لتسليح غيرها، وهي تدعم التغيير السلمي، ولا تشجع على الحروب الأهلية. وكشف عن اتصال هاتفي أجراه مع أحمد الجربا القائد الجديد للائتلاف السوري المعارض، وقال إنه تباحث معه الوضع في حمص. وأشار إلى الموقف المبدئي الداعم للشعب السوري، وقال إن أبواب التونسيين مفتوحة للسوريين، مثلما احتضنت تونس الليبيين إبان الثورة ضد النظام الليبي.

وواجه المرزوقي كثيرا من الانتقادات بعد بث الحلقة الأولى من البرنامج. وذهب البعض من السياسيين إلى القول إن المرزوقي يقود حملة انتخابية رئاسية سابقة لأوانها، بينما حذر آخرون من إمكانية انزلاق المرزوقي في تصريحات قد تخلف ردود فعل سلبية، مذكرين بتصريحاته التي أدلى بها إلى قناة أميركية، وصف فيها السلفيين التونسيين بالجراثيم، وكذلك حديثه عن نصب المشانق للعلمانيين.