مسؤول يمني: الحوار الوطني لن يناقش شكل الدولة قبل حل «القضية الجنوبية»

اغتيال قيادي بارز في «الحراك الجنوبي»

TT

لقي قيادي في «الحراك الجنوبي» في اليمن مصرعه برصاص مسلح مجهول وسط مدينة الضالع، في حادثة هي الأولى التي تستهدف قيادات الحراك الجنوبي. ويتزامن الحادث مع شروع فريقي القضية الجنوبية وقضية صعدة اليوم في مباشرة عملهما بوضع الحلول للقضيتين.

وقالت مصادر رسمية في مدينة الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا ثلاث رصاصات على محمد جباري القيادي في الحراك الجنوبي، وذلك بمنطقة حبيل على طريق مدينة عدن أثناء توجهه إلى منزله، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اغتيال قيادي في هذه الجماعة السياسية الناشطة، في جنوب اليمن وتطالب بانفصاله عن شماله، وقال مصدر في الحراك الجنوبي لـ«الشرق الأوسط» إن العملية تحمل بصمات استخباراتية «خاصة أن تنظيم القاعدة أو أنصار الشريعة اللذين ينفذان اغتيالات في أبين وحضرموت وشبوة وغيرها لا يوجد لهم موطئ قدم في محافظة الضالع كباقي المحافظات الجنوبية، ومنها عدن أيضا».

ويشهد اليمن موجة اغتيالات واسعة النطاق تستهدف رجال الأمن والمخابرات وغيرهم من القادة العسكريين، وسبق أن أطلق سياسيون تحذيرات من خطورة امتداد الاغتيالات إلى القيادات السياسية وقيادات الحراك الجنوبي تحديدا، نظرا لما لذلك من مخاطر على من في تلك المحافظة المشتعلة.

على صعيد آخر، تبدأ فرق الحوار الوطني الشامل في اليمن أعمالها في وضع الحلول للقضايا الرئيسة الماثلة أمام المؤتمر، وتبدأ فرق قضية الجنوب وقضية صعدة وفريق شكل الدولة اليمنية المستقبلية في ضوء الحوار الوطني الشامل في اليمن وضع الحلول للقضايا الرئيسة الثلاث الماثلة أمامها.

حيال ذلك، يقول ياسر الرعيني نائب أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل: «لم تطرح بعد أي حلول، وليس كما تتحدث بعض المصادر عن التوجه لإقامة دولة اتحادية من خمسة أقاليم»، وأكد الرعيني لـ«الشرق الأوسط»: «في بداية الجلسة الثانية لفرق العمل، سيبدأ فريقا قضية الجنوب وصعدة مناقشة ووضع الحلول للقضيتين، وهناك فريق بناء الدولة، حيث قدمت كل المكونات السياسية تصوراتها للدولة المقبلة ونظام الحكم وآلية الدولة والنظام الانتخابي وغيرها، ولكن لن يتم البت في أيّ من هذا حتى يتم البت في القضية الجنوبية».

وأكد المسؤول في مؤتمر الحوار الوطني أن الحلول لم تطرح بتاتا حتى الآن، وأن ما جرى هو مناقشة جذور مشكلتي الجنوب وصعدة بصورة رئيسة.

تجدر الإشارة إلى أن هناك معلومات بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيصدر قريبا قرارا بالاعتذار للجنوب والجنوبيين عما لحق بهم جراء الحرب وما بعدها طوال العقدين الماضيين، في وقت تتصاعد فيه حدة المطالبات والنبرات الانفصالية في الجنوب، حيث عاد الجنوبيون إلى استخدام علمهم السابق، وفي الأيام القليلة الماضية عاد رجال الشرطة في عدن إلى استخدام الزي الرسمي لدولة الجنوب في بعض شوارع المدينة، الذي انتهى بقيام الوحدة اليمنية عام 1990.