وزير الأوقاف المصري الجديد: الأزهر فوق أي تصنيف حزبي أو سياسي

جمعة صرح لـ «الشرق الأوسط» أن أولوياته النهوض بالخطاب الديني ونبذ العنف

د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري الجديد («الشرق الأوسط»)
TT

شدد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري الجديد، على ضرورة النهوض بالخطاب الديني والاهتمام بتعاليم الإسلام السمحة، القائمة على التسامح والرحمة ونبذ العنف والغلو، لافتا إلى أن ذلك يُدعَم من خلال الحرص الشديد على دعم الثقافة الأزهرية الوسطية المعتدلة للأئمة والدعاة في وزارة الأوقاف، مؤكدا اهتمامه بالمنهج الأزهري المعتدل لخدمة الدعوة الإسلامية، والاهتمام بتطوير نظم وزارة الأوقاف، والنهوض بالأحوال الاجتماعية والثقافية للأئمة والدعاة باعتبارهم أساس أداء رسالة الوزارة.

وأضاف وزير الأوقاف الجديد، وكان يشغل منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن «منهج الدعوة الإسلامية يجب أن ينطلق من منهج الإسلام في الاحتواء وفقه التعايش مع الآخر»، مشددا على أن النبي، صلي الله عليه وسلم، نهى عن القتل للاختلاف في المعتقد أو الفكر، مشيرا إلى أن الأزهر ينطلق في مواقفه الوطنية بعيدا عن أي انتماءات حزبية أو سياسية، فالأزهر فوق أي تصنيف حزبي أو سياسي أو جماعة، يجمع الجميع ولا يفرق ويعمل على جمع الشمل واحتواء كل أبناء الأمة الإسلامية والعربية مبلغا رسالة الإسلام وفق منهجه السمح.

وقال مراقبون إن الوزير الجديد سيكون أمامه إرث كبير في مواجهة حالة الانفلات الدعوي التي عمت المساجد في مصر بعد عامين من ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، بغرض إبعاد المساجد عن الصراعات السياسية المتشددة بين الأحزاب والتيارات المختلفة.

ودعا الدكتور مختار جمعة إلى إعلاء مصلحة الوطن العليا على دونها، كما دعا إلى المصالحة الوطنية وعدم إقصاء الآخر، قائلا: «أهم أولوياتي العودة بالمساجد للدعوة بعيدا عن أي قضايا سياسية أو حزبية، وأن تكون المساجد للعبادة للجميع بلا انتماء أو تحزب، بالإضافة إلى الدعوة لمصالحة وطنية حقيقية لجميع العاملين بالدعوة وبالأوقاف من دون إقصاء أي شخص لمجرد الانتماء أو التوجه السياسي أو الحزبي، وأن المعيار للتفاضل هو الكفاءة والعدالة والاستحقاق والقانون».

وتحولت وزارة الأوقاف في عهد الوزير السابق الدكتور طلعت عفيفي، المحسوب على التيار السلفي، إلى معقل للسلفيين وجماعة الإخوان المسلمين، أرجعه مراقبون لسحب البساط من تحت أقدام الأزهر، لتصبح الأوقاف مركز الثقل للشيوخ والدعاة غير الأزهريين، بعيدا عن الوسطية المعهودة بالأزهر.

وشهدت وزارة الأوقاف طوال الأشهر الماضية، مظاهرات لأئمة ودعاة اعتراضا على ما قالوا إنه محاولات لـ«الأخونة والسلفنة» باستقدام عدد من أعضاء جماعة الإخوان العاملين بالوزارة لشغل مناصب قيادية، فضلا عن الاستعانة بعدد من المنتمين للتيار السلفي.

لكن وزير الأوقاف الجديد، قال إن «الله استعمله في وزارة الأوقاف لترسيخ المنهج الأزهري، وإجراء المصالحة الوطنية والعودة بالأوقاف إلى حضن الأزهر»، مشيرا إلى عدة لجان ستحكم عمل الوزارة، منها لجنة التخطيط ولجنة للمتابعة والانضباط وتتبع الوزير شخصيا ولجنة التظلمات.

وخطب الدكتور محمد مختار جمعة، بأكبر المنابر في مصر والعالم العربي، وعلى رأسها منبر الجامع الأزهر. ولمح الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فيه بلاغة وعلما وحضورا جعله يصدر قرارا بتعيينه في منصب مستشار شيخ الأزهر لشؤون الدعوة بمشيخة الأزهر، وتجهيزه منذ أكثر من عام لمنصب قيادي كان هو وزارة الأوقاف في أول فرصة حقيقية كممثل للأزهر في وزارة الأوقاف.

وقاد الدكتور جمعة، لأول مرة قوافل دعوية في محافظات مصر لمواجهة الأفكار المتشددة ونشر الفكر الإسلامي الصحيح وتصحيح الأفكار الخاطئة. ودعا خلالها إلى إيثار المصلحة العليا للوطن على أي مصلحة فئوية أو حزبية أو شخصية، ودعا الجميع إلى ضبط الكلمة ودقتها، مشددا على أن الكلمة أمانة ومسؤولية، أما إطلاق العنان للسان والكلام بلا روية ولا تدبر فقد جرنا إلى الكثير من المشكلات.

وأشار الوزير إلى أنه إذا أردنا القضاء على التشدد من جذوره يجب أيضا القضاء على التسيب من جذوره، وهذا هو منهج الوسطية، فمنهجنا قائم على التيسير والبعد عن التشدد، مضيفا أن «رسالتنا البلاغ المبين الواضح وحمل رسالة الإسلام الواضحة في كل الجوانب الفكرية والوطنية، دون إقصاء أو اتهامات دون دليل، فمنهجنا الاستيعاب لا الإقصاء، والحوار وليس الصدام»، مشددا على أن النبي، صلي الله عليه وسلم، نهى عن القتل للاختلاف في المعتقد أو الفكر.