ابنة تشيني تعتزم دخول معترك السياسة من بوابة الكونغرس

ليز تريد منافسة سيناتور جمهوري مخضرم كانت طالبته بالتقاعد بسبب تقدم سنه

ليز تشيني
TT

أعلنت ليز تشيني، ابنة ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق في عهد جورج بوش الابن، ترشحها لانتخابات مجلس الشيوخ المقررة في 2014، لتدخل بذلك رسميا معترك السياسة الذي غادره في 2009 والدها، العدو اللدود للديمقراطيين.

وقالت ليز (إليزابيث) في تسجيل فيديو على موقع «يوتيوب» أول من أمس: «اليوم أعلن ترشيحي لمجلس الشيوخ الأميركي». وأضافت: «أن السنوات الأربع والنصف المنصرمة كانت مروعة تماما. الرئيس شن حربا على حقوقنا المكفولة في التعديل الثاني للدستور (حق حيازة الأسلحة) وشن حربا على حرياتنا الدينية»، مصوبة أيضا على الهدفين الأساسيين للجمهوريين وهما خفض الضرائب وتعزيز موازنة الدفاع.

يذكر أن ليز تشيني، 46 عاما، شغلت في عهد جورج بوش الابن (2001 - 2009) الكثير من المناصب في السلك الدبلوماسي الأميركي، إلا أنها ليست شخصية معروفة جدا في الحزب الجمهوري. وأعلنت تشيني ترشحها عن ولاية وايومينغ (غرب) الريفية المحافظة، وسيتحتم عليها أولا أن تخوض الانتخابات التمهيدية لحزبها للفوز ببطاقة الترشيح الجمهورية إلى هذا المقعد.

وفي هذه الانتخابات التمهيدية التي ستجري في 2014 ستتواجه مع السناتور الجمهوري المنتهية ولايته مايك اينزي. وتجري انتخابات مجلس الشيوخ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، وحتى وإن فازت تشيني بالمقعد فإن هذا لن يغير من ميزان القوى في مجلس الشيوخ كون المقعد يشغله أصلا سيناتور جمهوري. ويتمتع الديمقراطيون بأغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ (54 سيناتورا من أصل 100) في حين يهيمن الجمهوريون على مجلس النواب.

وعلى خطى والدها، أثارت جدلا حتى داخل الحزب الجمهوري، ذلك أنها ستنافس سناتورا مخضرما كانت طالبته قبل نحو عام بالتقاعد بسبب تقدم سنه. وحينها رد إنزي على ليز إنه بالفعل بلغ قرابة السبعين لكنه لن يتقاعد، فردت هي عليه ثانية معلنة عزمها منافسته في الانتخابات التمهيدية.

تعمل ليز حاليا معلقة في تلفزيون «فوكس» اليميني، وتمارس أيضا المحاماة، مثل زوجها، فيليب باري (عندهما خمسة أولاد). تعد ليز مفوهة أكثر من والدها، المشهور بالصوت المنخفض والتردد في الكلام، بل وقلة الكلام.

ظهرت ميول ليز السياسية خلال سنوات الرئيس بوش الابن الأولى بعد أن اختارها مساعدة لوزير الخارجية كولن باول لشؤون الشرق الأوسط. وكانت قالت مرارا إن السياسة هي مهنتها وهوايتها. وكتبت كتبا بينها واحد بعنوان: «تطور سلطات الرئيس أثناء الحرب».

درست تاريخ منطقة الشرق الأوسط ولها آراء محافظة نحو المنطقة. وحتى قبل اختيارها مساعدة لوزير الخارجية للشرق الأوسط، أثارت تصريحاتها الانتباه. ففي عام 1991، عندما كانت موظفة صغيرة في وكالة المساعدات الدولية الأميركية، رافقت والدها، الذي كان حينها وزيرا للدفاع، في جولة بمنطقة الشرق الأوسط قبيل تحرير الكويت من احتلال نظام صدام حسين. شاركت في اجتماع والدها مع الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، ثم أدلت بتصريحات انتقدت فيها تردد مبارك في دعم القوات الأميركية لتحرير الكويت (في وقت لاحق، انضم مبارك إلى التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة).

وبعد ذلك بنحو عشر سنوات، عندما صارت مساعدة لوزير الخارجية، وكان والدها نائبا للرئيس، رافقته في جولات في الشرق الأوسط. وأعاد التاريخ نفسه، ومرة أخرى، ضغط شيني على مبارك للاشتراك في غزو العراق سنة 2003. ومرة أخرى، أدلت ليز بتصريحات تنتقد تردد مبارك (وهذه المرة لم ينضم مبارك إلى التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة).

في عام 2005، أثارت ليز ضجة عندما أدلت بتصريحات خلال ندوة المنتدى الاقتصادي العالمي على ساحل البحر الميت في الأردن. تحدثت في الندوة عن العلاقات بين العرب وإسرائيل، ومالت كثيرا نحو إسرائيل. وأغضب حديثها عمرو موسى الذي كان يشغل حينها منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكان اشترك في المنتدى، وحدث تلاسن بينهما. واضطرت ليز لأن تقول: «لا أحد يقبل استمرار المعاناة» في إشارة إلى أوضاع الفلسطينيين وخصوصا في المخيمات. ووصفت رأي موسى بأنه يستهدف «الاستهلاك الشعبي». وقللت من أهمية قوله إن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يؤثر كثيرا على كل التطورات في المنطقة. وعندما أعطيت الكلمة إلى موسى مرة أخرى، قال: «أذكر مساعدة الوزير بأنها بدأت مداخلتها في الجلسة باعترافها بأن الإدارة الأميركية اكتشفت أن سياسة بلادها في الشرق الأوسط كانت خاطئة وعلى مدى 60 عاما».

وخلال نفس فترة عملها مساعدة لوزير الخارجية، حضرت مؤتمرات في الولايات المتحدة وفي دول عربية عن مستقبل الديمقراطية في الدول العربية. وقالت مرة: «ستكلف الديمقراطية كثيرا. لكن، سيكلف تأخيرها أكثر».