كيري يلتقي القيادة الأردنية.. ويناقش الأزمة السورية ومفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية

قال إنه مع قليل من العمل سيصير بدء مباحثات الحل النهائي ممكنا

جون كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في عمان أمس (أ.ف.ب)
TT

التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في إطار جولة من المشاورات التي أجراها الأول في الأردن سعيا وراء إحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية ومناقشة الأزمة السورية. وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني أكد، بعد أن استمع من كيري إلى تفاصيل المساعي التي تقودها الولايات المتحدة لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أن الأردن سيواصل دعمه لهذه الجهود وصولا إلى إحياء حقيقي لعملية السلام استنادا إلى حل الدولتين.

وأضاف البيان أنه «في الوقت الذي شدد فيه الملك عبد الله الثاني على أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، حذر من أن إجراءات إسرائيل الأحادية، واعتداءاتها المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، تهدد بتقويض فرص ومساعي تحقيق السلام».

وعلى صعيد آخر، بحث الطرفان آخر تطورات الأزمة السورية، حيث أكد العاهل الأردني أن «وقف معاناة الشعب السوري التي تتفاقم يوميا، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، يتطلب جهدا دوليا حثيثا للوصول إلى حل شامل للأزمة السورية»، داعيا المجتمع الدولي إلى الاستمرار في تحمل مسؤولياته في دعم الأردن وإمكاناته، ليتمكن من مواصلة تحمل الأعباء المتزايدة على موارده المحدودة، نتيجة استضافة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، وتقديم الخدمات الإغاثية والإنسانية لهم.

من جهته، أعرب كيري عن تقدير بلاده الموصول للجهود التي يبذلها الأردن لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مثمنا الدور الإيجابي للأردن في التعامل مع اللاجئين السوريين وتقديم خدمات الإغاثة لهم.

ويقوم كيري بزيارته السادسة إلى المنطقة منذ توليه منصبه بهدف إحياء عملية السلام التي انهارت قبل نحو ثلاث سنوات. وبعد جولة من الدبلوماسية المكوكية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نهاية يونيو (حزيران) قال كيري إنه «مع قليل من العمل سيصير بدء مفاوضات الحل النهائي ممكنا».

وبعد لقائه بالملك عبد الله الثاني، عقد الوزير الأميركي جلسة مباحثات مع نظيره الأردني ناصر جودة، أعلن بعدها أن «الفجوات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ضاقت بدرجة كبيرة»، مضيفا أنه متفائل بإمكانية جلوس كلا الطرفين على طاولة واحدة قريبا. وأضاف كيري في مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع أن المنطقة العربية تواجه في الوقت الراهن العديد من التحديات، تبقى عملية السلام أصعبها، مؤكدا أهمية مبادرة السلام العربية في هذا المسار، على الرغم من أنها لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه. ودعا إسرائيل إلى الالتفات لهذه المبادرة، خاصة بعد أن تم تعديلها بشكل طفيف لجهة تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لتشكل نقطة انطلاق مهمة في مسار العملية السلمية.

ورفض كيري الدخول في التفاصيل، مفضلا مراعاة السرية في العمل، حتى تجري المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في جو من الهدوء، معبرا عن أسفه لكون عملية السلام كانت دائما من أصعب التحديات في الشرق الأوسط. وشدد على ضرورة تعزيز وبناء الثقة، مشيرا إلى أنه تمكن من خلق بيئة مواتية للسير قدما في عملية السلام، التي أصبح الوقت الآن مناسبا أكثر لنجاحها، على الرغم من الصعوبات التي واجهتها لمدة طويلة.

على صعيد آخر، وفي الشأن السوري، جدد كيري التأكيد على أهمية التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، مؤكدا أن بلاده ستواصل دعمها للمعارضة السورية. وفي ما يتعلق بالشأن المصري قال كيري إن واشنطن ملتزمة بتشجيع قيام عملية ديمقراطية كاملة في مصر. وكان كيري قد أطلع الوفد الوزاري العربي المكلف من لجنة المبادرة العربية للسلام للجامعة العربية للاتصال بالإدارة الأميركية خلال اجتماع عقد في وزارة الخارجية الأردنية على نتائج جولاته وجهوده لإعادة إحياء مفاوضات السلام ومقترحاته التي أعدها لإحياء هذه المفاوضات.

وحسب بيان للخارجية الأردنية، عبر الوفد الوزاري العربي الذي ضم وزراء خارجية ووزراء الدولة للشؤون الخارجية والمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية لكل من البحرين والسعودية ومصر والمغرب وفلسطين وقطر والكويت والإمارات والأردن والأمين العام لجامعة الدول العربية، عن تقديره للرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري لجهودهما والتزامهما بتحقيق السلام. وأكد الوفد العربي التزامه بتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط بالتعاون مع الولايات المتحدة ومع كل الأطراف ذات العلاقة، مثلما أكد دعمه الكبير لجهود كيري لإعادة استئناف وإحياء مفاوضات سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وكان الوفد العربي قد التقى بعباس في مقر إقامته في عمان بعد لقائه مع وزير الخارجية الأميركي، أمس، وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في تصريح صحافي إن الوفد أطلع الرئيس عباس على ما دار في لقائه مع وزير الخارجية الأميركي. وأضاف أبو ردينة أنه تم خلال اللقاء التأكيد على استمرار التنسيق والتشاور فيما يتعلق بالأفكار والمقترحات التي يحملها وزير الخارجية الأميركي، مشيرا إلى أن الرئيس عباس سيطلع القيادة الفلسطينية على ما تمت مناقشته مع الوزير كيري.