ملالا من منبر الأمم المتحدة: الإرهاب لن يثنيني

الشابة الباكستانية تطلق نداء من أجل «تعليم كل الأطفال».. وقادة دوليون يصفقون لها طويلا

ملالا تلقي كلمتها داخل مبنى الأمم المتحدة بحضور بان كي مون ومسؤولين دوليين آخرين في نيويورك أمس (أ.ف.ب)
TT

أطلقت الشابة الباكستانية ملالا يوسفزاي نداء أمام الأمم المتحدة أمس من أجل «تعليم كل الأطفال»، مؤكدة أن التهديدات الإرهابية لن تؤدي إلى إسكاتها، وذلك في أول خطاب علني تلقيه منذ أن أطلق عناصر من حركة طالبان النار عليها.

وقالت ملالا أمام جمعية الأمم المتحدة للشباب أمس المصادف يوم ميلادها السادس عشر «لقد ظنوا أن الرصاص سيؤدي إلى إسكاتنا، لكنهم مخطئون». وأضافت: «اليوم ليس يوم ملالا وإنما يوم كل النساء وكل الفتيات وكل الفتيان الذين رفعوا الصوت من أجل الدفاع عن حقوقهم». وتابعت: «أنا لست موجودة هنا اليوم لكي أتحدث عن ثأر شخصي من طالبان، أنا هنا من أجل الدفاع عن حقوق التعليم لكل الأطفال». وقالت أيضا: «لقد ظن الإرهابيون أنهم سيغيرون أهدافي وأنهم سيوقفون طموحاتي، لكن لم يتغير شيء في حياتي باستثناء أن الضعف والخوف وانعدام الأمل قد زال. وقد ولدت القوة والشجاعة والعزيمة».

وصفق الحاضرون وفي مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم وكذلك مئات الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و25 عاما ويمثلون 85 دولة، مطولا للشابة الباكستانية ووقفوا تحية لها. وأشاد غوردن براون بملالا باعتبارها «الفتاة الأكثر جرأة في العالم»، وذلك في كلمة تقديم عنها قبل أن تلقي خطابها أمام جمعية الأمم المتحدة للشباب.

من جهته، رحب بان كي مون بـ«ملالا بطلتنا» وهنأها على «توجيه رسالة أمل وكرامة». وقال: «أكثر ما يخيف الإرهابيين هو أن يتعلم الشباب». وذكر بان كي مون أن أكثر من 57 مليون طفل لا يحظون بفرصة الذهاب إلى المدرسة الابتدائية. وقال: «غالبيتهم من الفتيات ونحو نصف هذا العدد يقيمون في دول تشهد نزاعات». وذكر أيضا بالهجمات الأخيرة التي استهدفت مدارس في باكستان أو نيجيريا، مؤكدا أن «المدارس يجب أن تكون ملجأ لكل الأطفال، فتيات وصبية».

وهو أول خطاب علني تلقيه ملالا منذ خروجها من مستشفى برمنغهام (وسط إنجلترا) في فبراير (شباط) الماضي حيث تلقت العلاج بعدما خضعت لعملية في الرأس. وكانت ملالا خضعت لعمليتين جراحيتين في الجمجمة استمرتا خمس ساعات تقريبا خلال علاجها في برمنغهام. في ذلك الوقت، قالت متحدثة باسم المستشفى إن العمليتين تمتا بنجاح، وملالا تتعافى الآن في المستشفى، والفريق الطبي راض جدا.

وملالا يوسفزاي عرفت في العالم عندما نجت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من رصاصة أطلقها على رأسها عنصر من طالبان أراد معاقبتها على نشاطها من أجل تعليم الفتيات. وكانت ملالا في حافلة المدرسة قرب منزلها في وادي سوات في باكستان. وتلقت علاجا طويلا في بريطانيا حيث تقيم حاليا، لكن الهجوم أعطى دفعا لحملتها الهادفة إلى إعطاء الفتيات فرصة الحصول على التعليم. ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه الفتاة تجسد النضال ضد التطرف الديني في باكستان. وسلمت ملالا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عريضة نشرت على الإنترنت تطالب الدول الأعضاء الـ193 في الأمم المتحدة بـ«تمويل مدارس ومعلمين» بهدف الوفاء بـ«وعد تأمين تعليم ابتدائي للجميع، فتيات وفتيانا» بحلول عام 2015.