المرزوقي يحذر السلفيين من فرض نمط تفكيرهم على التونسيين بالقوة

الرئيس التونسي: أهداف الثورة لا تزال بعيدة المنال

TT

قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في حوار تلفزيوني تجريه معه يوميا إحدى القنوات التلفزيونية التونسية الخاصة، إن الخط الفاصل في تعامله مع التونسيين هو امتناعهم عن رفع السلاح في وجوه بعضهم البعض، وأشار المرزوقي لاستقباله العلمانيين والسلفيين على حد السواء خلال فترة توليه الرئاسة ونفى أن يكون قد لجأ إلى أسلوب التعامل بمكيالين، لكنه ذكر أنصار التيار السلفي بالابتعاد عن العنف وحذرهم من فرض نمط تفكيرهم على التونسيين بالقوة ووجه لهم القول: «إذا تمكنتم من ضمان أغلبية التونسيين إلى صفكم فمن حقكم أن تدعو إلى نمط عيشكم». وأضاف في رده عن تساؤل أحد المنتمين للتيار السلفي حول سياسة المكيالين التي ينتهجها في تعامله مع العلمانيين والسلفيين أنه «لن يغفر لمن زرعوا الألغام في جبال الشعانبي (وسط غربي تونس) في إشارة إلى مواجهات بين التنظيمات الجهادية وقوات الأمن والجيش». وخلال الحلقة الثانية من برنامج «على باب المسؤول» الذي يتواصل خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان، تطرق المرزوقي كذلك إلى ملف الأمن بعد تساؤل أحد التونسيين حول موعد عودته إلى تونس. وقارن بين الوضع الأمني الحالي وما سماه «أمن المقابر والمستنقعات» الذي كان سائدا في تونس، وقال: إن كل اللافتات التي كانت مطمورة أصبحت بارزة للعيان.

وأشار المرزوقي إلى انعدام الأمن خلال سنة 2011 وقال: إن تونس تمكنت ببطء ولكن بخطى ثابتة من تحقيق الأمن السياسي والأمن الفكري للتونسيين واعتبر عودة الأمن بمفهومه التقليدي إلى تونس غير وارد بالمرة، كما أن عمليات قطع الطرقات والاحتجاج بطرق عشوائية انخفضت إلى درجات دنيا. وأكد على أن «الأمن درجة صفر» كما جاء على لسانه غير ممكن في أعتى الديمقراطيات. وبشأن صعوبة ضبط الأمن على الحدود، أقر المرزوقي بأنه لا يزال بعيد المنال بسبب التوتر القائم في ليبيا ولكن المناطق الحدودية كلها تحت السيطرة على حد تعبيره. وأقر في المقابل بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وقال: إن جزءا من تفسير الوضع يرجع إلى غلق المصانع ونقص الاستثمار الداخلي والخارجي وتنامي التهريب. ودعا التونسيين إلى العودة إلى العمل والانخراط في إنتاج الثروات وقال: إن ارتفاع الأسعار مسؤولية مشتركة.

وبشأن مشاكل تزود التونسيين بالماء الصالح للشرب، قال المرزوقي إن المطلب ملح وهو حيوي ودعا العائلات إلى العودة إلى أساليب التقليدية في تخزين المياه مثل المواجل والفسقيات إلى جانب توجه الدولة نحو تحلية مياه البحر.

واعترف المرزوقي في نهاية البرنامج التلفزيوني، بالكم الهائل من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وقال: إن جيوب الفقر والخصاصة موجودة في كل مكان وليس في المناطق الداخلية التي أججت الثورة. وقال في إجابته على سؤال حول تواصل أشكال التمييز السلبي بين الجهات، إن إرث أكثر من 50 سنة لا يمكن محوه في سنوات قليلة وإن تحقيق أهداف الثورة التونسية مسألة لا تزال بعيدة المنال.