«وحدات الحماية الشعبية» تسيطر على رأس العين بعد اشتباكات مع إسلاميين

معارض كردي: تقسيم البلد ليس في صالحنا

TT

سيطرت «وحدات الحماية الشعبية» الكردية، المقربة من نظام الرئيس بشار الأسد، أمس، على مدينة رأس العين الحدودية عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم ما يعرف باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، القريب من تنظيم القاعدة. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ناشطين في المدينة تأكيدهم سيطرة المقاتلين الأكراد على جميع مقار «الدولة الإسلامية»، إضافة إلى إيقاع خسائر بشرية وعدد من الأسرى في صفوف الأخيرة.

وأصدرت القيادة العامة لـ«وحدات الحماية الشعبية الكردية» بيانا أكدت فيه «سيطرتها على كل أرجاء مدينة رأس العين، بعد حملة تمشيط على مواقع المجاميع (المجموعات) المسلحة، أسفرت عن تطهير المدينة بالكامل من المسلحين الذين سلبوا حرية مكونات المدينة»، على حد تعبيرها. وأشارت إلى «وقوع مواجهات بين وحداتنا المتمركزة في المدينة وتلك المجموعات التي نهبت المدينة وألحقت أضرارا بالغة بالأهالي جراء الممارسات التعسفية التي مارسوها على أهالي المدينة بكافة مكوناتها، واستمرت المواجهات حتى صبيحة أمس، وأسفرت عن طردها من المدينة، حيث لاذ قسم منهم بالفرار إلى تركيا، والقسم الآخر سلموا أنفسهم مع أسلحتهم إلى وحدات حماية الشعب».

وفي تصريح خاص لموقع تابع لحزب الاتحاد الديمقراطي «بي واي دي»، أكد ريدور خليل، الناطق الإعلامي باسم وحدات حماية الشعب، أن «جميع المراكز التي كانت الدولة الإسلامية تسيطر عليها أصبحت تحت سيطرة وحدات حماية الشعب، منها المركز الرئيس لجبهة النصرة في العبرة والأمن الإسلامي و(الهيئة الشرعية) مقر حزب البعث القديم».

وشهدت المدينة اشتباكات عنيفة بدأت بين الطرفين، أول من أمس، نتيجة هجوم نفذه مقاتلون من «الدولة الإسلامية» على دورية كردية لحماية المرأة، وأسرت مقاتلا من وحدات حماية الشعب، كان يقود السيارة، واستمرت الاشتباكات بعد رفض «الدولة الإسلامية» والكتائب المقاتلة معها للهدنة.

وتأتي سيطرة المقاتلين الأكراد على منطقة رأس العين بالتزامن مع بروز أنباء عن نية بعض القوى الكردية تشكيل حكومة «كردستان» السورية، إذ نقلت تقارير إعلامية عن مصادر داخل «بي واي دي» قوله، إن «تشكيل حكومة (كردستان) سوريا غرب كردستان بات وشيكا، ومن المقرر أن يترأس الحكومة المهندس صالح محمد مسلم».

وفي هذا السياق، أشار المعارض الكردي صلاح بدر الدين لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما يتم تداوله عن «محاولات لإعلان حكومة أو إدارة باسم الأكراد السوريين يقف وراءه طرف كردي موال لنظام الأسد ويتبع لحزب العمال الكردستاني». وأوضح أن «هذا الحزب سيطر على بعض المناطق الكردية منذ أكثر من عام بواسطة سلاح النظام وعبر عملية التسليم والاستلام ويتحكم بكل شيء»، مرجحا أن «يكون الانقلاب في قيادة الحزب الذي جعل التيار التابع لإيران صاحب الكلمة الفصل بالحزب جعلهم يتجهون إلى تفتيت البلاد».

وأكد بدر الدين أن «تجزئة البلد كما يسعى إليها النظام على أسس طائفية ومناطقية ليست لصالح الأكراد»، مضيفا أن «هذه التصرفات لا تعبر عن إرادة الكرد السوريين الذين وبغالبيتهم الساحقة يقفون إلى جانب الثورة السورية ويلتزمون بأهداف الثورة في إسقاط النظام وإعادة بناء الدولة الديمقراطية الموحدة التعددية التشاركية بين كافة مكونات البلد القومية والدينية والمذهبية»، على حد قوله.