شعور كردي بـ«الإحباط» ينذر بانهيار عملية السلام مع أنقرة

سبعة قتلى في خلاف على أرض بين عائلتين

TT

يؤجج تصاعد نشاط المسلحين الأكراد في جنوب شرقي تركيا المخاوف من احتمال انهيار عملية سلام مع أنقرة، وهو أمر من شأنه أن يعقد جهود الحكومة لتطبيق إصلاحات دون إشعال المشاعر القومية، حسب تقرير لوكالة «رويترز».

وكانت الحكومة قد بدأت محادثات مع عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بهدف إنهاء الصراع الذي أودى بحياة 40 ألف شخص في ثلاثة عقود وعطل التنمية في جنوب شرقي تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية. لكن العملية تعثرت؛ إذ تشكو أنقرة من أن انسحاب حزب العمال الكردستاني إلى شمال العراق يحدث ببطء شديد في حين استأنف الحزب هجماته، محبطا من عدم تحرك الحكومة فيما يتعلق بالإصلاحات الخاصة بالأقليات.

وقال طه أكيول الكاتب المخضرم في صحيفة «حرييت» اليومية: «إذا استمر الأمر على هذا النحو.. فلننس العملية، وقد تغرق تركيا في دوامة أكثر اضطرابا عما كان في الماضي».

ويبدو الإحباط الكردي من خلال شبان مسلحين وملثمين يجوبون بلدات جنوب شرقي تركيا رافعين رايات حزب العمال الكردستاني ويتحققون من هوية السائقين على الطرق، كما يظهر في صور بثها التلفزيون التركي. وهاجم حزب العمال الكردستاني كذلك مواقع عسكرية في المنطقة منتهكا وقفا لإطلاق النار أعلن في مارس آذار) الماضي. وفي مطلع الأسبوع حضر عدة آلاف من الأكراد مراسم أقيمت في إقليم ديار بكر لتأبين مقاتلين في مقبرة افتتحها حزب العمال الكردستاني في الآونة الأخيرة ورفعت فيها رايات الحزب وصورة لأوجلان. ومثل هذه الصور تزيد من غضب الأتراك الذين يعارضون المحادثات مع جماعة تعتبرها أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إرهابية.

وقال عبد القادر سيلفي من صحيفة «يني سافاك» المؤيدة للحكومة إن هذه الصور تجعل من الصعب على الحكومة أن تعلن عن «حزمة التحول الديمقراطي»، وهي إصلاحات تعزز حقوق الأقليات وتقول الحكومة إنها تعكف على إنجازها. وتساءل سيلفي في مقال: «أي قوة سياسية تلك التي تستطيع تقديم مثل هذه الحزمة إلى البرلمان في وقت يسد فيه مقاتلون ملثمون من حزب العمال الكردستاني الطرق ويتحققون من بطاقات الهوية وتقيم فيه عناصر مقاتلة مراسم تأبين في المقابر».

ويواجه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي دافع عن الانفتاح على حزب العمال الكردستاني، أكبر اختبار لسلطته بعد أسابيع من الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة. وتزامن استعراض حزب العمال الكردستاني قوته مع تعيين مقاتل مخضرم يعتبر من الصقور رئيسا مشاركا لذراع الحزب السياسية مما يزيد من التوقعات باتخاذ خط أكثر تشددا. وقلل يالجين أكدوغان، كبير مستشاري رئيس الوزراء لشؤون الأكراد، من هذه التغييرات، قائلا إن أوجلان نفسه طلبها وإنه من غير المتوقع أن يكون لها تأثير سلبي على العملية.

لكن دعوة حزب العمال لمقاتليه الأسبوع الماضي لأن يتخذوا «وضعا دفاعيا نشطا» وتحدثه عن «تمرد» الأكراد للضغط على الحكومة، عززا أيضا الشكوك بشأن إمكانات عملية السلام. وقال سيلفي: «يريدون بهذه الطريقة تفجير عملية السلام من الداخل. إنهم لا يفعلون هذا رغما عن تركيا؛ بل ورغما عن أوجلان».

ويكثف السياسيون المؤيدون للأكراد الضغوط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات؛ مثل إلغاء قانون مكافحة الإرهاب الذي سجن الآلاف بموجبه لصلتهم بحزب العمال، والسماح بالتعليم باللغة الكردية، وتقليل الحد الأدنى من الأصوات المطلوب لدخول البرلمان.

على صعيد آخر، قتل سبعة أشخاص بمنطقة كردية شرق تركيا أمس في تبادل لإطلاق نار بين عائلتين متنافستين بسبب خلاف على أرض، حسبما أعلن مسؤول محلي. ووقعت الحادثة في منطقة ريفية في ولاية موس، بحسب الحاكم وداد بوكوكسيرسوي لقناة «إن تي في» الخاصة. وصرح بأن «سبعة أشخاص قتلوا في تبادل لإطلاق النار» بين العائلتين المتنافستين منذ سنوات.