إسرائيل غاضبة من التسريب الأميركي بشأن قصف اللاذقية

مصادر في تل أبيب اتهمت البنتاغون بإشاعة النبأ الذي «ترك الأسد في معضلة»

TT

اتهمت إسرائيل «جهات عليا في الإدارة الأميركية» بالمساس المقصود بمصالح إسرائيل الأمنية، عندما سربت إلى وسائل الإعلام هناك نبأ قيام إسرائيل بقصف مخازن أسلحة في مدينة اللاذقية السورية.

وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب إن «هذه الجهات تتصرف بلا مسؤولية بدرجة خطيرة، قد تصل إلى تهديد أرواح مواطنين إسرائيليين».

وجاء هذا الاتهام تعبيرا عن غضب إسرائيلي عارم من نشر شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية النبأ، أول من أمس، بأن إسرائيل هي التي تقف وراء تدمير مخازن أسلحة في اللاذقية يوم 5 الحالي، وأن الهدف من ذلك كان شحنة جديدة من صواريخ «ياخونت» الروسية الصنع، أعدت للتسليم إلى حزب الله في لبنان. والمعروف عن هذه الصواريخ أنها دقيقة ومتطورة، ويمكن إطلاقها نحو السفن الحربية من البر أو من القوارب الصغيرة. وإذا أطلقت، لا يوجد أي مفر منها، وتستطيع أن تصيب هدفا على بعد 300 كيلومتر في عمق البحر.

وتساءل الإسرائيليون عن الهدف من هذا التسريب. وقالت مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع، إن «شيئا ما يشوش علاقات الثقة بين إسرائيل والولايات المتحدة. فليس من المنطقي ولا من المغتفر أن تكون في منظومة علاقات حميمة كهذه بين جهازي أمن أن تكون أسرار أحدهما مشاعة على لسان الآخر. فتلك الجهات في وزارة الدفاع الأميركية التي تبيع وسائل الإعلام الأميركية الأسرار الإسرائيلية بثمن بخس، تعلم أنها تضر بمصالح إسرائيلية واضحة في المنطقة، وتعرض حياة مواطني إسرائيل للخطر».

وذكرت هذه المصادر أن مصدر التسريبات الأميركي هو البنتاغون (وزارة الدفاع)، وأن هذه ليست المرة الأولى. ففي الخامس من مايو (أيار) الماضي سربت جهات من المصدر نفسه، لصحيفة «نيويورك تايمز»، نبأ يقول إن إسرائيل هي التي قصفت المخازن قرب دمشق التي احتوت على صواريخ «فاتح 110» الإيرانية، قبيل نقلها لحزب الله. وأضافت، وفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: «حينما يحدث ذلك مرة واحدة فقد يكون زلة لسان شخص ما، وحينما يحدث مرتين يصبح خطة عمل». وتضيف: «في غضون ساعات معدودة بعد القصف في مايو، سارع موظفون أميركيون إلى الإشارة إلى إسرائيل، باعتبارها مسؤولة عن الهجوم، وآنئذ بحثت إسرائيل عن ذرائع لتبين لنفسها لماذا أصيب الأميركيون بالبلبلة»، وأضافت المصادر «لم يشأ الرئيس (السوري بشار) الأسد آنذاك - كما لا يشاء اليوم في الحقيقة - مواجهة عسكرية مكشوفة مع إسرائيل. وكان مستعدا آنذاك - كما هو مستعد اليوم حقا - للاختباء وراء التصريحات المعلنة التي تدعي أن المتمردين هم الذين نفذوا الهجوم»، وتابعت: «لكن الإشاعة الأميركية للنبأ جعلت الأسد تحت ضغط عظيم من الجنرالات حوله الذين طلبوا ردا. وقد التزم الأسد بسلسلة تصريحات معلنة وهجومية أنه لن يوجد بعد ذلك ضبط سوري للنفس إذا مُسّت سيادة سوريا».

وأشارت المصادر إلى أنه «في هذه المرة، بعد الهجوم على القاعدة العسكرية شمال اللاذقية، نجح الأميركيون في ضبط أنفسهم أسبوعا، وأشاروا أمس مرة أخرى إلى إسرائيل على أنها المسؤولة عن الهجوم. والأسد الآن في معضلة، فحينما يصرّ الأميركيون على أن إسرائيل هي الفاعلة؛ فماذا يُفترض أن يفعل: يضبط نفسه ويُظهر الضعف؟ أم يرد ويهدد حياة إسرائيليين بالخطر؟!».

ويرى الإسرائيليون أن الأهداف الأميركية من هذا التسريب هي بالأساس تكبيل أيديهم عن توجيه ضربات عسكرية أخرى لسوريا أو حتى إيران. ويقولون إن النتيجة لهذه التصرفات واضحة، في حال شعور الأسد بأن كرامته لا تسمح بالسكوت، وهي تهديد حياة الإسرائيليين.