الجيش اليمني يطلق حملة عسكرية ضد «المخربين» في مأرب

«الدفاع» تؤكد ضرورة استعادة عتاد الجيش المنهوب * مقتل 15 في انفجار بالمحويت

عنصر من قوات الأمن الخاص المشكلة حديثا وراء سلاح رشاش على سيارة دورية أمن في العاصمة صنعاء (رويترز)
TT

بدأت السلطات اليمنية حملة عسكرية في محافظة مأرب بشرق البلاد، بعد مقتل جنديين وإصابة عدد من زملائهما في هجوم مسلح أول من أمس، في وقت لقي فيه ما لا يقل عن 15 شخصا مصرعهم في انفجار بمحافظة المحويت، بشمال غربي العاصمة اليمنية صنعاء.

وقالت مصادر محلية في مديرية صرواح، لـ«الشرق الأوسط»، إن حملة عسكرية انطلقت، أمس، في المنطقة، على خلفية جملة من القضايا الأمنية، منها مقتل الجنديين، والاشتباكات التي شهدتها العاصمة صنعاء الشهر الماضي بين قبيلة آل طعيمان وأشخاص آخرين بسبب نزاعات أدت إلى سقوط قتلى وإحراق عدد من السيارات.

وذكرت المصادر نفسها أن قوات الجيش التي باشرت الحملة تتبع «اللواء العسكري 312» الذي قتل منه الجنديان، وأن تلك القوات تحاصر منطقة الزور في آل طعيمان، بعد أن أعطى قائد الحملة مهلة لمشايخ المنطقة لتسليم المطلوبين للسلطات الأمنية على خلفية القضايا المشار إليها.

وفي السياق ذاته، قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين في منطقة حباب بمديرية صرواح قاموا باختطاف أحد الضباط من «اللواء 312» منذ نحو خمسة أيام، على خلفية وعود تلقاها المواطنون في المنطقة بتجنيد عدد من أبنائهم واستيعابهم في قوات الجيش المرابطة في المنطقة دون أن تنفذ.

في غضون ذلك، لا يزال عبد الوهاب الأحمر، المسؤول المالي الخاص بالشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد المنتشرة في البلاد، في قبضة عدد من رجال القبائل في مأرب منذ اختطافه الشهر الماضي على يد مسلحين من وسط العاصمة صنعاء. وحسب المصادر فإن الشيخ الأحمر لم يف بوعود لبعض القبائل، مما اضطرهم إلى اختطاف المسؤول المالي الخاص به.

وتعد مديرية صرواح من أكثر المناطق التي تشهد اضطرابات أمنية، في الآونة الأخيرة، بمحافظة مأرب، حيث شهدت معظم عمليات تفجير أبراج الكهرباء وأنبوب النفط الرئيس الذي يصل إلى ميناء رأس عيسى للتصدير على البحر الأحمر. وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن معظم الاختلالات التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة ترجع إلى أداء اللجنة الرئاسية الخاصة بتسوية أوضاع سكان المنطقة.

من جهة ثانية، قالت مصادر محلية وشهود عيان إن ما لا يقل عن 15 شخصا قتلوا وجرح آخرون في انفجار بمديرية ملحان بمحافظة المحويت التي تربط العاصمة صنعاء بمحافظ الحديدة، الميناء المهم على البحر الأحمر، وتشير المعلومات الأولية إلى أن أحد مولدات الكهرباء انفجر في المنطقة التي تقع على الطريق العام مخلفا قتلى وجرحى، في حين تشير التحقيقات الأولية إلى أن الانفجار وقع بسبب تشغيل المولد في مكان مغلق وإلى جواره كمية مخزنة من البترول. وذكرت مصادر رسمية يمنية أن الانفجار كان قويا وأدى إلى تهدم وسقوط أحد المنازل المكون من طابقين، وأن بين القتلى 8 نساء، إضافة إلى عدد من الجرحى.

من ناحية أخرى، أكد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد على ضرورة استعادة معدات وأسلحة القوات المسلحة اليمنية التي نهبت إبان الأزمة، عام 2011 «كونها ملكا للشعب اليمني وهو المعني بحمايتها ولا بد من حسابها وتحسيبها». وفي السياق ذاته، دعت اللجنة العسكرية الخاصة بإعادة الأمن والاستقرار، في اجتماعها أمس، جميع أبناء الشعب اليمني وفي المقدمة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والوجاهات الاجتماعية والمؤسسات والوسائل الإعلامية المختلفة، إلى تعزيز وتضافر الجهود المخلصة والعمل من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار باعتباره مطلبا وطنيا وشعبيا ضروريا وتوجها استراتيجيا تقتضيه المصلحة العليا للشعب اليمني. جاء ذلك في سياق استعراضها للأوضاع الأمنية في عموم البلاد في ظل الانفلات الأمني وعمليات الاغتيالات وغيرها من القضايا الأمنية.