القيادة الجديدة لحزب العمال الكردستاني تطرح خارطة طريق للسلام مع تركيا

تعتزم تعبئة الشارع التركي للضغط على حكومة أردوغان

TT

بعد أن أعربت القيادة الجديدة لحزب العمال الكردستاني عن قلقها تجاه عملية السلام التي أطلق مبادرتها زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان من داخل سجنه بجزيرة إيمرالي، يتجه الحزب إلى تشديد مواقفه تجاه العملية برمتها، ويعمل حاليا على تعبئة الشارع الكردي داخل تركيا للقيام بمزيد من النشاطات الاحتجاجية لإرغام حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على التقدم بخطوات ملموسة نحو تحقيق السلام.

وفي هذا الإطار، طرح الزعيمان الجديدان للحزب جميل بايك وبسي هوزات خارطة طريق تتألف من عشر نقاط على المؤتمر العام لقيادة الحزب هدفها تدعيم جهود السلام. وتحدد خارطة الطريق مسار عملية السلام التي بدأت قبل عدة أشهر بمبادرة زعيم الحزب أوجلان في خطابه بمناسبة عيد نوروز في مارس (آذار) الماضي الذي حدد خلاله ثلاث مراحل تبدأ بوقف القتال وإطلاق الأسرى وانسحاب المقاتلين من داخل الأراضي التركية، تمهيدا للمرحلة الثانية التي ستشهد وضع السلاح، لتنتهي العملية بالمرحلة الثالثة بانخراط هذا الحزب في العملية السياسية داخل تركيا. ومن أبرز النقاط العشر التي طرحها الزعيمان الجديدان للحزب «الالتزام بمبادرة زعيم الحزب أوجلان» و«إقرار وقف القتال وسحب المقاتلين» و«تحريك الجهود السياسية لحزب العدالة والتنمية» و«السعي لتحريك الجهود الجماعية الشعبية داخل تركيا للتعبير عن احتجاجاتها» و«وضع مقاتلي الحزب على أتم الاستعداد لمواجهة أي هجمات غير مرغوب بها من قبل أي طرف كان» وأنه «في حال عدم التزام حزب العدالة والتنمية بمسؤولياته تجاه عملية السلام فعلى الحزب أن يلتزم بالقرار الذي يتخذه زعيم الحزب أوجلان».

وفي اتصال مع مصدر قيادي بالحزب أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الخارطة وضعت بعد أن واجهت عملية السلام بعض العراقيل، خاصة لجهة إنعدام وجود أي خطوات ملموسة من قبل الحكومة والدولة التركية للاستجابة لمبادرة زعيم الحزب أوجلان، فلا يمكن الوقوف عند هذه النقطة، فعلى الرغم من أن قيادة الحزب قدمت مبادرات عديدة، لكن في المقابل لم نلمس أي خطوة إيجابية من قبل الدولة التركية، خاصة تجاه حزمة المطالب التي تقدمت بها قيادة حزبنا في ما يتعلق بالحقوق الثقافية والتعليمية وغيرها، لذلك فإن الخيار الآن هو اللجوء إلى الشارع الكردي في تركيا، بل إننا سنسعى إلى تحريك الشارع التركي عموما لأن هذه القضية تهم الجميع أتراكا وأكرادا وبقية القوميات، والمطلوب الآن من الدولة التركية أن تعلن موقفها بصراحة ووضوح، فإما تحقيق السلام، أو العودة إلى نقطة الصفر، ولذلك فإن جهودنا الحالية ستنصب نحو اللجوء إلى الشارع عبر هذه الخارطة التي ستقرر مصير عملية السلام برمتها».