معتقلو غوانتانامو يعترفون والبنتاغون يرفض محاكمتهم

مع استمرار إضراب عدد كبير منهم عن الطعام ورفضهم الإطعام الإجباري

TT

مع استمرار إضراب عدد كبير منهم عن الطعام، ورفضهم الإطعام الإجباري، ومع عدم معرفة مصائرهم، قدم عدد من المعتقلين في سجن غوانتانامو اعترافات إلى إدارة السجن بأنهم مذنبون بتهم جرائم الحرب. لكن، رفض البنتاغون توجيه هذه الاتهامات لهم.

وأمس، قال الكابتن جستين سويك، المحامي العسكري الذي عينته المحكمة للدفاع عن سفيان برهومي، اليمني الذي كان يقود سيارة أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة لسنوات، كانت وسيلة الخروج من سجن غوانتانامو هي الاعتراف بالتهم. الآن، لا توجد تهم يعترف بها المعتقلون. وقال المحامي، إن «الهدف من اعتراف موكله هو الخروج من مصير غير معروف».

وقال المحامي، إن «سبب رفض البنتاغون اعتراف برهومي، وآخرين، هو أحكام أصدرتها أخيرا محاكم مدنية أميركية يمكن اعتبارها في صالح المعتقلين». وكانت محكمة فدرالية حكمت بعدم دستورية أحكام أصدرتها محاكم عسكرية في غوانتانامو ضد اليمنيين، سالم حمدان، وعلى حمزة البهلول. وقالت المحكمة، إن «التهم التي وجهت ضد الاثنين، التآمر ودعم الإرهاب، ليست جرائم حرب. وبالتالي، ليست جرائم تحاكمها محاكم عسكرية».

وقال المحامي، لأن موكله برهومي سيواجه نفس المصير، قرر أن يعترف بأنه ارتكب جرائم حرب حتى تحاكمه محكمة عسكرية.

في نفس الوقت، يواصل المعتقلون الإضراب عن الطعام، ويعارضون الإطعام الإجباري. لكنهم، خلال شهر رمضان يريدون أن يصوموا ويفطروا ويتسحروا. غير أن إدارة السجن تريد إطعامهم إجباريا خلال ساعات الليل.

وكانت قاضية فدرالية في واشنطن أدانت الإطعام الإجباري. وقالت، إن «الرئيس باراك أوباما يقدر على وقفه». ووصفت القاضية غلاديس كيسلر الإطعام الإجباري بأنه «قاس، ومهين، ومسيء».

لكنها رفضت طلب معتقل سوري في غوانتانامو بأن تأمر أوباما بوقف الإطعام الإجباري. وقالت إنها لا تملك سلطة الحكم على الوضع في السجن.

وأضافت: «أعرف من يملك سلطة ذلك». وقالت، إن «أوباما، فعلا، في خطاب قبل أربعة شهور، أدان الإطعام الإجباري، وتعهد بإغلاق السجن». وأضافت: «لهذا، يبدو واضحا أن الرئيس عنده السلطة، والقوة، ليعالج مشكلة الإطعام الإجباري في غوانتانامو».

وكان المعتقل السوري جهاد ذياب أرسل إلى غوانتانامو قبل 11 سنة، بعد أن اعتقل في أفغانستان. وقبل أربع سنوات، أعلن البنتاغون إمكانية إطلاق سراحه، لكنه ظل معتقلا. وكتبت القاضية: «هذا، واقعيا، هو اعتقال دون نهاية».

وكان متحدث عسكري أعلن أن سجن غوانتانامو سيأخذ توقيت الصيام خلال شهر رمضان بعين الاعتبار بالنسبة للمعتقلين المضربين عن الطعام. وسيخصص فترات الإطعام القسري بعد الإفطار وقبل السحور. في نفس الوقت، قال محامون للمعتقلين إن إدارة السجن تستغل صيام رمضان لتنفيذ سياسة الإطعام الإجباري، والتي عارضها المضربون عن الطعام.

وكان أربعة من المعتقلين، منهم ذياب، لجأوا إلى المحكمة الفيدرالية قبل شهر. وطلبوا الكف عن إطعامهم بالقوة. وأعلنوا إدراكهم تبعات إضرابهم عن الطعام. وأشاروا إلى عدم إنسانية هذه الطريقة المهينة للإطعام، وطلبوا أن توقف، على الأقل، خلال شهر رمضان.

وجاء في الطلب: «أن ربط الإنسان بكرسي، وإدخال الطعام لجسده عبر أنبوب خاص عبر أنفه ليصل إلى معدته، هو إذلال لكرامته. ويمكن اعتبار هذا السلوك تعذيبا». وأضاف الطلب أن الإطعام الإجباري سيمنع الراغبين من صيام شهر رمضان وفق ما ينص عليه الدين الإسلامي. وأن هذا يعتبر انتهاكا لحقوق المعتقدات الدينية التي تنص عليها اتفاقية جنيف.

والجدير بالذكر أن إضراب معتقلي غوانتانامو عن الطعام بدأ في شهر فبراير (شباط)، وصار أطول من نوعه في تاريخ السجن. ويتم إطعام 44 سجينا حاليا بالطريقة القسرية.