إسرائيل تتهم حماس بتصنيع صواريخ متوسطة المدى لتعويض التهريب عبر الأنفاق

تدمير الأنفاق مستمر وأصبح يطال خطوطا رئيسة

TT

اتهمت مصادر عسكرية إسرائيلية حركة حماس بتصنيع مزيد من الصواريخ المحلية القادرة على الوصول إلى وسط تل أبيب، بعدما شددت مصر الخناق على الأنفاق الواصلة إلى قطاع غزة مما أضر بقدرة الحركة على تهريب وسائل قتالية.

وأكدت صحف إسرائيلية نقلا عن مصادر عسكرية أن عمليات تدمير الأنفاق دفعت بالحركة الإسلامية لتجريب تصنيع صواريخ متوسطة المدى من نوع «إم 75».

وتمتلك حماس هذه الصواريخ فعلا، لكنها، حسب التقارير، تسعى إلى تصنيع المزيد منها محليا وزيادة مداها.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غنتس، أمس، إن حركة حماس تمتلك القدرة على إنتاج صواريخ متطورة في قطاع غزة، وقادرة على الوصول إلى مركز البلاد. وأضاف غنتس، أمام اتحاد أرباب الصناعات الإسرائيلية: «صحيح أن قطاع غزة هادئ نسبيا بعد عمود السحاب (العملية العسكرية الأخيرة)، ولكنهم ما زالوا هناك يعززون قوتهم، سواء عن طريق التهريب أو عن طريق الإنتاج الذاتي الذي يتزايد يوما بعد يوم».

وقالت صحيفة «هآرتس» إن حماس قادرة الآن بشكل ذاتي على إنتاج «إم 75»، المماثل لصواريخ «فجر 5» الإيرانية.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن حماس رفعت وتيرة تجارب تصنيع وإطلاق هذه الصواريخ في الفترة الأخيرة. وتضررت مؤخرا قدرة حماس على تهريب وسائل قتالية بعدما بدأ الجيش المصري حملة لهدم الأنفاق الواصلة بين مصر وغزة.

وتملك حماس مئات الأنفاق المحفورة تحت الأرض، وهي ليست مجرد أنفاق للتهريب كما كانت تعرف لفترات طويلة، فقد اتخذت هذه الأنفاق صفة المعابر الرسمية، وتحولت مع الزمن إلى مصدر كبير للرزق والثراء، و«شرايين حياة» للغزيين، كما يحلو للبعض تسميتها، ودخل مهم لخزينة الحكومة الحمساوية المقالة هناك أيضا.

وكان يدخل عبر هذه الأنفاق يوميا آلاف الأطنان من الوقود، والسلع والبضائع المختلفة، والأدوية، ومواد البناء مثل الإسمنت والحديد، هذا غير تهريب السيارات والسجائر. ولا يعرف عدد دقيق للأنفاق، لكن مصادر مختلفة تقول إنها قد تصل إلى 400 نفق رئيس، وأكثر من ألف فرعي.

والأنفاق متنوعة؛ أنفاق خاصة تابعة لحماس، وأنفاق عامة للآخرين. وفي الأسبوعين الأخيرين أخذ تدمير الأنفاق يتعاظم، وقالت مصادر في غزة لـ«الشرق الأوسط» إن التدمير بدأ يطال أنفاقا مهمة ورئيسة لتهريب الوقود والسلاح كذلك. وفي المرات السابقة كان التدمير يطال أنفاقا فرعية وغير رئيسة. وتحذر حماس ومراكز حقوقية من أن نقص الوقود والسلع الأساسية قد يؤدي إلى كارثة.

وحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، قائلا «إن هذا الوضع كشف مجددا حقيقة الظروف التي يعيشها القطاع، والحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على كل المعابر المحيطة بالقطاع منذ 6 سنوات».وتتعامل حماس مع الأنفاق بصفتها مسألة حياة أو موت، في حين تدعم السلطة الفلسطينية تدمير هذه الأنفاق. وبدأ تدمير الأنفاق بشكل منظم بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين، واتهامات لحماس بالتدخل في الشأن المصري.

وعلى الرغم من نفي حماس تلك الاتهامات، فإن السلطة وحركة فتح ما زالتا تطلبان من الحركة الإسلامية التوقف عن التدخل في الشأن المصري. وقال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، أمس، إن استمرار فضائيتي «القدس» و«الأقصى» في البث المباشر من رابعة العدوية في القاهرة «ما هو إلا إمعان في التدخل الحمساوي في الشؤون الداخلية لجمهورية مصر الشقيقة، ومن جهة أخرى الضرب بعرض الحائط مصالح شعبنا، خاصة أهلنا في قطاع غزة الذين يدفعون ألما ومعاناة ثمنا لهذا التدخل».

وأضاف عساف في بيان: «لقد حذرنا حماس مرارا وتكرارا من مخاطر تدخلها في الشؤون العربية، خاصة مصر، ومن الانعكاسات السلبية على مصالح وصورة شعبنا وقضيته الوطنية، وهذا التدخل أعطى مادة لبعض الإعلاميين المصريين لاستغلاله وتعميم خطأ حماس على عموم الشعب الفلسطيني».

وردا على اتهامات الناطقين باسم حماس وإشاعاتهم حول حركة فتح وإعلامها، قال عساف: «هذه الاتهامات هي إمعان في الخطأ ودليل إفلاس وتردٍّ في خطابهم الإعلامي».