مقتل ضابط وإصابة مجند في هجوم لمسلحين بسيناء.. والقبض على 3 فلسطينيين

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: الجيش يستعد لعملية أمنية موسعة لتعقب الجهاديين

TT

قتل مقدم شرطة مصري وأصيب مجند آخر فجر أمس في هجوم شنه مسلحون ملثمون على مدرعة للشرطة في «العريش» شمال سيناء، في حين ألقت أجهزة الأمن القبض على ثلاثة فلسطينيين مسلحين خلال محاولتهم مهاجمة أماكن حيوية في سيناء. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات المسلحة المصرية تستعد خلال وقت قصير لبدء عملية أمنية موسعة لتعقب هؤلاء الجهاديين الذين تزايد نشاطهم أخيرا، وستكون هذه العملية حاسمة وقاصمة لهم».

وعانت شبه جزيرة سيناء، بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل من حالة غياب أمني منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بحكم حسني مبارك عام 2011، قبل أن يتصاعد العنف بشكل ملحوظ الأسبوع الماضي عقب عزل مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وشهدت سيناء خلال الأسبوع الماضي فقط 22 هجوما شنه مسلحون مجهولون على نقاط أمنية وأهداف عسكرية، أوقعت أكثر من 12 قتيلا بينهم مجندون وضباط جيش وشرطة.

وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية، إن مقدم شرطة قتل وأصيب مجند فجر أمس في هجوم شنه ملثمون على مدرعة للشرطة في العريش بشمال سيناء. وأضاف المصدر، وفقا لما أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أنه خلال متابعة القتيل للحالة الأمنية بطريق المطار بمدينة العريش، مستقلا مدرعة شرطة فوجئ بقيام ملثمين بإطلاق قذيفة RPG (آر بي جي) صوب المدرعة، مما أسفر عن مقتله متأثرا بإصابته وإصابة شرطي بشظية بالرأس.

وتابع أنه تم نقلهما بطائرة عسكرية إلى القاهرة، حيث تجري عملية جراحية للمجند بمستشفى الشرطة لخطورة حالته، على أن يتم تشييع جنازة الضابط عسكريا من بلدته بمنية النصر بمحافظة الدقهلية.

وبينما شدد المصدر على أن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لتحديد الجناة وضبطهم. ألقت أجهزة الأمن القبض على ثلاثة فلسطينيين مسلحين خلال محاولتهم في ساعة مبكرة من صباح أمس مهاجمة أماكن حيوية في سيناء، وأضاف مصدر أمني أنه تجري حاليا مطاردة بعض العناصر الفلسطينية الأخرى.

كما أطلق مسلحون مجهولون أمس النار على كمينين أمنيين، على طريق مطار العريش الدولي، وبعض المقرات الأمنية بمنطقة ضاحية السلام بالعريش، ولم ينتج عن ذلك وقوع إصابات.

وأكدت مصادر أمنية وشهود عيان، أن المسلحين كانوا يستقلون سيارات دفع رباعي وقد استهدفوا الكمينين وقسم شرطة أول العريش والسجن المركزي وبعض المقرات الأمنية التابعة للشرطة بالمنطقة بإطلاق النار عليها، حيث تبادلت معهم قوات الأمن إطلاق النار بكثافة حتى فروا هاربين.

من جانبه، قال اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء الأسبق، إن «رد فعل الجيش المصري على المسلحين تأخر كثيرا وإن هناك علامة استفهام حتى الآن على الصبر عليهم»، لكنه توقع أن «تكون هناك عملية كبيرة للقوات المسلحة في سيناء خلال وقت قريب للتخلص من هؤلاء الإرهابيين والقضاء عليهم».

ونوه شوشة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» بأنه «قد يكون الجيش الآن في مرحلة جمع معلومات بشأن هؤلاء المسلحين وطريقة تمويلهم وقادتهم وأماكن تمركزهم قبل أن ينقض عليهم»، مشددا على أن «العلاج الوحيد معهم هو الحسم».

وحول تحجيم دور القوات المسلحة المصرية في سيناء بسبب معاهدة السلام مع إسرائيل. قال شوشة، إن «الموضوع بسيط جدا وهناك جهاز اتصال بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة يتم بموجبه أخذ موافقة على نشر مزيد من القوات المصرية لتعقب الإرهابيين»، مؤكدا أن «هذه الموافقة لا تستغرق أكثر من 24 ساعة».

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أعلنت أمس أن تل أبيب وافقت على طلب للجانب المصري بتعزيز قواته في سيناء، وذلك لشن هجمات عسكرية كبيرة على أهداف لجماعات مسلحة قرب الحدود مع إسرائيل. ونقل موقع «دبكا» الإخباري، المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله: «إن الجيش الإسرائيلي وافق على طلب مصري بتعزيز قواته في سيناء، ونقل قوات عسكرية وأسلحة ثقيلة لمواجهة العناصر الجهادية».

وتحظر اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية، على الجانب المصري إدخال طائرات وأسلحة ثقيلة إلى المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وحددت طبيعة القوات المنتشرة وكذلك تسليحها، على أن يتم التنسيق بين الجانبين الإسرائيلي والأميركي حول أي عملية عسكرية يريد الجيش المصري تنفيذها في سيناء.

وأكد شوشة، أن «المسلحين في سيناء الذين يقومون بعمليات إرهابية حاليا هم خلايا نائمة كانت موجودة وتعد العدة منذ فترة لهذه الهجمات، وبدا لها الآن أن الوقت مناسب بعد عزل الرئيس مرسي من أجل أن تصبح تهمة القتل شائعة، علما بأن قضيتهم ليست عودة مرسي ولكن هي استغلال للظروف»، مشيرا إلى أن «معظمهم من تنظيم السلفية الجهادية الذي تعمل على تكفير المجتمع».