انفجار سيارة ملغمة بكناكر جنوب دمشق... ونزوح من نوى إثر اشتباكات عنيفة

مثقفون سوريون يستنكرون «زج سوريا في صراعات طائفية بين قوى إقليمية»

TT

أدى انفجار سيارة ملغومة في بلدة كناكر، جنوب العاصمة دمشق، أمس إلى مقتل عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بحسب ما أكده معارضون سوريون. وذكر التلفزيون السوري أن السيارة كانت متوقفة قرب المسجد العمري في البلدة، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 7 أشخاص من جراء انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل سيارة وسط البلدة.

وتسيطر القوات النظامية على بلدة كناكر الصغيرة، في حين يتحصن مقاتلو الجيش السوري الحر في المناطق المحيطة بها. ورغم تحصن مقاتلي المعارضة السورية في عدد من الأحياء الدمشقية، ووجودهم في الأحياء الجنوبية تحديدا، التي تعد معقل المعارضة، لكن القوات النظامية تمكنت من وقف تقدم مقاتلي «الحر» قرب دمشق وإلى الجنوب من العاصمة قرب الحدود مع الأردن.

وذكرت تقارير صحافية أمس أن قوات المدفعية النظامية قصفت منطقة عين ترما شرق دمشق، حيث استطاع مقاتلو المعارضة اكتساب موطئ قدم على مشارف وسط المدينة وهو يعد معقلا للحكومة. في موازاة ذلك تعرضت مناطق في حي برزة لقصف من القوات النظامية بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، تزامنا مع اشتباكات عنيفة إثر محاولة القوات النظامية السيطرة على الحي، من جهة مشفى تشرين العسكري. وواصلت القوات النظامية قصفها على مناطق في حي القابون، وبثت ناشطو الثورة مقاطع فيديو تظهر اندلاع الحرائق بمنازل المدنيين نتيجة القصف العنيف والعشوائي على الحي بكل أنواع الأسلحة. وفي سياق متصل، أشار المرصد السوري إلى اشتباكات دارت في مناطق من حي القابون في محاولة القوات النظامية السيطرة على الحي بشكل كامل، وسط قصف نظامي.

وتجدد القصف النظامي أمس على مناطق في بلدة معضمية الشام، وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، في محاولة من الأخيرة لاقتحام البلدة من عدة محاور. كما تعرضت المنطقة الجنوبية الشرقية من مدينة داريا لقصف بقذائف الهاون أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وأشارت شبكة «شام» المعارضة إلى سقوط عشرات الجرحى جراء قصف نظامي براجمات الصواريخ والهاون على بلدة دير العصافير بالغوطة الشرقية بريف دمشق.

وفي درعا وقعت اشتباكات في محيط الكتيبة الطبية في مدينة نوى، بالتزامن مع قصف على الحي الشرقي في المدينة، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة. وطال القصف أيضا الحي الشرقي من مدينة بصرى الشام، بحسب المرصد السوري، الذي أفاد من جهة ثانية بتعرض أحياء مدينة حمص القديمة لقصف نظامي بالتزامن مع اشتباكات بين القوات النظامية وكتائب «الجيش الحر» عند أطراف حيي باب هود والخالدية.

وفي إدلب دارت اشتباكات عنيفة مع محاولة القوات النظامية استعادة السيطرة على حاجز معربليت، وفتح طريق معسكر المسطومة - معمل القرميد. وقصف الطيران المروحي مناطق في بلدتي احسم وبلشون بجبل الزاوية، وفق المرصد السوري. وفي مدينة السلمية بمحافظة حماه قال ناشطون إن مقاتلين معارضين تمكنوا من تفجير سيارة تقل عناصر من الجيش النظامي كانوا يقومون بنقل البنزين عند المدخل الجنوبي للمدينة.

من جهة أخرى، أصدر أكثر من مائة مثقف وكاتب وفنان عاملين في مختلف الحقول الثقافية بيانا أكدوا فيه «تمسكهم بالمبادئ التي انطلقت منها الثورة الشعبية في مارس (آذار) 2011، والتي لخصتها شعارات الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية». ومن أبرز الموقعين الكاتب بكر صدقي، والكاتبة خولة دنيا، والروائي رفيق الشامي، والموسيقي سميح شقير، ورئيس رابطة الكتاب السوريين صادق جلال العظم، والممثل فارس الحلو، والكاتب فايز سارة، والشاعر والسجين السياسي فرج بيرقدار، والممثلة مي سكاف والكاتب ياسين الحاج صالح، إضافة إلى الراهب الإيطالي باولو دالوليو.

وأكد الموقعون على البيان، الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، «حرصهم على استقلالية القرار الوطني السوري». واستنكروا «زج سوريا في الصراعات الاستراتيجية الطائفية بين القوى الإقليمية»، معتبرين أن «خلاص سوريا من محنتها يقتضي إسقاط النظام بجميع رموزه»، و«انتقال السلطة تحت إشراف الأمم المتحدة إلى حكومة مؤقتة كاملة الصلاحيات تهيئ الشروط اللازمة لانتخاب مجلس تأسيسي يقر دستورا ديمقراطيا للبلاد يشرف على انتخابات نيابية نزيهة».