جنود سوريون يتسللون إلى ثكنة مهجورة في الجولان المحتل.. وإسرائيل تهدد بالرد

أرادوا الالتفاف على «الحر» فأمطرهم بـ25 قذيفة

TT

أفادت التحقيقات الإسرائيلية الأخيرة بأن جنودا من الجيش السوري النظامي، هم الذين دخلوا إلى الموقع الإسرائيلي المهجور في الجولان، ولكن القذائف التي أطلقت باتجاه المستوطنات اليهودية جاءت من قوى تابعة للمعارضة السورية، بيد أنها استهدفت عناصر النظام وليس دورية إسرائيلية. وعليه، فإنها لم ترد عليها، مع أن عدد القذائف وصل في ساعات الفجر إلى 25 قذيفة.

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، هدد أمس بأن قواته لن تصبر أكثر وسترد بقسوة على كل مصدر للنيران. وقال يعلون إن «المعارك بين الجيش السوري وقوات المعارضة تجري في الأيام الأخيرة بالقرب من الحدود الإسرائيلية في الجولان، على بعد أمتار من قواتنا، ولكننا لا نتدخل فيها طالما لا تمس بنا. والجيش سيواصل اتباع السياسة التي تقررت، وهي الرد على أي مصدر نيران يعرض الإسرائيليين للخطر أو يمس بالسيادة الإسرائيلية. وقد صدرت تعليمات بالرد القاسي والفوري على مصدر النيران وتدمير المكان الذي ستطلق منه النيران، أيا كان أصحابه».

وكانت مرتفعات الجولان قد شهدت تطورا غير مسبوق، ليلة أول من أمس؛ إذ دخل عدد من العناصر المسلحة موقعا عسكريا قديما، كان تابعا للجيش السوري فاستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 1967، ولكنه هجره في السنوات الأخيرة وأقام من حوله سياجا وبات كأنه منطقة مستقلة قرب المنطقة الحرام ما بين قوات البلدين. وقال مصدر إسرائيلي عسكري، أمس، إن الجيش النظامي، الذي يسيطر على المنطقة حتى الآن، يعرف تماما أن هذا الموقع خاضع للمسؤولية الإسرائيلية وفقا لاتفاقية فك الارتباط. ولكنه سمح لبعض عناصره أن يسيطروا على الموقع، ليلتفوا على قوات المعارضة التي تواصل هجماتها على جيش النظام في القنيطرة.

وتسبب هذا الأمر في اجتذاب نيران المعارضة باتجاه القوات الإسرائيلية. ونجحت خطتهم. فقد راحت المعارضة تطلق النيران على الموقع، فأطلقت 25 قذيفة. وأصابت القذائف عدة مواقع للجيش النظامي، لكن سبعا منها سقطت في المناطق الخاضعة للجيش الإسرائيلي في الهضبة المحتلة. وفي مرحلة معينة أطلقت المعارضة الرصاص من رشاشات باتجاه دورية عسكرية إسرائيلية مرت في المكان.

واعترف الناطق الإسرائيلي بأن الأمور اختلطت عليه ولم يعرف كيف يحدد هوية «العدو» الذي أطلق الرصاص والقذائف، فقرر عدم الرد. ودخلت القوات الإسرائيلية إلى الموقع المذكور، لكن الجنود الذين اقتحموه كانوا قد غادروا. فعادت القوات أدراجها إلى الجهة الإسرائيلية من دون أي رد. لكن هذا القرار ووجه بمعارضة شديدة من المستوطنين اليهود في الجولان، الذي شكوا من أنهم لم يعودوا ينامون الليل بسبب خوف أطفالهم من القصف السوري باتجاه المناطق الإسرائيلية. وأشاروا إلى أن الحدود باتت منتهكة. وذكروا أن أحد السكان العرب في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السورية، نجح الأسبوع الماضي في تهريب 500 رأس ماعز من الجانب السوري إلى الجانب الإسرائيلي وقام بتحميلها على شاحنات ونقلها إلى بلدة يركا، التي تقع على بعد 90 كيلومترا في إسرائيل، من دون أن يكتشفه أحد. وتساءلوا عن الحماية الأمنية التي يفترض أن يوفرها الجيش الإسرائيلي للمستوطنين.

فرد الوزير يعالون بالقول إن قواته تحقق في هذه الخروقات، وأكد أنها سترد بقسوة في المستقبل. وسارعت قيادة الجيش الإسرائيلي إلى الإعلان عن سلسلة إجراءات لتفادي مثل هذه الحوادث في المستقبل، مثل زيادة الدوريات العسكرية، والتعجيل في بناء الجدار الأمني الإلكتروني الحديث للفصل بين القوتين، وإدخال كاميرات حديثة لتوثيق ما يدور في المنطقة. كما كشف أن القوات الإسرائيلية ستدخل دبابات ومجنزرات إلى هذه المنطقة، مع العلم بأن هذا يتناقض مع الاتفاقيات، مما يعني أن إسرائيل ستحتاج إلى موافقة من النظام السوري على ذلك.

يذكر أن عناصر أمنية في تل أبيب أكدت أن إسرائيل لم ترد على القذائف السورية لأنها لم ترد استفزاز قوات النظام السوري.. فبعد أن سرب الأميركيون أن إسرائيل هي التي قصفت ودمرت مخازن صواريخ «ياخونت» في اللاذقية مطلع الشهر، تحاول الامتناع عن استفزاز آخر في هذه المرحلة، حتى لا تضع الرئيس بشار الأسد في الزاوية وتضطره إلى الرد.