المحافظات الغربية بالعراق تقيّم تجربة مظاهراتها في مؤتمر بالفلوجة

المشاركون يسعون لوضع آليات عمل تضمن ديمومة الاحتجاجات

TT

لم يكد يمضي عقد من السنوات على ما أطلق عليه «العراق الجديد» الذي ولد عقب الاحتلال الأميركي عام 2003، حتى أعاد التاريخ نفسه. فخلال 80 عاما من الحكم الذي وصف بأنه حكم سني في العراق (منذ عام 1921 عندما توج الملك فيصل الأول حتى عام 2003 عندما سقط نظام صدام حسين) كانت قد شاعت عبارة «المظلومية الشيعية» التي استخدمتها قوى المعارضة العراقية قبيل سقوط النظام السابق بوصفها واحدة من أقوى الأسلحة التي حاربت بها.

واليوم وبعد عشر سنوات مما وصف بأنه حكم شيعي في العراق بلباس ديمقراطي ومشاركة واسعة من القوى والكتل والأحزاب وما نتج عنه من تقاسم للسلطة بين الشيعة كأكثرية والسنة والأكراد، تستعد المحافظات الغربية الست من العراق (الأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى بالإضافة إلى بغداد) التي اندلعت فيها مظاهرات جماهيرية منذ أواخر العام الماضي وحتى اليوم، لعقد أول مؤتمر لها لإعادة تقييم تجربة الحراك الجماهيري فيها ومناقشة عدة محاور؛ أبرز ما فيها ولادة مصطلح جديد هو «المظلومية السنية».

واستنادا لما أعلنه عبد الرزاق الشمري، المتحدث باسم المكتب السياسي لساحة اعتصام الرمادي، فإن المحافظات الست «اتفقت على إقامة مؤتمرها الأول في يومي 22 و23 من رمضان في مدينة الفلوجة وسيحمل عنوان: (الحراك الشعبي في العراق.. الواقع والمستقبل)»، مضيفا أن «الهدف من المؤتمر هو وضع مشروع مستقبلي لهذا الحراك في جميع المحافظات، وكذلك تحديد آليات العمل التي تساعد ديمومة ساحات الاعتصام، وكذلك بيان أثر الحراك على أهل السنة والجماعة في العراق والمنطقة».

وأوضح الشمري أن «خروج المظاهرات هو بسبب ما يتعرض له أهل السنة والجماعة في العراق وما أصابهم من الظلم والاضطهاد والإقصاء والتهميش من قبل سلطة ظالمة تعمل لصالح أجندات خارجية معروفة، وكذلك استهداف رموزهم وتلفيق التهم لهم».

من جهته، أكد الشيخ غسان العيثاوي عضو اللجان التنسيقية للحراك الشعبي في الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف من هذا المؤتمر هو تقييم تجربة الحراك الجماهيري بشكل عام في العراق، فضلا عن رسم خارطة سياسية له». وأضاف أن «هناك ثلاثة محاور ستجري مناقشتها وهي: أولا، دراسة تحليلية للحراك السياسي وأين يمكن أن يتجه مستقبلا. وثانيا، دراسة عوامل استمرار الحراك وإمكانية استمراره في ظل ما يجري الآن في العراق. وثالثا، أثر الحراك على المنطقة بشكل عام». وأشار إلى أن «دعوات وجهت إلى لجان المظاهرات في المحافظات المشمولة، وتم اختيار مدينة الفلوجة مقرا لهذا المؤتمر». وردا على سؤال بشأن أبرز الأهداف التي تحققت حتى الآن من الحراك الشعبي، قال العيثاوي: «إننا نعتقد أن الهدف الأبرز الذي تحقق حتى الآن هو إظهار مدى مظلومية أهل السنة في العراق؛ إذ أنه لولا هذا الصوت العالي للمظاهرات لتم تجاهل هذه المظلومية التي نبهت العالم إلى حقيقة ما يجري».

وحول ما إذا كانت الجهات الرسمية قد حققت مطالبهم أو جزءا منها، قال العيثاوي: «حتى الآن لم يتحقق شيء ملموس، ونحن هنا نطالب الحكومة بتحقيق مطالبنا المشروعة، لأننا لن نتخلى عنها، وسوف نستمر في التظاهر مهما كانت الأسباب».

في السياق نفسه، أكد أحمد العسافي، السياسي المستقل في الأنبار، أن «الهدف من المظاهرات الجماهيرية كان نبيلا، وكان يمكن أن يحقق الأهداف أو معظمها لولا التناحر بين قيادات المظاهرات، ومحاولات جهات، بعضها سياسي ومشارك في الحكومة، ركوب موجتها». وأضاف العسافي أن «كثرة التناقضات بين الأطراف المشاركة في المظاهرات واختلاف الأهداف جعل موقف الحكومة أقوى، وهو أمر أدى إلى تعطيل تحقيق الكثير مما كان يمكن تحقيقه»، مؤكدا أن «لا مستقبل للمظاهرات دون اتباع المتظاهرين طريقة: (خذ وطالب) وليس: (إما تحقيق كل المطالب أو لا شيء)».