الناطق باسم الحكومة الجزائرية الأسبق: الأحزاب عاجزة عن إيجاد بديل لبوتفليقة

ظهور الرئيس على كرسي متحرك يقلص من احتمال ترشحه لولاية رابعة

TT

توقع وزير ودبلوماسي جزائري سابق، عجز الأحزاب السياسية عن ترشيح بدائل للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يعاني من المرض، وغير قادر على الترشح لولاية رابعة. ويعود السبب، حسبه، إلى «كونها آلات انتخابية تظهر في الاستحقاقات فقط، وليست منظمات سياسية تحتدم بداخلها التيارات والأفكار».

وقال وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة الأسبق، عبد العزيز رحابي لـ«الشرق الأوسط»، إن «ثبوت عدم قدرة الرئيس تمديد حكمه، سيبعث الجدل مجددا حول من سيخلفه. غير أن هذا الوضع يلفت انتباهنا إلى حقيقة مهمة، تتمثل في كون غالبية الأحزاب غير منظمة ولا يوجد فيها احتكاك بين الآيديولوجيات، بما يفرز أطرا قادرة على دخول المعترك الانتخابي، وعلى تعبئة وتجنيد الناخبين، بل أن أغلب الأحزاب لا تملك مشاريع وبرامج توضح رؤيتها لحل أزمات البلاد».

وأوضح رحابي، وهو سفير سابق في إسبانيا، أن الأحزاب «غارقة في مشكلاتها التنظيمية مما يجعلها عاجزة عن تقديم بديل للرئيس بوتفليقة». وتعيش الأحزاب الكبيرة مثل «جبهة التحرير الوطني» صاحب الأغلبية، و«التجمع الوطني الديمقراطي» حالة فراغ في القيادة، بعد أن سحبت الثقة من عبد العزيز بلخادم، أمين عام «جبهة التحرير»، على أيدي خصومه وهم كثيرون، واستقالة أحمد أويحيى، أمين عام «التجمع» تحت ضغط خصومه بقيادة وزير الصحة الأسبق يحيى قيدوم.

وبعد انسحاب هذين الحزبين اللذين يملكان أغلبية ساحقة في غرفتي البرلمان، من المشهد السياسي بسبب ضعفهما، احتل الإسلاميون ساحة النقاش السياسي، ويسعون إلى التوافق على مرشح يمثلهم في انتخابات الرئاسة المنتظرة ربيع العام المقبل. وأهم الأحزاب الإسلامية حاليا، هي «حركة مجتمع السلم» و«جبهة العدالة والتنمية».

ويرى رحابي أن «كل الأحزاب هي عبارة عن آلات لا تظهر إلا في المواعيد الانتخابية. ففي فترات الاستحقاق تزول مشكلاتها بقدرة قادر وهذا يعني أنها ليست منظمات سياسية، ولا يمكنها أن تحشد التأييد لمرشحيها».

وأعاب رحابي، وهو معارض لسياسات الرئيس بوتفليقة، على أحزاب المعارضة كونها وقفت ضد ترشح الرئيس لولاية رابعة «بينما هو لم يصرح أبدا أنه يرغب في فترة رئاسية جديدة، وكأنها أرادت محاسبته على نيات لم يكشف عنها أصلا. فالمعارضة انساقت وراء جماعات ضغط منتفعة من حكم الرئيس، تريده أن يستمر في السلطة لتضمن مصالحها المرتبطة ببقاء بوتفليقة في الرئاسة».

ويعتقد رحابي على نطاق واسع، أن بوتفليقة لن يمدد حكمه بمناسبة انتخابات الرئاسة في ربيع 2014. بل توجد شكوك قوية حول قدرته على مواصلة ما بقي من ولايته الثالثة (2009 - 2014). وعاد بوتفليقة أول من أمس، إلى الجزائر من رحلة علاج في فرنسا دامت 82 يوما. وظهر جالسا على كرسي متحرك، بسبب تأثر وظائفه الحسية من الإصابة بجلطة في الدماغ.

وقال رحابي إن بوتفليقة «ارتكب خطأ كبيرا عندما منح لنفسه ولاية ثالثة، إذ خرق الدستور وهو يفعل ذلك»، في إشارة إلى تعديلات أدخلها على الدستور في 2008، ألغى بموجبها ما يمنع الترشح لأكثر من ولايتين. وأضاف رحابي الذي اشتغل مع بوتفليقة فترة قصيرة في بداية حكمه، قبل أن يقيله من الحكومة: «أعتقد جازما أنه لم يكن يرغب في ولاية ثالثة، ولكنه خضع لضغط لوبي سياسي يريد التمكين لمصالحه ببقاء بوتفليقة في الحكم، ويريد أن يبقى الوضع الاقتصادي والسياسي على حاله لأن ذلك يخدمه».