إسرائيل تتجنب الرد على سقوط 10 قذائف سورية قرب معسكراتها

أقنعها تفسير نظام الأسد واكتفت بشكوى لدى الأمم المتحدة

TT

قبلت الحكومة الإسرائيلية تفسيرات نظام الرئيس بشار الأسد بأن القذائف التي سقطت في الجانب المحتل من هضبة الجولان السورية «أطلقت بالخطأ»، فقررت ألا ترد عليها كما اعتادت في الأسابيع الأخيرة واكتفت بتسجيل شكوى لدى قوات فك الارتباط التابعة للأمم المتحدة. وكانت المنطقة المحاذية لخط وقف إطلاق النار في الجولان، وهي مناطق جباثا الخشب وبريقة وبير عجم وخان أرنبة والحميدية والقحطانية والحرية، قد شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات نظام الأسد في محاولة لاستعادة السيطرة على قرى محافظة القنيطرة التي سيطرت على معظمها قوات المعارضة السورية. وقد شوهدت الحرائق وأعمدة الدخان خلف تل الشيخة شرقا قرب قرية بقعاثا، حيث تدور معارك طاحنة في تلك المنطقة منذ أسابيع. وتسمع أصوات القصف المدفعي بشدة داخل قرى الجولان المحتل بشكل متواصل.

وسقطت داخل مناطق الجولان المحتل، أمس، 10 قذائف هاون سورية وقعت كلها في أراض مفتوحة باستثناء قذيفة وقعت بالقرب من مستوطنة «الوني بشان». وقال ناطق بلسان الحكومة في تل أبيب إن «إسرائيل تعتبر سقوط أية قذيفة في الجانب الإسرائيلي من الحدود بمثابة اعتداء عليها وخرق للاتفاقيات الدولية، ولذلك تقدمت بالشكوى، ولكنها تصدق التفسير الذي أعطاه جيش النظام السوري لقوات الأمم المتحدة بأنه أطلقها بالخطأ باتجاه القوات الإسرائيلية وبأن المقصود بها كانت قوات المعارضة». وأضاف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في الشمال، أن قواته ترصد معارك ضارية تدور على طول الحدود في الجولان بين قوات النظام والمعارضة، في الأيام الأخيرة، وأن الجيش السوري يستخدم فيها الدبابات (مع أن الاتفاقيات تمنع إدخال دبابات سورية أو إسرائيلية في المنطقة الحرام بين قوات البلدين). وأكد أن النظام يسيطر على المناطق الوسطى بواسطة لواءين من المدرعات والمشاة، فيما تسيطر قوات المعارضة على المنطقتين الشمالية والجنوبية من هضبة الجولان، وأن الطرفين يفشلان في حسم المعركة لصالح أي منهما. وفسرت مصادر في تل أبيب هذا الموقف الإسرائيلي على أنه «محاولة تهدئة» مع نظام الأسد، بعدما نشرت تسريبات في واشنطن تقول إن إسرائيل هي التي قصفت مخازن صواريخ «ياخونت» قرب مدينة اللاذقية في سوريا مطلع الشهر الحالي.. فهي «تشعر أن تدمير الصواريخ بحد ذاته لا يثير مشكلة في دمشق، ولكن التسريب الأميركي يستفز الرئيس بشار الأسد ويزيد الضغوط عليه بضرورة الرد، وهي ليست معنية بهذا التصعيد، وأن كل همها هو ألا تصل هذه الصواريخ إلى حزب الله في لبنان، لأنها تعتبر أسلحة نوعية تحدث خللا في توازن القوى العسكري في المنطقة». وقال وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، يوفال شتاينتس، إن إسرائيل تدير حوارا غير مباشر مع السوريين، فترسم لهم خطوطا حمراء وهم يدركون أن عليهم أن لا يتجاوزوها. وأضاف في حديث للإذاعة العبرية الرسمية إن صاروخ «ياخونت» هو بالنسبة لإسرائيل خط أحمر.. «بمجرد وصوله إلى سوريا يشكل تهديدا أمنيا لإسرائيل، فكيف عندما يكون في طريقه لحزب الله؟». وأضاف: «هذا صاروخ فريد من نوعه، يعتبر أكثر الصواريخ الحربية البحرية تطورا في العالم.. يتجاوز سرعة الصوت، ويمكن إطلاقه عبر البر وعبر البحر. وإذا انطلق من مدفعه، لا توجد قوة في الأرض تستطيع عمل شيء، وهو قادر على الطيران فوق سطح البحر لمسافة تتراوح بين 200 و300 كيلومتر، ويصيب أهدافه بدقة».