أوباما يهدئ الغاضبين من تبرئة قاتل الشاب الأسود

مظاهرات وحرائق واشتباكات مع الشرطة في كاليفورنيا

الشرطة الأميركية تتصدى لاحتجاجات في كاليفورنيا وعدد من المدن الرئيسية أمس بعدما برأت هيئة محلفين حارسا متطوعا يدعى جورج زيمرمان في حادث قتل مراهق أسود يدعى ترايفون مارتن (رويترز)
TT

مع مظاهرات للسود في كثير من المدن الأميركية، رغم قلة أحجامها، ومع حرائق واشتباكات مع الشرطة في كاليفورنيا، بعد تبرئة أبيض لاتيني قتل شابا أسود في ولاية فلوريدا في السنة الماضية، دعا الرئيس باراك أوباما الأميركيين إلى «التزام الهدوء».

وأشار إلى أن محكمة برأت جورج زيمرمان في حادث قتل المراهق الأسود ترايفون مارتن. وقال: «موت ترايفون مأساة لأميركا»، وأضاف: «لكن، نحن دولة قانون، وقالت المحكمة كلمتها».

وكانت احتجاجات اندلعت عقب صدور حكم البراءة في مدن أميركية عدة، منها: سان فرانسيسكو، وفيلادلفيا، وشيكاغو، وواشنطن، وأتلانتا. وكانت معظم الاحتجاجات سلمية. غير أن متظاهرين أحرقوا إطارات سيارات، ورموا حجارة على نوافذ محلات تجارية في أكثر من مكان واحد في ولاية كاليفورنيا.

ومنذ ارتكاب الجريمة، عمت الولايات المتحدة مناقشات حول التفرقة العنصرية، وخصوصا بين البيض والسود، وخصوصا لأن الشرطة ترددت في اعتقال زيمرمان يوم الحادث.

وكانت القاضية ديبوراه نيلسون قالت، بعد تلاوة الحكم: «ياسيد زيمرمان، أنا الآن وقعت على الحكم الذي يؤكد قرار لجنة المحلفين. وبالتالي، ستعاد إليك كفالتك، وسينزع القيد الإلكتروني عن معصمك عندما تخرج من هذه القاعة، ولن تبقى لك أي مشكلة مع هذه المحكمة».

وكانت ابتسامة عابرة ظهرت على وجه زيمرمان (29 عاما). لكنه لم يبد أي انفعال خلال تلاوة الحكم، بينما أبدت عائلته في صفوف القاعة بهجتها.

ولم تحضر عائلة الشاب تريفون مارتين الجلسة. وفي وقت لاحق، أدانت الحكم، ووصفته بالعنصرية. وقال متحدث باسم العائلة: «هذه عنصرية ولايات الجنوب التي نعرفها جيدا». والتزم معظم المتظاهرين بالسلمية، مطالبين بالعدالة لأسرة ترايفون مارتين، وأبدى المتظاهرون تشككهم في عدالة النظام القضائي. وكانت أكبر المظاهرات في نيويورك التي تحولت فيها مظاهرة صغيرة إلى حشد كبير يضم الآلاف.

وتبحث وزارة العدل إمكانية رفع دعوى مدنية ضد زيمرمان. وواجه زيمرمان اتهامات بالقتل من الدرجة الثانية والقتل غير العمد في إطلاق النار الذي راح مارتين ضحية له العام الماضي».

وتجمع عدد من المتظاهرين خارج المحكمة، ورددوا هتافات: «لا عدالة، لا سلام».

وكان زيمرمان اتهم بأنه طارد الشاب الأسود في منطقة سكنية راقية محاطة بسياج في مدينة سانفورد الصغيرة في ولاية فلوريدا. ثم أطلق عليه الرصاص أثناء عراك.

وقال محامو زيمرمان إنه تصرف «دفاعا عن النفس»، بعد أن طرحه الشاب الأسود أرضا، وأخذ يضرب رأسه على الأرض. رغم أن زيمرمان كان يحمل مسدسا، وكان تطوع لحماية المنطقة من اللصوص، ولم يكن الأسود يحمل أي سلاح.

وقبل الحكم، قال القس الأسود القيادي جيسي جاكسون: «إذا أدين زيمرمان، ليس لائقا التعبير عن الفرح. هناك شاب فارق الحياة. وإذا لم يدن، يجب تفادي العنف لأنه لن يؤدي سوى إلى مزيد من المآسي».