المرزوقي يطلب من روحاني الضغط على الأسد لإقرار هدنة في حمص

الرئيس التونسي عبر عن قلقه من تصاعد العنف في سوريا

المنصف المرزوقي
TT

دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الرئيس الإيراني حسن روحاني المنتخب حديثا، إلى الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لقبول هدنة خلال شهر رمضان في مدينة حمص المحاصرة.

وقال بيان أصدرته رئاسة الجمهورية التونسية أمس إن المرزوقي أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني روحاني عبر من خلاله عن قلقه إزاء تصاعد وتيرة العنف في سوريا. ودعا الجانب الإيراني إلى الضغط على سوريا من أجل الوقف الفوري للأعمال العسكرية بين الجانبين.

وبين المرزوقي للجانب الإيراني بحسب البيان أهمية إقرار الهدنة في «إنهاء الوضع المأساوي في حمص المحاصرة، وحقن دماء الأطفال والأبرياء لتوفير ممر آمن يمكن المدنيين من مغادرة مدينة حمص وتأمين إجلاء الجرحى وإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها».

وكانت لجنة للصليب الأحمر حذرت من تعرض حياة آلاف السوريين في حمص للخطر بسبب الاشتباكات المتواصلة، ودعت إلى وقف القتال لاعتبارات إنسانية ولإرسال إمدادات الغذاء والمساعدات إلى المدينة.

وكانت تونس أول بلد عربي يقطع علاقاته الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد في فبراير (شباط) 2012، إلا أن ذلك لم يؤثر على طبيعة العلاقة التي تربط بين تونس وإيران الداعمة للنظام السوري. ورصدت إيران في مطلع العام نفسه خط تمويل ائتماني بمبلغ 100 مليون يورو (نحو 140 مليون دولار) لفائدة المستثمرين الإيرانيين بتونس، وقالت إنها للنهوض بالاستثمار الإيراني في تونس في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بعد الثورة.

يذكر أن علاقات تونس مع إيران كانت متوترة طوال حكم الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي بسبب ما كان يعرف بـ«تصدير الثورة الإيرانية» ومخاطر صعود التيارات الإسلامية المناهضة للنموذج المجتمعي المعتمد من الرئيسين السابقين.

بدورها، عبرت إيران عن دعمها للثورة التونسية واعتبرتها «ثورة شعب ضد الديكتاتوري المدعوم من الغرب»، وأعلنت في أكثر من مناسبة عن استعدادها لتقديم كافة أنواع الدعم.

وكان بيماني جبلي السفير الإيراني في تونس عبر خلال مؤتمر صحافي عقده في العشرين من يونيو (حزيران) الماضي, عن قلق الجانب الإيراني إزاء المواجهات الدائرة في سوريا، وقال إن الحرب ليست حلا وكشف عن تمسك إيران بالمبادرة السلمية التي طرحتها في السابق.

وقال أيضا إن إيران لن تتراجع عن تلك المبادرة السلمية، وأضاف: «نحن نتابع عن كثب هذا الملف وموقفنا ثابت لم يتغير، أي نحن مع الحل السياسي ودعم الحوار، ويجب العمل على إيقاف المعارك المسلحة والعودة إلى طاولة الحوار». وهو ما يشجع الرئيس التونسي على تذكير الإيرانيين بتلك المبادرة السلمية.

وفيما يتعلق بالعلاقات التونسية - الإيرانية، قال السفير الإيراني إنها «قوية»، وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين «ستزداد متانة وبوتيرة أقوى» في ظل ما سماه الحكومة الثانية بعد فوز حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أخيرا في إيران.

وأشار السفير الإيراني بتونس إلى توقيع البلدين على ثماني مذكرات تفاهم من بين 18 مذكرة تم الإعلان عنها سابقا ولا تزال البقية في طور الدراسة، وأضاف أن اتفاقا تونسيا - إيرانيا وقع مع شركة إيرانية على إنجاز مشاريع في مجال الطاقة.

كما أعلن بنفس المناسبة عن أن المستثمرين الإيرانيين يجرون دراسة على السوق التونسية لمعرفة الأذواق المحلية في مجال السيارات، ومن المنتظر تزويدها بسيارات إيرانية الصنع، وقال إن «هذه العملية ستنطلق خلال الأشهر القليلة المقبلة».