زعيم «بوكو حرام» يبرر مجزرة في مدرسة لكن من دون تبنيها

3600 قتيل ضحايا الجماعة الأصولية منذ 2009

أبو بكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية المتطرفة كما ظهر في شريط الفيديو أول من أمس (أ.ب)
TT

برر زعيم جماعة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية المتطرفة، أبو بكر شيكاو، في شريط فيديو حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه أمس، المجزرة التي ارتكبت في مدرسة بشمال شرقي نيجيريا وذهب ضحيتها 42 شخصا في 6 يوليو (تموز)، لكن من دون أن يعلن مسؤوليته عنها.

وقال أبو بكر شيكاو في شريط فيديو مدته 10 دقائق: «نؤيد بالكامل الهجوم على مدرسة التعليم الغربية تلك في مامودو» بولاية يوبي، في إشارة إلى المجزرة التي أودت بحياة 41 تلميذا ومدرسا، بحسب حصيلة أعلنها مصدر طبي. لكن شيكاو لم يقدم نفسه على أنه المدبر لتلك المجزرة، مؤكدا عكس ذلك بلغة الهاوسا: «نحن لا نهاجم تلامذة».

والحدث النادر هو أن الزعيم الإسلامي تكلم لفترة وجيزة باللغة الإنجليزية لبضع ثوان، في نهاية رسالته مؤكدا مرة جديدة أن الغرب يريد تدمير الإسلام. وأسفرت أعمال العنف التي ترتكبها جماعة بوكو حرام والقمع الدامي لهذه الجماعة عن سقوط 3600 قتيل على الأقل منذ 2009، وهي باتت تشكل جزءا من الحياة اليومية للنيجيريين، لكن وحشية المجزرة الجديدة أثارت أكبر قدر من الاستنكار.

وأفادت مصادر طبية بأن الهجوم على مدرسة مامودو الداخلية أوقع 42 قتيلا في السادس من يوليو، لكن الجيش أحصى 21؛ أي أقل من النصف. وكان المهاجمون المسلحون جمعوا التلامذة والموظفين في القسم المخصص لسكن التلامذة ثم وضعوا متفجرات وفتحوا النار، بحسب شهود عيان.

وكان ذلك ثالث هجوم يستهدف مدرسة في المنطقة منذ 16 يونيو (حزيران) الماضي، وقع اثنان منها في ولاية يوبي.

وفي شريط الفيديو، يصف شيكاو جميع «مؤسسات التعليم الغربية» بأنها جزء من «مؤامرة ضد الإسلام». واسم جماعته «بوكو حرام»، يعني «التعليم الغربي حرام».

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في مايو (أيار) الماضي عن مكافأة بقيمة سبعة ملايين دولار لأي معلومة تساعد على إلقاء القبض على زعيم بوكو حرام، المدرج اسمه على لائحة الإرهابيين الدوليين.

وقبل شهرين، أعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان حالة الطوارئ في الشمال الشرقي، مقرا في الوقت نفسه بأن «بوكو حرام» تمكنت من السيطرة على بعض المناطق القريبة من الحدود. وغداة ذلك، أي تحديدا في 15 مايو، شن الجيش هجوما واسعا بهدف الحد من التمرد.

ونفى شيكاو في رسالته المعلومات التي مفادها أن «بوكو حرام» بدأت مفاوضات مع الحكومة من أجل وقف إطلاق النار. وذلك بعد أن أعلن وزير المهمات الخاصة النيجيري، كبير تانيمو تراكي، لصحافيين أنه يتفاوض مع أحد مساعدي شيكاو وأنه يجري العمل على اتفاق لوقف إطلاق النار الذي ملأت التقارير بشأنه الصفحات الأولى للصحف النيجيرية.

وقال شيكاو في رسالة الفيديو: «إن المزاعم عن دخولنا في هدنة مع حكومة نيجيريا غير صحيحة».

وأضاف: «لا نعرف كبير تراكي، لم نتحدث إليه إطلاقا. إنه يكذب».

وفي نيجيريا، غالبا ما تتهم الحكومة والجيش ببث معلومات خاطئة حول حركة التمرد الإسلامية التي يعلن بانتظام عن هزيمتها.

وكان الجيش أعلن تحقيق انتصارات كبيرة في الهجوم المستمر منذ شهرين، غير أنه من الصعب التأكد من تلك الانتصارات، كما أن هجمات «بوكو حرام» تواصلت في بعض المناطق.

وتقول «بوكو حرام» إنها تقاتل من أجل إقامة دولة إسلامية في نيجيريا، وكرر شيكاو في رسالته الأخيرة المطالبة بدولة خاضعة لحكم الشريعة.

ويعتقد أن شيكاو هو زعيم الفصيل الإسلامي المتشدد في «بوكو حرام»، غير أن معظم المحللين يقولون إن المجموعة تضم فصائل مختلفة.

ونيجيريا تعد أكبر دولة أفريقية من حيث التعداد السكاني وأكبر منتج للنفط، وينتشر فيها الفقر المدقع رغم ثروتها النفطية، وهي منقسمة بين شمال غالبية سكانه من المسلمين، وجنوب غالبيته من المسيحيين. وتكثف «بوكو حرام» أعمال العنف في شمال البلاد ووسطها.