ألقى مثيرو شغب قنابل حارقة وحجارة وزجاجات وألعابا نارية على الشرطة في ثالث ليلة من العنف بآيرلندا الشمالية بسبب مسيرات ينظمها البروتستانت سنويا مما أسفر عن إصابة ضابط. وأقام المحتجون حاجزا أشعلوا فيه النيران بامتداد أحد الطرق وأحرقوا سيارة خلال الاشتباكات التي اندلعت للمرة الأولى يوم الجمعة بعد نزاع حول مسار المسيرات التي ينظمها البروتستانت.
وينظم آلاف من البروتستانت الموالين لبريطانيا مسيرة كل صيف تتسبب في مواجهات متكررة من العنف الطائفي؛ حيث يرى الكاثوليك، وكثير منهم يؤيدون الوحدة مع آيرلندا، في هذه المسيرات استفزازا.
وأنهى اتفاق سلام عام 1998 تقريبا الصراع الطائفي الذي استمر عشرات السنين في آيرلندا الشمالية، لكن الاضطرابات ما زالت تندلع، خاصة بسبب مسيرات «أورانج» التي تحتفل بانتصار للبروتستانت على ملك كاثوليكي عام 1690. وقالت الشرطة إنها جلبت تعزيزات من بريطانيا لمواجهة أي عنف، ودعت كلا من جماعة «أورانج» البروتستانتية التي تنظم المسيرات والحكومة المحلية إلى الهدوء. وقال بيتر روبنسون الوزير الأول الذي يرأس الحكومة: «من المهم جدا أن يسود التعقل في هذه الظروف، وأتمنى أن يطيع الناس إعلان وبيان (معهد أورانج) عن ضرورة نبذ العنف». وقال روبنسون في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) مساء أول من أمس إنه «من المهم جدا أن يتوقف هذا العنف، وإن النوع الوحيد من الاحتجاج الذي يمكن أن يكون له مبرر هو الاحتجاج السلمي والقانوني، وليس من مصلحة المجتمع أن يتم السماح بحدوث مثل هذا العنف من وقت لآخر».
وبدأ البروتستانت الذين كانوا يشاركون في المسيرة في إلقاء الحجارة والزجاجات على الشرطة يوم الجمعة بعد أن قضت السلطات بعدم تمكينهم من السير في طريق يفصل بين البروتستانت والكاثوليك. وردت قوة الشرطة باستخدام مدافع المياه وطلقات المطاط.
وأصيب 44 من رجال الشرطة خلال مطلع الأسبوع، وألقي القبض على 49؛ منهم طفل عمره عشر سنوات.
وعقدت جلسات خاصة للمحكمة أمس للتعامل مع عشرة من المتهمين وتم تجديد حبس معظمهم.