وزير خارجية مالي يتوعد من يقف في وجه تنفيذ اتفاقات واغادوغو

تيمن كوليبالي يدعو إلى إنهاء «الاستفزازات» في كيدال

TT

ندد وزير الخارجية المالي تيمن كوليبالي أمس (السبت) بأولئك الذين يعارضون عودة الجيش والإدارة إلى كيدال معقل المتمردين الطوارق، داعيا إلى وضع حد لـ«الاستفزازات» قبل خمسة عشر يوما من موعد الانتخابات الرئاسية في مالي.

وقال تيمن كوليبالي في مقابلة أجراها مع أحد مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية: «إن عودة الإدارة إلى كيدال تجري بصورة تدريجية. يجب عدم توقع أن يكون ذلك بالأمر السهل؛ فهناك أناس في كيدال يرفضون الاتفاقات الموقعة. هناك أناس يريدون نسف العملية ويقومون كل يوم بأعمال استفزازية ضد الجيش الوطني والجيش الفرنسي».

وتابع: «إن جنديا فرنسيا أصيب بجروح طفيفة نتيجة رشق حجارة. إنهم متطرفون لا يريدون السلام؛ لأنهم لا يعيشون إلا من الجريمة والفوضى».

وأضاف الوزير المالي محذرا: «أريد إطلاق دعوة إلى أولئك الذين يعرقلون اليوم تنفيذ اتفاقات واغادوغو، بأن ذلك قد يكلفهم ثمنا باهظا جدا إن لم يتوقفوا عن استفزاز الجنود الماليين والفرنسيين في كيدال، وإن لم يكفوا عن التفوه بتصريحات عنصرية عبر إذاعة كيدال».

وشدد وزير الخارجية المالي على القول: «لقد دخلنا في مسار سلمي ولن نرد على الاستفزازات. علينا بذل كل المساعي ومن دون إطلاق أي رصاصة من أجل أن تعود الإدارة والجيش الوطني إلى كيدال، وأن نتمكن من تنظيم الانتخابات».

ومن المقرر أن يتوجه مواطنو مالي إلى صناديق الاقتراع في 28 يوليو (تموز) لانتخاب رئيسهم، لكن علت أصوات كثيرة للمطالبة بتأجيل الانتخابات من أجل ضمان مصداقيتها.

وقال كوليبالي متسائلا: «أيجب الانتظار ستة أشهر إضافية لإجراء الانتخابات؟ أيجب الانتظار سنة؟ نقول لا. إن الانتخابات الرئاسية تشكل جزءا من ترسانة الحلول من أجل الحل الدائم للأزمة التي نمر بها».

وعد الوزير: «إن الانتخابات ستكون ذات صدقية وشفافية في الظروف التي نعيشها.. البلد يعاني بعد أن خضع للاحتلال، والسكان مصدومون».

وتابع: «ستتمتع (الانتخابات) بالصدقية لأننا سنضمن المساواة في التعامل مع المرشحين، كما أنه سيتم التعامل مع النتائج بطريقة شفافة. وقد فتحنا الباب أمام المراقبين من كل البلدان والمنظمات التي طلبت المجيء».

وقد أدلى كوليبالي بهذا الحديث بعد حفل أجري في باريس وتم خلاله تقليد وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين وعدد من كبار الضباط في الجيش الفرنسي الوسام الوطني الخاص بمالي تقديرا لدورهم في العمليات العسكرية ضد الجماعات الإسلامية المسلحة التي كانت تحتل شمال البلاد.

وقد وقعت السلطات المالية والمتمردون الطوارق الذين يحتلون كيدال الواقعة على مسافة 1500 كلم إلى شمال شرقي باماكو، في 18 يونيو (حزيران) في واغادوغو اتفاقا يقضي بوقف إطلاق النار وانتشار تدريجي للجيش المالي وحصر المقاتلين الطوارق في مواقع تجمع.

لكن الوضع لا يزال متوترا في المكان، حيث تندد مظاهرات شبه يومية بعودة الجيش المالي. والعلاقات الرديئة أصلا قبل بداية النزاع بين السود الذين يشكلون الغالبية في مالي من جهة والعرب والطوارق من جهة أخرى تدهورت إلى حد كبير.