مأساة جديدة لمهاجرين من إيران وأفغانستان قبالة سواحل أستراليا

البحث عن ناجين بعد غرق قارب كان يقل 97 شخصا

TT

قضى طفل وفقد ثمانية أشخاص إثر غرق مركب كان يقل 97 من المهاجرين غير الشرعيين في مياه البحار العميقة قبالة السواحل الأسترالية، فيما تمكن رجال البحرية من إنقاذ الركاب الباقين، مع استمرار البحث عن ناجين أمس.

ووصف رئيس الوزراء كيفن راد الحادث بـ«المأساة الإنسانية الحقيقية»، مشددا على أهمية التحرك الإقليمي للتصدي لعمليات تهريب البشر، بعد أن لقي المئات مصرعهم في السنوات القليلة الماضية في حوادث غرق مراكب لاجئين. وكان القارب ينقل مهاجرين غالبيتهم من إيران وأفغانستان وسري لانكا، حسبما أفاد وزير الداخلية جيسون كلير. وأوضح الوزير أن القارب الذي غرق على بعد 87 ميلا بحريا شمال جزيرة كريسماس، أطلق في البدء نداء استغاثة وسط بحر هائج بين أستراليا وإندونيسيا صباح الجمعة. وأضاف كلير أن الركاب الـ88 الذين انتشلوا من البحر ليلا نقلوا إلى مركز اعتقال للمهاجرين في جزيرة كريسماس النائية، وهو المركز الأسترالي الرئيسي لاعتقال طالبي اللجوء القادمين بحرا.

ولم تتمكن فرق الإغاثة من الوصول إلى موقع القارب قبل الساعة العاشرة مساء، وبعد وقت قصير قال كلير إن موجة ضخمة ضربت القارب الذي راح يغرق. وقال كلير للصحافيين: «أنقذ ضباطنا الليلة الماضية 88 شخصا وانتشلوا جثة طفل صغير» مضيفا أن عمر الطفل لا يتجاوز العام، وأضاف: «المعلومات لدي أن 97 شخصا كانوا على متن القارب وأن جهود الإنقاذ مستمرة في الوقت الحالي».

وقام أمس زورقا دورية تابعان للبحرية وسفينة تجارية بتمشيط المياه على بعد 87 ميلا بحريا شمال جزيرة كريسماس تساندهم طائرة عسكرية وطائرتا إنقاذ تابعتان للبحرية. وقالت هيئة السلامة البحرية الأسترالية إن سفينة جمارك وصلت إلى موقع الحادث ليل الجمعة، وأرسلت فرقة لاعتلاء القارب قبل وقت قصير من تعرضه لموجة كبيرة تسببت في غرقه. وقالت هيئة السلامة البحرية إن «عملية البحث بدأت مع بزوغ الفجر في منطقة مساحتها 285 ميلا بحريا مربعا وبمشاركة طائرتين تم التعاقد معهما وطائرة عسكرية من طراز بي - 3 أوريون». وأضافت: «هناك قتيل ونحو ثمانية أشخاص مفقودين».

ويعد هذا ثاني حادث غرق من نوعه خلال أسبوع في ممر التهريب المائي الخطير من جزيرة جاوة الإندونيسية. فقد أطلق قارب يوم الجمعة الماضي نداء استغاثة، لكنه تمكن في نهاية الأمر من إصلاح محركه. وفي ذلك الوقت، كان رئيس الوزراء الأسترالي كيفن راد في إندونيسيا لإجراء محادثات دبلوماسية مع الرئيس سوسيلو بامبونغ يودويونو حول مسألة تهريب المهاجرين الحساسة. وقال راد إن حادثة أمس «تؤكد على الأهمية المطلقة، لأن أستراليا تواصل تكييف سياستها لمواجهة الظروف المتغيرة في المنطقة والعالم». وأضاف «إن خسارة أرواح الأطفال أو أي شخص في البحر في مثل هذه الظروف مأساة إنسانية حقيقية.. تحركنا فيما يتعلق بتكثيف العمل الذي نقوم به بالتعاون مع الإندونيسيين وغيرهم، أصبح ملحا الآن».

ووعد راد بأن يعطي المزيد من التوضيح بشأن الإجراءات المعمول بها حيال هذه المسألة قبيل الانتخابات هذا العام، مشددا على أهمية إجراء محادثات بين الدول التي ينطلق منها المهاجرون وتلك التي يصلونها، وأهمية تشديد شروط التقدم بطلبات اللجوء والموافقة عليها. وقال إن «التدابير الأخرى المتعلقة بمواصلة تعديل سياستنا المتعلقة بحماية الحدود مهمة جدا».

ولقي المئات من طالبي اللجوء مصرعهم في الرحلة المائية الخطيرة من إندونيسيا إثر غرق قواربهم المتداعية والمكتظة. ووصل أكثر من 13 ألفا من طالبي اللجوء إلى أستراليا بحرا منذ الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي مما يزيد الضغط على حزب العمال الحاكم في سنة ستشهد انتخابات.

ومن المرجح أن تهيمن هذه المسألة السياسية الحساسة في حملة الانتخابات المرتقبة في وقت لاحق هذا العام. وتتهم المعارضة المحافظة حزب العمال بفقدان السيطرة على حدود أستراليا وتقترح الاستعانة بالبحرية لإعادة قوارب تهريب المهاجرين، وهي خطة لم ترحب بها جاكرتا.