دبلوماسيون يحاولون فتح خطوط اتصال بين «الإخوان» والجيش المصري

حزب النور حذر من «هاوية».. والحداد لـ «الشرق الأوسط»: لا توجد مفاوضات

TT

قالت مصادر مطلعة إن بداية مفاوضات جادة بين جماعة الإخوان المسلمين وقادة الجيش، عبر وسطاء معظمهم دبلوماسيون غربيون، لا تزال عالقة في تحديد المطالب القابلة للنقاش، مما دفع القوى المتصارعة للتصعيد في الشارع، في محاولة لحسم سقف وأجندة تلك المطالب.

ومنذ أن استجاب الجيش لضغوط ملايين المصريين وعزل الرئيس السابق محمد مرسي، تسعى قيادات الجماعة للحشد من أجل وضع قادة الجيش في وضع حرج، لكن لا تزال تلك القيادات عاجزة عن تقديم صورة تضاهي احتشاد ملايين المصريين الذين شاركوا في المظاهرات منذ 30 يونيو (حزيران) على امتداد البلاد.

وتتمسك جماعة الإخوان بما تعتبره «شرعية دستورية» للرئيس المعزول، وتصف تحرك الجيش قبل نحو أسبوع بـ«الانقلاب العسكري»، لكن انطلاق قطار العملية السياسية يضيف مزيدا من الضغط على الجماعة التي تحافظ لحد بعيد على تماسكها حتى الآن.

وقال جهاد الحداد، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان، لـ«الشرق الأوسط» أمس على نحو قاطع «لا توجد حتى الآن أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين قادة الجماعة والجيش»، لكنه أضاف «هناك محاولات من بعض سفراء غربيين (لم يسمهم) لمعرفة موقف الجماعة مما يجري وردود فعلنا.. لكننا لم نتلق عبرهم أي رسالة من أي جهة».

وتابع الحداد «وإجابتنا أننا نتمسك بخروج الرئيس مرسي وعودته إلى القصر الرئاسي والإفراج عن قادة الجماعة الذين لم توجه لهم تهم قضائية، أو وجهت لهم تهم غير معقولة.. هل تعلم أن الدكتور (سعد) الكتاتني (رئيس مجلس الشعب المنحل) متهم بتشكيل تنظيم عصابي لسرقة أهالي بين السرايات (حي شعبي متاخم لاعتصام الإخوان أمام جامعة القاهرة)».

من جانبه، تحدث الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس حزب النور السلفي، عن مبادرات متواصلة لتجاوز الأزمة الراهنة، محذرا من أن البلاد تقف على ما وصفه بـ«شفير الهاوية». وقال الزرقا لـ«الشرق الأوسط»: «نحن على مشارف أن تكون في البلاد كتلتان أو فريقان لكل منهما رئيس ودستور.. هذا وضع خطير، حزب النور أطلق مبادرته، وستكون هناك لجنة للحكماء تضع تصورها بشأن المستقبل حتى نصل لمخرج من هذا المأزق».

ويرى الزرقا أن الآلية التي سوف يحددها الرئيس المؤقت لتعديل دستور البلاد «نقطة فارقة» في مستقبل البلاد. ويتحفظ حزب النور على تعديل الدستور بغير الطريقة التي وردت فيه، أي عبر البرلمان. ولا يزال الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور متمسكا بإجراء تعديل الدستور قبل الذهاب إلى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية. وأضاف الزرقا أن قادة حزبه على اتصال بكل أطراف الأزمة الراهنة بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، لكن لا تزال الأطراف متمسكة بمواقفها.

ويرى مراقبون أن حزب النور غير مطمئن لمسار المرحلة السياسية المقبلة، وأنه لا يزال يتحفظ بشدة على خريطة المستقبل التي وضعها الجيش، مشيرين إلى أنه لن يصلح كوسيط بين «الإخوان» والجيش في المرحلة الحالية. ويقول شهود عيان وقادة قوى ثورية إن قواعد حزب النور مشاركة بالفعل في اعتصام جماعة الإخوان في محيط رابعة العدوية (شرق القاهرة)، لكن الحزب ينفي الأمر؛ معتبرا أن وجود أعضاء له في اعتصام الإخوان هو تعبير عن موقف شخصي لمن شارك.

ودعت جبهة الإنقاذ الوطني لتنظيم مسيرات اليوم (الاثنين)، كما دعت إلى إفطار جماعي في ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي، وصعدت من موقفها أيضا بالدعوة لتظاهرة حاشدة في ميادين البلاد الجمعة المقبل للمطالبة بمحاكمة مرسي. وتسعى القوى المدنية لدعم قرارات الرئيس منصور وقادة الجيش والحشد من أجل إظهار التأييد الشعبي للمسار السياسي الحالي، مع إعلانها تحفظها على الإعلان الدستوري المؤقت.

من جانبها، أعلنت جماعة الإخوان عن تنظيمها اليوم مسيرات في أنحاء القاهرة، وبعض المحافظات. ويقول خصوم الجماعة إن تحرك الإخوان خلال اليومين المقبلين يهدف إلى شل العاصمة وتعويق أداء حكومة الدكتور حازم الببلاوي التي لا تزال تتشكل.