الخزاعي والحكيم يبحثان سبل تنفيذ «وثيقة الشرف» للخروج من الأزمة الراهنة

نائب الرئيس الأميركي يحذر من انزلاق العراق نحو الحرب الأهلية

TT

بدأ زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم إجراء اتصالات سياسية مع عدد من كبار القادة السياسيين في العراق من أجل وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة، طبقا لوثيقة الشرف التي جرى الاتفاق عليها، أثناء اللقاء الرمزي الذي جمع كبار القادة السياسيين في البلاد أوائل شهر يونيو (حزيران) الماضي في منزل الحكيم. وبالتزامن مع مبادرة الحكيم، التي أدت إلى إجراء مصالحة بين رئيسي الوزراء نوري المالكي والبرلمان أسامة النجيفي، أطلق نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي، مبادرة سياسية اتخذت هي الأخرى صيغة وثيقة شرف تمهيدا لعقد اجتماع سياسي لقادة الكتل وزعماء الأحزاب السياسية.

وفي هذا السياق، بحث الحكيم مع الخزاعي مستجدات الأوضاع السياسية في البلاد. وقال بيان للمجلس الأعلى الإسلامي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن الحكيم «أشاد بجهود الخزاعي ودوره في العملية السياسية»، مشيرا إلى أن «الآمال معقودة على وثيقة الشرف ونحن متفائلون بها». من جانبه، شدد الخزاعي طبقا للبيان «على ضرورة العمل المشترك بين كل الشركاء السياسيين لخلق أجواء سياسية تنعكس إيجابا على تطور القطاع الاقتصادي والخدمي». وفي وقت رحبت فيه المرجعية الدينية العليا في مدينة النجف بالتفاهمات الجارية حاليا بين الكتل السياسية وروح الثقة بين الكتل واستمرار الحوار لتهدئة الأوضاع العامة في البلاد، فقد استثمرت الولايات المتحدة الأميركية من جانبها هذه الأجواء لتعيد تنشيط دبلوماسية الهاتف لحث كبار الزعماء السياسيين في العراق على الانخراط في مصالحة سياسية من شأنها أن تجنب العراق إمكانية الانزلاق في أتون الحرب الأهلية. وبعد سلسلة اتصالات هاتفية أجراها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع كل من المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، فقد أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي. وقال بيان لمكتب النجيفي أمس إن «الطرفين بحثا تطورات الوضع السياسي في العراق والأزمة السورية الراهنة، وأعرب بايدن عن قلقه حيال تزايد حالات العنف في العراق». وتابع البيان أن: «النجيفي أكد ضرورة التواصل بين الشركاء السياسيين، وأن التواصل وحده لا يكفي ولا بد أن يترجم إلى أفعال وإنجازات على الأرض، كما شدد على أهمية الاستجابة لمطالب الشعب الضرورية لا سيما المتظاهرين الذين مضى على تظاهرهم أكثر من ستة أشهر».

وفي سياق الحوارات الجارية بين قادة الكتل السياسية من أجل إخراج العراق من أزمته الحالية أكد عضو البرلمان العراقي عن المجلس الأعلى الإسلامي فرات الشرع في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «اللقاءات التي أجراها السيد عمار الحكيم والتي من المتوقع أن يجريها خلال الفترة المقبلة مع القادة السياسيين إنما تهدف إلى الاجتماع على كلمة سواء من أجل تفعيل اللقاء الرمزي وما نتج عنه من مصالحات هامة كان لها أثرها الواضح على ما اتسم به الشارع من هدوء» مشيرا إلى أن «اللقاءات التي تجرى الآن بصدد توسيع مفهوم المبادرات وبخاصة وثيقة الشرف التي أطلقت من السيد الحكيم أو نائب رئيس الجمهورية الدكتور خضير الخزاعي، فإنها تكمل بعضها تمهيدا لعقد مؤتمر أو اجتماع وطني من شأنه أن يزيل كل العقبات التي كانت تعترض طريق الحوار في الماضي».

وفي مقابل ذلك، ومع دخول الأميركيين على الخط لا سيما بعد التقارب الذي حصل بين المالكي وبارزاني، أكد برهان محمد فرج، عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «من خلال اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعتها الولايات المتحدة الأميركية مع العراق فإنها تجد في نفسها أن هناك حقا قانونيا لها بالتدخل في بعض المسائل». وأضاف فرج أن «الولايات المتحدة الأميركية يهمها استقرار العراق، وهي من أكبر الداعمين للعملية السياسية وتحذر كثيرا من إمكانية أن يدخل العراق دوامة عنف جديدة»، معتبرا أن «تحذيرات بايدن من الحرب الأهلية إنما هي جرس إنذار للسياسيين بأن يكونوا أكثر استعدادا على تسوية مشكلاتهم».